شيعت البلاد صباح أمس أمبراطور الأغنية السودانية و الافريقية الفنان محمد عثمان وردي في موكب مهيب تقدمه السيد رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير، وعدد من الوزراء، وقيادات القوات المسلحة والشرطة، وزملاء الراحل من أهل الإبداع، وجماهير غفيرة من أبناء الشعب السوداني، وتمت مواراة جثمانه الثرى بمقابر فاروق بالخرطوم. ü ولد محمد وردي في العام 1932م في بلدة «صوارده» إحدى قرى شمال السودان، وهي من أكبر مناطق السكوت بمحافظة حلفا التابعة لولاية دنقلا.. بدأ حياته بالتعليم وتدريس الطلاب، واتجه بعد ذلك للغناء، وسطر الفرعون وردي اسمه بأحرف من ذهب في مسيرة الأغنية السودانية، عبر عطاء مدهش امتد لأكثر من خمسين عاماً، جسد خلالها معاني الوطنية عبر أعمال شكلت الوجدان السوداني، منها «يا شعباً لهبك ثوريتك- أكتوبر الأخضر- يا شعباً تسامى- بنبنيهو البنحلم بيهو يوماتي- عرس السودان- وطنا بي اسمك كتبنا ورطنا- عرس الفداء» وغيرها من الأعمال التي دعمت ثورة أكتوبر، وثورة أبريل، وعبرت عن معاني الوطنية الحقيقية، كما أثرى الفرعون وألهب القلوب عبر أعماله العاطفية التي تعتبر مصدر فخر لكل أبناء السودان، ومازال صداها يتردد حتى الآن مثل «أعز الناس- الطير المهاجر- هجرة عصافير الخريف- أقابلك- يا بلدي يا حبوب» وغيرها من الدرر الغنائية، كما تغنى وردي باللغة العربية كان هناك نصيب في مسيرته الفنية للأغنية النوبية التي تعبر عن انتمائه النوبي بايقاعات أهله، بالإضافة إلى تفرده في التلحين، فهو موسيقار لا يشق له غبار، ولا ننسى جوانبه الإنسانية العظيمة، لذلك لم يكن غريباً أن تنهمر الدموع من بين عيون الرجال والنساء، تعبر عن حزن قومي وفاجعة وطنية عصيبة على السودان وأهله. «إنا لله وإنا إليه راجعون» لا نملك إلا أن نقول هذا.. بهذه الكلمات عبر الفنان حمد الريح رئيس اتحاد المهن الموسيقية، فوردي هو فقد غير عادي، وفقده كل السودان وخارجه، ونسأل له الله الرحمة. وعجز لسان الفنان شرحبيل أحمد عن وصف للموقف، وقال هذه هي إرادة الله تعالى، وردي فنان سيكون خالداً في قلوبنا وقلوب كل السودانيين، وهو اخونا وصديقنا. وعبر رفيق درب الراحل الشاعر إسحق الحلنقي عن حزنه، وقال إن فقد وردي هو فقد عظيم، فقد عاش سفيراً للجمال السوداني في أي مكان في الدنيا، والسودان فقد شمساً كانت تشرق غير الشمس التي نعرفها ونسأل الله له الرحمة. وقال السفير اليمني الدكتور صلاح علي أحمد العنسي: محمد وردي لم يكن حكراً على السودان فقط، وانقل عبر صحيفة «آخر لحظة» تعازي الشعب اليمني للشعب السوداني في هذا الفقد الجلل، فوردي كان يحب اليمن، وفي آخر لقاء لي معه طلب مني أن ابلغ تحياته للشعب اليمني الذي أحبه جداً، فقد احسنوا استقبالي وكأني وسط أهلي. ü وذكر الأستاذ محمد خير فتح الرحمن مدير قناة الشروق الفضائية أن البلاد فقدت وردي، وهذا التشييع الضخم له، يعكس جزءاً مما يشكله في الوجدان السوداني بكل اختلافاتهم، توحدوا اليوم عند مقبرة وردي وهو فقد جلل. ü وبكى الفنان كمال ترباس