الأهلي يعود من الموت ليسحق مازيمبي ويصعد لنهائي الأبطال    أرنج عين الحسود أم التهور اللا محسوب؟؟؟    الصناعة.. قَدَر الخليج ومستقبله    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    قرارات جديدة ل"سلفاكير"    السودان..تحذير خطير للأمم المتحدة    شاهد بالفيديو.. ناشط سوداني يهاجم الفنانة عشة الجبل ويثبت غيرتها من زميلتها الفنانة مروة الدولية: (عرس الدولية حارقك وقاطع قلبك والغيرة دي ما حلوة)    شاهد بالفيديو.. حكم كرة قدم سعودي يدندن مع إبنته بأغنية للفنان السوداني جمال فرفور    شاهد بالصور.. رصد عربة حكومية سودانية قامت بنهبها قوات الدعم السريع معروضة للبيع في دولة النيجر والجمهور يسخر: (على الأقل كان تفكوا اللوحات)    هل فشل مشروع السوباط..!؟    بلومبيرغ: قطر تستضيف اجتماعا لبحث إنهاء الحرب بين روسيا وأوكرانيا    سوق العبيد الرقمية!    مخاوف من قتال دموي.. الفاشر في قلب الحرب السودانية    صلاح في مرمى الانتقادات بعد تراجع حظوظ ليفربول بالتتويج    أمس حبيت راسك!    راشد عبد الرحيم: وسقطت ورقة التوت    وزير سابق: 3 أهداف وراء الحرب في السودان    الصين تفرض حياة تقشف على الموظفين العموميين    (المريخاب تقتلهم الشللية والتنافر والتتطاحن!!؟؟    معتصم اقرع: لو لم يوجد كيزان لاخترعوهم    وكالة الفضاء الأوروبية تنشر صورا مذهلة ل "عناكب المريخ" – شاهد    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    دخول أول مركز لغسيل الكلي للخدمة بمحلية دلقو    والي ولاية الخرطوم يقف على إنجاز الطوف المشترك لضبطه متعاونين مع المليشيا ومعتادي إجرام    "منطقة حرة ورخصة ذهبية" في رأس الحكمة.. في صالح الإمارات أم مصر؟    شركة توزيع الكهرباء في السودان تصدر بيانا    تصريحات جديدة لمسؤول سوداني بشأن النفط    إيفرتون يصعق ليفربول بثنائية    لطرد التابعة والعين.. جزائريون يُعلقون تمائم التفيفرة والحلتيت    إقصاء الزعيم!    دخول الجنّة: بالعمل أم برحمة الله؟    حدثت في فيلم كوميدي عام 2004، بايدن كتبوا له "وقفة" ليصمت فقرأها ضمن خطابه – فيديو    خادم الحرمين الشريفين يدخل المستشفى    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    عملية عسكرية ومقتل 30 عنصرًا من"الشباب" في"غلمدغ"    تطعيم مليون رأس من الماشية بالنيل الأبيض    إثر انقلاب مركب مهاجرين قبالة جيبوتي .. 21 قتيلاً و23 مفقوداً    العين إلى نهائي دوري أبطال آسيا على حساب الهلال السعودي    مدير شرطة ولاية نهرالنيل يشيد بمجهودات العاملين بالهيئة السودانية للمواصفات والمقاييس    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني من بنك الخرطوم ليوم الإثنين    صلاح السعدني ابن الريف العفيف    أفراد الدعم السريع يسرقون السيارات في مطار الخرطوم مع بداية الحرب في السودان    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    جبريل إبراهيم: لا توجد مجاعة في السودان    لمستخدمي فأرة الكمبيوتر لساعات طويلة.. انتبهوا لمتلازمة النفق الرسغي    عام الحرب في السودان: تهدمت المباني وتعززت الهوية الوطنية    مضي عام ياوطن الا يوجد صوت عقل!!!    