درجت ولاية نهر النيل على الاحتفال باليوم العالمي للمعاقين في الخامس عشر من كل عام، وهذا العام كان الاحتفال بمحلية شندي التي شهدت في ذلك اليوم تحت شعار «المكفوفين طاقة كامنة لا تعرف المستحيل»، تدافعاً كبيراً لأعداد من المعاقين من مكفوفين أتوا من كل أنحاء الولاية، كل يمني نفسه بأن تجود عليه أيادي الأكرمين بوسيلة إنتاج أو حركة تكفيه شر السؤال، حيث رصدت لذلك اليوم ميزانية تقدر بحوالي 700 ألف جنيه تستهدف دعم 550 معاقاً بوسائل حركية وإنتاجية ساهمت بها مؤسسات حكومية وطوعية وخيرية. وشرفت الاحتفال الأستاذة أميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي، حيث افتتحت المعرض الخاص بالاحتفالية، وأكدت بدورها اهتمام الدولة بفئة المعاقين، داعية أن تتضافر جهود الدولة والمجتمع لكفالة حقوق المعاقين، مشيرة إلى أن قانون المعاقين لسنة 2009 يتوافق مع القوانين والمواثيق الدولية. ودعت أميرة إلى ضرورة إنشاء مدارس خاصة بالمعاقين إذا كانت إعاقتهم لا تسمح لهم بالاندماج في المدارس العامة، مشددة على ضرورة إدماجهم في المجتمع، وطالبت المجلس القومي للمعاقين بضرورة متابعة القرار الخاص بتطبيق نسبة 2% من الفرص المتاحة للعمل في مؤسسات الدولة، ودعت أميرة إلى ضرورة أن يدخل المعاقون تحت مظلة التمويل الأصغر والأسر المنتجة، كاشفة عن إجراء الجهات المختصة لدراسة لحصر المعاقين بالبلاد وتحديد التحديات التي تواجههم والعمل على حلها. أما الدكتور السعيد عثمان الشيخ وزير الشؤون الاجتماعية الذي صب كل جهده لنجاح ذلك اليوم وبشهادة الجميع، كشف عن أن المشاريع لدعم المعاقين تتمثل في 12 كشكاً ببضاعتها، و2 جهاز كمبيوتر، وماكينة تصوير وعدد 120 بطاقة تأمين صحي، بجانب 20 ثلاجة، مؤكداً أن هذه المشاريع تمثل بداية انطلاقة لدعم المعاقين بكل الولاية. وقد شهدت (آخر لحظة) موقفاً إنسانياً لهذا الوزير وهو يقف بنفسه على خدمة أحد كبار السن من ذوي الإعاقة الحركية ويذهب بنفسه ويحضر له كرسياً متحركاً ليرفعه عليه. والمحتفى بهم كانت لهم مطالب أقل ما يمكن أن توصف به أنها بسيطة لمثل حالاتهم ولكنها تساوي الكثير بالنسبة لهم، وناشد ممثل المعاقين خلال كلمته بالاحتفال حكومة الولاية بزيادة نسبة توظيف ذوي الإعاقة إلى 5% بدلاً عن 2% أسوة بولاية الخرطوم، وطالب بإنشاء محفظة للمعاقين بالبلاد وتضمينهم في صناديق الضمان الاجتماعي. مشاهدات شهد الاحتفال تكريماً لنماذج من ذوي الإعاقة لكنهم تحدوا إعاقتهم وكانت لهم إسهاماتهم في المجتمع، منهم الفريق الركن الفاتح عبد المطلب معتمد شندي السابق، والذي فقد إحدى رجليه في مناطق العمليات والأخرى بسبب داء السكري. والشاب ناجي أحمد الذي فقد إحدى يديه وهو يقوم بإنقاذ مجموعة من الأطفال غرقت بهم المركب. بالإضافة لتكريم الفنانة الإنسانة، صاحبة المواقف الإنسانية والروح الخفيفة حنان النيل والتي اعتبرها شخصياً بأنها كانت فاكهة الرحلة ونحن في طريقنا إلى موقع الاحتفال.