تعتبر فئة المعاقين من الفئات التي تحتاج إلى الدعم والمساندة من المجتمع وتعرف الإعاقة بأنها هي التي تعني قصورًا أو عيبًا يصيب عضوًا أو وظيفة من وظائف الإنسان العضوية أو النفسية بحيث يؤدي إلى خلل أو تبدل في عملية تكيف هذه الوظيفة مع الوسط الاجتماعي وبذلك فهي أي الإعاقة تتطلب إجراءات تربوية خاصة تنسجم مع الحاجات التي يتطلبها كل نوع من أنواع الإعاقة.. وللإعاقة أسباب كثيرة منها ما يحدث قبل الولادة ومنها ما يحدث بعدها ومنها ما يكون موافقًا لعملية الولادة إضافة للعوامل الوراثية ولقد تزايد عدد المعاقين في الأونة الأخيرة في العالم نسبة لتفشي الأوضاع الصحية غير المستقرة والتي يكون ضحيتها الأم ولذلك برز الاهتمام المتعاظم بهذه الشريحة في الوقت الذي وصل فيه عدد المعاقين في العالم إلى «900» مليون شخص ويوجد ما يقارب ال «80» بالمائة منهم في دول العالم الثالث والبلدان النامية، ويبلغ عدد المعاقين في السودان حوالى«3800» معاق بحسب منتدى الخريجين المعاقين وتتمثل أهم مشكلات المعاقين في التعليم والتوظيف والعلاج والحركة وغيرها. وشهدت الولاية الشمالية خلال الأيام الماضية انعقاد ورشة عمل تتعلق بمناقشة هموم المعاقين بالولاية والتي نظمتها منظمة أبرار بالتعاون مع المجلس القومي للمعاقين وبالتنسيق مع وزارة الإرشاد والشؤون الاجتماعية واتحاد المعاقين بالولاية، حيث جاءت الورشة تحت شعار «إذكاء الوعي ومناصرة المعاقين» وذلك بحضور عدد من المهتمين بقضايا المعاقين على رأسهم الدكتورة رضاء علي سعيد من إدارة المعاقين بوزارة الضمان الاجتماعي الاتحادية وسموأل عتموري رئيس اتحاد المكفوفين بالمركز وعضو المجلس القومي للمعاقين وسعادة العقيد متقاعد بدر الدين أحمد حسين عن منظمة أبرار والدكتور الطيب السماني المستشار بديوان النائب العام وعدد من المسؤولين بالولاية حيث ناقشت الورشة عدة أوراق عمل متعلقة بهموم وقضايا المعاقين كما خرجت الورشة بالعديد من النتائج والتوصيات. ويرى والي الشمالية فتحي خليل أن ما خرجت به الورشة يمثل برنامج عمل لحكومته لتطبيقه وإنزاله إلى أرض الواقع معلنًا التزامه بتنفيذ كل ما جاء في مخرجات الورشة موجهًا وزارة الشؤون الاجتماعية بإيجاد مقر لاتحاد المعاقين بالولاية مشددًا على أهمية وضع مشروع قانون على منضدة المجلس التشريعي لإجازته، بينما يرى ميرغني محمد عثمان وزير الإرشاد والشؤون الاجتماعية بالشمالية أن الإعاقة في المقام الأول هي ليست إعاقة جسدية وإنما الإعاقة الحقيقية هي إعاقة عزيمة وإرادة وضرب بذلك مثلاً بمؤلف «السميفونية الموسيقية» بتهوفن الذي كان من «الصم» كما أشار إلى الصحابي الأعمى ابن أم مكتوم الذي تحدث القرآن عنه كما استعرض عددًا من ذوي الإعاقة والذين برزوا في مجالات متعددة كالأديب طه حسين والمجاهد أحمد ياسين وغيرهم من النماذج مشيرًا إلى أن الإعاقة الجسدية لا تعطل الفاعلية في الفرد بأن يكون مشاركًا ومبدعًا وفعالاً كما أمّن عثمان على مخرجات الورشة وأعلن التزامه الكامل بها، بينما أشارت دكتورة رضاء سعيد إلى أهمية التدريب للمعاقين في كافة المجالات، وامتدحت توجه الدولة القاضي بالاهتمام بالمعاقين متمثلاً في مصادقة الدولة على الاتفاقية الدولية لحقوق المعاقين معتبرًا أن ذلك نابع من أنه أمر دين وأمر شريعة، أما مدير منظمة أبرار بدر الدين أحمد حسين فقد لفت إلى أهمية تكوين مجلس ولائي للمعاقين وإعطائهم نسبة «50%» من مقاعد المجلس وإسناد وظيفة الأمين للعامين لأحد المعاقين كما ناشد حكومة الولاية بالاهتمام بشريحة المعاقين وحفظ حقوقهم بينما شدد الأمين العام لاتحاد المعاقين بالشمالية الفاتح محمد محمود إلى ضرورة الاهتمام بالتعليم للمعاقين وإدراج لغة الإشارة كمنهج من مناهج التعليم ودعا المسؤولين إلى توفير لغة «دايرف» غير المتوفرة في الولاية، وهي اللغة التي تساعد في عملية التعليم عن طريق اللمس لشريحة الصم من المعاقين كما شدد والي الشمالية بالإسراع في إيجاد مقر لهم حتى يؤدي الاتحاد دوره بصورة أفضل. وشملت أوراق العمل التي قدمت من خلال الورشة «الاتفاقيات الدولية لحقوق المعاقين آلية التطبيق القانون والتشريعات السياسات العامة» كما قدم الوفد المشارك في الورشة والقادم من المركز تنويرًا لأعضاء المجلس التشريعي بالشمالية في ختام أعمال الورشة بمقر المجلس حول هموم وأوضاع المعاشين بالسودان والشمالية من جانبه جدّد رئيس المجلس التشريعي بالشمالية أحمد عثمان حرصه ووقوفه وتضامنه مع قضايا المعاقين كما أكد على أن المجلس سيشرف على تنفيذ مخرجات الورشة من قبل الجهاز التنفيذي بالولاية. وقد تمثلت أهم القضايا التي أثيرت داخل الورشة في «أن يكون الأمين العام لمجلس المعاقين من أنفسهم وأن يتم تعديل قانون المعاقين ليواكب القانون القومي وأهمية إيجاد دار ومقر لاتحاد المعاقين بالولاية» وغيرها من القضايا التي أظهرت حكومة الولاية اهتماماً متعاظماً بها، ويرى عدد من شريحة المعاقين الذين التقتهم «الإنتباهة» أن انعقاد الورشة جاء في وقته تمامًا مشيرين أن مخرجات الورشة إذا قدر لها أن تنفذ فمن شأنها أن تحقق كل طموحات المعاقين كما ستعتبر بمثابة فتح لهموم وقضايا المعاقين.