لاشك أن مكانة الأم مكانة عالية ولا يستطيع أحد وصفها، وقد كرمها الإسلام وعظَّم مكانتها عندما قال «إن الجنَّة تحت أقدام الأمهات» وعندما قال في معنى الحديث.. أمك ثلاث مرات ثم قال أبوك بعدها.. فهي تكابد منذ حملها إلى أن يتوفاها الله وهي الوحيدة التي تكون في حالة عطاء دائم لأبنائها وتقدمهم عليها.. ولا أظن أن هناك فرقاً بين أم وأخرى.. فإحساس الأمومة إحساس فطري.. ليس له علاقة بالغنى أو الفقر ولا العمر ولا اللون ولا وجود الأب أو حتَّى الأخوات أو الأعمام أو الخيلان.. أو أي درجة قرابة.. المهم سادتي لعل ما دعاني لكتابة هذه السطور هو التكريم الذي تُقيمه شركة زين للأم المثالية، وقد كتبت قبل ذلك عن نفس الموضوع عندما قامت بهذه المبادرة الأستاذة إخلاص قرنق وكرَّمت من خلالها الأم المثالية بعد اختيارها بنفس الطريقة تقريباً، وقد أكدت حينها أن كل الأمهات مثاليات وأن وفاة الزوج وانفراد الزوجة أو الأم بتربية الأطفال ومكابدتها من أجلهم لا تجعل منها مثالية فهناك نساء كثر يعشنَّ مع أزواجهنَّ وأسرتهنَّ مكتملة الفصول «أم وأبناء» إلا أن الأب لا يلعب دوره وتتجاهله الأم وتربي أبناءها أو هناك من تزوج من امرأة أخرى وتركهم وقامت الأم بمواصلة الطريق وربت أبناءها.. كما أن هناك أمهات مثاليات فعلاً كابدنَّ وضحينَّ من أجل ابقاء أسرهنَّ سعيدة.. تُعلِّم أبناءها إلى أعلى المراتب، تقاسي وتتعب من أجل ذلك.. سادتي يجب أن نُغيِّر نظرتنا للأم المثالية وطريقة اختيارها، وقد قال لي أحدهم قبل فترة هنالك أسر تشقى بسبب آبائهم وأنا من أولئك الذين شقت أسرتهم بسببيهم لأن كل الأبواب تغلق أمامهم بسببي.. لعلني أريد أن أقول أن هناك أمهات يطلق عليهنَّ لقب الأم المثالية بدون وفاة الأب أو بدون اتجاهها لعمل الزلابية أو الطعمية أو بيع الطواقي.. وحتَّى لا أظلم الأزواج هناك آباء مثاليون أيضاً يستحقون التكريم، وحتَّى نصل إلى تعريف محدد للأم المثالية يجب أن نُوسِّع مظلتها.. فكل الأمهات مثاليات حتَّى ولو لم يتم تكريمهنَّ.