مصدر بالصحة يكشف سبب وفاة شيرين سيف النصر: امتنعت عن الأكل في آخر أيامها    واشنطن: اطلعنا على تقارير دعم إيران للجيش السوداني    إصابة 6 في إنقلاب ملاكي على طريق أسوان الصحراوي الغربي    مفاجآت ترامب لا تنتهي، رحب به نزلاء مطعم فكافأهم بهذه الطريقة – فيديو    راشد عبد الرحيم: دين الأشاوس    مدير شرطة ولاية شمال كردفان يقدم المعايدة لمنسوبي القسم الشمالي بالابيض ويقف علي الانجاز الجنائي الكبير    الطيب عبد الماجد يكتب: عيد سعيد ..    بعد نجاحه.. هل يصبح مسلسل "الحشاشين" فيلمًا سينمائيًّا؟    السلطات في السودان تعلن القبض على متهم الكويت    «أطباء بلا حدود» تعلن نفاد اللقاحات من جنوب دارفور    دراسة: القهوة تقلل من عودة سرطان الأمعاء    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ونسة تكرّم أمهات سودانيات متميزات من العاصمة والولايات
نشر في الصحافة يوم 06 - 04 - 2012

درج ملف ونسة على الاحتفال عند اكمال كل خمسين عددا من الونسة ،والوقوف وقفة تأمل وتقييم وتقويم عقب كل مائة عدد من اعداد الملف وتم اعتماد هذه الوقفة الحسابية منذ العدد رقم 50 و100 و150 و200 و250 و300 الذي تزامن مع اكمال الصحافة خمسين عاما من العطاء والوصول الي محطة اليوبيل الذهبي، ثم العدد 350 وذلك بتكريم شخصية من الشخصيات السودانية المتميزة او الاحتفاء بعدد من ضيوف ملف ونسة او تخصيص الملف لقضية محددة، وهاهى وقفة جديدة وسطر جديد من ملف ونسة الذي يهتم بالتوثيق والكاريكاتير والحلمنتيش والكوميديا وبدا بشعار (من اجل وطن خال من الاحباط والدبرسة ) وتحول الي ( لو عنت لى كلمة حق حلوة لاستمهلت الموت ريثما اقولها) وتوقف مع (فقرانين وتغيانين).
وقصدنا في العدد 400 عرض نجاحات الامهات السودانيات من العاصمة والولايات وتوقفنا مع تجارب متميزة لامهات هزمن المستحيل وانتصرن على الفقر والمرض وحققن بالعزيمة والتحدي مكاسب لا تحصي ولاتعد، وكانت شركة زين قد كرمت عددا من الامهات في مبادرة جميلة بحضور عبد الرحمن الصادق المهدي مساعد رئيس الجمهورية والعضو المنتدب لزين الفاتح عروةا وعائشة الغبشاوي ومنال احيمر ومريم تكس وجاء اختيار الاستاذة امال عباس أما للصحفيات السودانيات وتكريم 17 اما سودانية من الخرطوم والشمالية وكسلا ودارفور .
سنار تختار نعمات مهدي أمها المثالية
سنار:مصطفى احمد عبدالله
استطاعت الحاجة نعمات مهدى محمد الامين ان تنال لقب «الأم المثالية» على مستوى ولاية سنار، وشكلت نموذجا آخر للمرأة المعيلة. عمرها 56 عاما من النجاح والتفوق توفى زوجها منذ العام 2006م وفكرت في العمل لتوفر لابنائها نفقات الحياة وبناء مستقبل مشرق لهم ، فلم تجد سوى العمل كفراشة فى مدرسة دار الارقم وبيع الايسكريم للطلاب، شجعها اقاربها على تلك الخطوة؛ مما جعلها قدوة اًمام جيرانها يحتذون بها بدلا من الاتكالية والاعتماد على الغير، وبدأت في التردد على العديد من المؤسسات الحكومية لمساعدتها في الحصول على عمل يساعدها في التغلب على ظروف الحياة الى ان وجدت الفرصة كفراشة فى احدى مدارس الاساس، مما جعل اتحاد المرأة بالمحلية لا يتردد في أن يمنحها لقب الأم المثالية .
