جلست بجوار الأستاذ خليل إبراهيم الزياني عميد المدربين السعوديين مدرب المنتخب السعودي الأسبق ونائب رئيس نادي الاتفاق داخل ردهات نادي الاتفاق حيث أعمل كمحرر مسؤول بالمركز الإعلامي بالنادي وتجاذبت معه أطراف الحديث حول مونديال أفريقيا في نسخته الثامنة والعشرين وطلبت منه وبصفة خاصة أن يعطي قارئ أخر لحظة انطباعه وتصوره عن مستوى المنتخب السوداني والمستوى والنتائج التي قدمها المنتخب السوداني في هذه التظاهرة الرياضية الأفريقية الكبرى في اكبر محفل للقارة السوداء، فكانت هذه الحصيلة من قبل هذا المدرب العربي الكبير المصنف من بين أفضل عشرة مدربين عرب مروا على خارطة الكرة العربية خلال مرحلة نصف القرن الماضية. الزياني يتحدث للزميل يعقوب من الدمام وقد كان مدخل حديثنا مع الكوتش خليل الزياني باستطلاع رائه عن مشاركة المنتخب السوداني ونجومه والفائدة التي خرج بها منتخب السودان من خلال مشاركته في مونديال غينيا والجابون. حيث جاء حديث الكابتن خليل الزياني صريحاً وواقعياً من خلال رؤيته الثاقبة للمنتخب السوداني في هذه البطولة حيث اكد بان المنتخب السوداني قد غير جلده بصورة حضارية متطورة حيث لاحظنا اختفاء الظاهرة الغريبة التي كانت مسيطرة على الكرة السودانية والمتمثلة في اللعب المظهري لإرضاء الجماهير والأنانية واللعب للذات بعيداً عن الروح الجماعية وهي كانت من السمات التي ساهمت في وأد الكرة السودانية وتقدمها، وحقيقة فقد شهدت المنتخب السوداني في صورة زاهية وكان لاعبوه يتحركون بروح الجماعية في الملعب وشكلوا لوحة فنية رائعة وقدموا الكرة السهلة الممرحلة التي تعتمد على الباص والخانة والتحرك السريع بالكرة وبدون الكرة والارتداد السريع لمناطق العمليات عند فقدان الكرة وفي تقديري الخاص بان مباراة زامبيا الأخيرة التي خسرها المنتخب السوداني بثلاثية تعتبر من أجمل المباريات التي لعبها المنتخب السوداني في هذه البطولة فقد كان الفريق في أفضل حالاته وأدى لاعبوه أدوارهم بثقة وإيجابية كبيرة وفعلوا كل شئ إلا إحراز الاهداف رغم الفرص التي تهيأت لهم امام مرمى زامبيا.. واعتقد بان إصابة الثنائي علاء الدين ونزار قد أثرت على شكل الفريق العام إلا ان الفريق لم يفقد تماسكه وثباته رغم كل شئ وجاء طرد اللاعب المتميز سيف مساوي ليلقي بظلاله على خط الدفاع، وعموماً اعتقد بان هذه المشاركة قد اكدت تطور الكرة السودانية وسعيها للعودة الى دائرة الضوء والأضواء كأكبر فرق القارة وأرى أنه يجب المحافظة على هذا المنتخب لانه يحمل كل طموحات السودانيين فهو يضم بين طياته مجموعة شابة ومتميزة تحتاج الى مزيد من الصقل والتجارب حتى يقوى عودها ويشتد ساعدها وتكون قادرة على تحقيق الطموحات التي يرجوها السودانيون. مستوى البطولة: وحول مستوى المونديال.قال الزياني: إن المستوى يعتبر فوق الوسط بقليل فهنالك اختلاف كبير بين مستوى المنتخبات في هذا المونديال ومونديال غانا واعتقد بان غياب بعض المنتخبات المؤثرة مثل مصر والجزائر وغيرها قد ساهم في هذا التراجع الذي شهدناه في هذا المونديال وأتمنى أن يرتفع المستوى من خلال الادوار القادمة في مرحلتي الدور نصف النهائي والدور النهائي حتى نستمتع بمباريات قوية وشيقة وطافحة بالجماليات والكرة العصرية الحديثة. ٭مازدا: وعن رأيه في المدرب مازدا، قال الزياني: إن مازدا يعتبر من المدربين العرب المعروفين و يكفي أنه قد قاد المنتخب السوداني إلى النهائيات بكل ثقة واقتدار في مونديال غانا رغم الاخفاق الذي حدث يومها،وفي هذا المونديال، مما يدل على انه مدرب متمرس ولديه ثقافة النهائيات.. وكم كنت اتمنى ان يحالفه الحظ ليكون بين افضل اربعة منتخبات افريقية لكي يضيف لاسمه انجازاً جديداً.. ولكنني اقولها بكل صدق بان المدرب مازدا قد قدم لنا منتخباً وطنياً سودانياً متميزاً بصناعة وطنية خالصة وهو امر لايستهان به وارجو أن تعضوا عليه بالنواجذ، فما حك جلدك مثل ظفرك. أميز اللاعبين: وعن اللاعبين الذين لفتوا نظره في المنتخب السوداني، قال الكوتش خليل الزياني: من الصعب التميز بين صقور الجديان فقد كانوا جميعهم نجوما ولكنني اقول بان المهاجم كاريكا والمدافع سيف مساوي وعلاء الدين ونزار كانوا نجوما بارزة بين صفوف المنتخب السوداني بجانب الحارس الامين الشجاع أكرم الذي قدم نفسه بصورة جيدة كحارس متميز عارف لحدود وواجباته فهو كان يمثل قوة عظمى بين صفوف المنتخب السوداني في هذه التظاهرة الافريقية الكبرى.. ومن كل قلبي أتمنى أن أرى اللاعب السوداني يحترف في الدوري السعودي فهو مؤهل وبكل المقاييس للاحتراف في الدوري السعودي لانه يمتلك كل ادوات التفوق الاحترافي . مكانة الكرة السودانية: وبنهاية حديثه قال الكوتش خليل الزياني: إن الكرة السودانية تحتل مكانة مرموقة في نفوسنا نحن السعوديين فالمدرب السوداني واللاعب السوداني كانت لهم باصات رائعة على الكرة السعودية ونحن نتذكر العديد من المدربين واللاعبين الذين كانوا يقدمون جهودهم للكرة السعودية في تلك الفترة من تاريخ الكرة السعودية كما انني لن انسى تلك الزيارة التاريخية مع فريق الاتفاق إلى السودان في فترة الثمانينيات الميلادية والتي لاعبنا فيها أندية الهلال والمريخ وقضينا فيها اجمل اللحظات في ذلك البلد الكريم المضياف فهي زيارة تاريخية كما اسلفت ستبقى محفورة في ذاكرتي إلى أمد ليس بالقصير .