وقال: فقدنا الموسيقار الفنان الدكتور وردي «ديناصور» الأغنية السودانية، وأعزي كل الشعب السوداني في وفاته. ü وقال الموسيقار حافظ عبد الرحمن وردي رمز مميز أثرى الأغنية والفن السوداني، ورسم أشياء قوية يصعب تجاهلها بالجمال والقوة، وترك بصمات جميلة على الناس أن يهتدوا بها وأدى رسالته على أكمل وجه. ü الفنان عثمان مصطفى قال: إن هذا يوم حزين فقد فجع الشعب السوداني برحيل هذا القامة والرقم الذي يصعب تجاوزه، لما قدمه لهذا الشعب وليس بمقدورنا الحديث عنه، لأن أعماله هي التي تتحدث عنه، ووردي لا نقيمه نحن فهو أستاذ الجميع رحمه الله. ü دكتور راشد دياب قال: وردي فنان بمعنى الكلمة ونتألم لفراقه، لأنه فنان شامل ويدافع عن حقوق الناس وحرياتهم، وله أهداف بعيدة جداً من أجل الوطن، وأحس بأنه يمثل تاريخ الثقافة السودانية الغنائية والطرب الأصيل، فهو قبل كل ذلك إنسان يحب مهنة الفن وأعطاها قيمة بتعبيره عن وجدان الشعب السوداني بصدق، فقد دفع حياته خادماً لوطنه واعزي كل الشعب السوداني فيه. ü وقال الشاعر محمد يوسف موسى رئيس اتحاد شعراء الأغنية السودانية، فقدنا فناناً عظيماً وشاملاً ومطرباً كبيراً من الجيل العظيم، وهو فنان غني عن التعريف وترك إرثاً جميلاً، من الغناء السليم والمعافى، الوطني والعاطفي، وسوف يظل بيننا بابداعه سيكون مدرسة لمن بعده. ü وذكر الأستاذ جمال الوالي رئيس نادي المريخ أن وردي هو هرم من اهرامات السودان التي رفعت اسمه داخلياً وخارجياً، نسأل له الله الرحمة. ü وأشار الأستاذ مكي سنادة إلى أن وردي له تأثير عظيم جداً على وجدان الأمة الافريقية كلها، تأثروا بأعمال وردي، نعم رحل عن دنيانا ولكنه باقٍ فينا. ü وقال الدكتور الفنان عبد القادر سالم إن هذا يوم حزين في تاريخ الشعب السوداني، لأننا فقدنا فناناً عبقرياً وعملاقاً، تغنى للقيم والمثل، وظل يجدد ابداعه دوماً، وهو الفنان الأول في السودان وهو حالة استثنائية يحتاج لكتب للحديث عن ابداعاته رحمه الله. ü وقال المخرج شكر الله خلف الله إن وردي هرم في الأغنية ترجل عنها، ولكن علينا المحافظة على ما تركه، فمن الصعب أن يسد فراغه الذي تركه. ü ويعزي الفنان شكر الله عز الدين كل الشعب السوداني في رحيل محمد وردي، وقال وردي وطن وعلم ورقم، ونسأل له الله الرحمة والمغفرة. ü وقال الفنان وليد زاكي الدين فقدنا المدرسة الفنية الراحل المقيم محمد وردي، فهو أحد أعمدة الفن السوداني، وكان حريصاً على حب الوطن، ويعكس وجه السودان المشرق عبر رسالته، ونعزي أنفسنا وكل الشعب السوداني في رحيله وننعي كل المشاعر الحزينة في وداعه. ü وأكد الشاعر ابو شورة أن البلاد فقدت رمزاً من الرموز الثقافية والفنية والأدبية والاجتماعية، فهو فقد أمة بحالها، لأنه وثق للسودان في كل مراحله وطنياً وعاطفياً. ü وترحم الشاعر التجاني حاج موسى على روح الفنان محمد وردي، وقال هذا يوم حزين بفقدان شخص بحجم أمة كاملة، وإن رحل بجسده لكنه باقٍ فينا بأعماله، ولن تنساه ذاكرة الأغنية السودانية، فهو فنان عظيم رحمه الله وأسكنه فسيح جناته.