ولدت في العام 1947م ونشأت بحوش (عنقرة) بسوق الشجرة بأم درمان.. وعملت قابلة منذ العام 1972 بالسلاح الطبي بعد تخرجها في مدرسة القابلات بأمدرمان، وحتى العام 1980، ثم التحقت بمستشفى الشرطة وعملت فيها حتى أُحيلت إلى المعاش برتبة ملازم أول شرطة في العام 2007، وكانت قد نالت دبلوم مدرسة ملاحظي الصحة في عام 1990م، وتلقت دورات دعوية عديدة انطلقت منها إلى العمل في مجال المرأة والطفل، والآن تعمل رئيسة للجنة الصحة لأمانة برلمانيات ولاية الخرطوم، وظلت تجاهد وتعمل لخدمة الآخرين، وليس ذلك بالغريب عليها، فهي حفيدة النور عنقرة الذي يشهد له التاريخ ببسالته وشجاعته وتضحياته من أجل الوطن.. إنها «رشيدة إدريس معلا» التي كرمت كأم مثالية في مناسبة الاحتفال بعيد الأم للعام2011م.. التقتها «الأهرام اليوم» بمنزلها الحالي ب «غشلاق» الجيش ببحري، الذي سكنت فيه منذ العام 1983م، فاستقبلتنا بروح طيبة، وروت لنا مسيرتها وكفاحها ومكابدتها المشاق الجسام داخل وخارج منزلها، وذكرت أنها عملت متطوعة بمنظمة أم المؤمنين الخيرية عشرين عاماً، أسست فيها النظام الأساسي بكل ولايات السودان، وفي أواخر التسعينيات ذهبت إلى جنوب وشرق السودان، حيث وقفت على احتياجات المرأة والطفل وقامت بتقديم الدعم والمساعدة لكل من استطاعت، كما كان لها دور كبير في جمعية القرآن الكريم بمساهمتها في إنشاء عدد من الخلاوى بولايات السودان المختلفة. تسرد أمنا «رشيدة» قصة كفاحها قائلة إنها قامت بتربية (6) من البنات توفيت والدتهن، بعد أن تزوجت والدهن، بجانب ثمانية من أبنائها الذين تركهم لها زوجها السابق بعد الطلاق، وطفل يتيم من جنوب السودان، حيث تكفلت بتربيتهم جميعاً كأبنائها وشملتهم بالرعاية والاهتمام والتعليم، والآن منهم من تزوج وتوظف وجميعهم في أوضاع جيدة، وأردفت أن عملها لم يشغلها أبداً عن تربية أبنائها ومتطلبات منزلها، كما عودتهم على تحمل مسؤولياتهم، وأوصت الأمهات بالاهتمام بأبنائهن والخروج بهم إلى بر الأمان، وقالت إن المثالية كلمة تحمل كل المعاني الجميلة، فالشخص يكون مثالياً بعمله واجتهاده، والإنسان عليه أن يحس بظروف الناس ويساعدهم دون أن يطلبوا منه ذلك، ولابد من الشعور بالمسؤولية بها المجتمع. ودعت «رشيدة» الأمهات إلى أن يتداركن مشاكل بيوتهن أولاً بأول وأن يعرفن أن دورهن داخل المنزل ليس بالسهل. الاهرام اليوم