تشجيع متواصل
نعمات مهدي لاتفرق في اسلوب تربيتها ومعاملتها مع الناس بين الولد والبنت، فالكل سواسية في الحصول على فرص التعليم انجبت ستة من الابناء أكبرهم ريماز ابراهيم النور تخرجت من جامعة امدرمان الاسلامية والتى قالت للصحافة ( كان لأمي الدور الكبير في تهيئة الجو المناسب للمُذاكرة والتشجيع على مواصلة الدراسة واختيار كل منّا وتركت لي ولاشقائي اختيار مجال الدراسة دون تدخل ) وعن الجانب الإنساني لوالدتها، تقول ريماز (أمِّي إنسانة حنونة للغاية؛ فهي تعطف على الصغير وتحترم الكبير. اذكر امى صاحبة التضحيات والحنان وهى تحتضن (6) من الايتام الذين فقدوا والدهم كانت هى الاب والام شجعتنا على مواصلة الدراسة والنجاح).
الصلاة والأخلاق الحميدة
التقط اطراف الحديث ابنها رامى الذى يدرس بجامعة السودان (هندسة ميكانيكا ) وقال نصحتني أمِّي بالتحلي بالأخلاق ؛ وعلمتني أنا وإخواني المواظبة على الصلاة والالتزام بالأخلاق الحميدة. وما أتذكره، وأنا صغير انها علمتني أنا وإخواني حب الوطن والولاء له بشكل كبير، ويضيف ( لقد شجعتني أمّي على الاعتماد على نفسي في كل شيء، فهي من شجّعني على اختيار المجال الذي أحبّه للدراسة).
وقالت ريان ابراهيم النور الابنة الثالثة للحاجة نعمات وهى خريجة كلية التربية جامعة سنار ( أنا أسعد دائما بدعائها ورضاها عنِّي، فهي الخير والبركة التي تُضيء حياتي، أطال الله جل في علاه عُمرها، وأدعوه سبحانه وتعالى أن يمنحها الاجر العظيم ، فمهما عملت لن أستطيع أن أوفيها حقها، وصدق رسول الله -عليه الصلاة والسلام- حيث قال (الجنّة تحت أقدام الأمهات).
وترجع الحاجة نعمات مهدى صمودها رغم الصعوبات والمحن الى انها تعلّمت من والدتها مبادئ الحروف الأولى، تعلمت المسؤولية، وكيف تقف بثبات في مواجهة الصعاب، وقالت نعمات تعلمت من والدتي الصبر والكفاح والسعي الدؤوب لتحقيق الأهداف وقالت انها تتقدم بالشكر لكل شخص وقف معها من الاسرة، واضافت لدى ثلاثة ابناء اخرين هم ريم جلست لامتحان الشهادة السودانية هذا العام ورؤى تدرس بالصف الثامن واخيرا النور بالصف السادس اساس.
اتحاد المرأة يشيد بنعمات
وقالت فاطمة عبدالله عثمان امينة اتحاد المرأة بمحلية سنار للصحافة إن الأم وطن نتعلّم منه الانتماء، والطفل حين يشعر بانتمائه الكبير لأمّه يتطوّر بانتمائه للوطن، والأم هي المنبع الأساسي لما سيكون عليه هذا الطفل، فإن كان بذرة صالحة فسيكون صالحا لوطنه، وهنا أود الإشارة إلى الدعوات المناهضة لتقليد الغرب في الاحتفال بهذا اليوم بالقول إنها مناسبة جميلة أن نحيط هذه الإنسانة بلفتة كريمة تشعرها بعظمة ما تقدّمه في حياتنا، طاعتها واجبة طوال العام، ولكن لا مانع من إدخال البهجة إلى نفوس الأمهات باحتفاء عائلي نجد بعده فرحة وإحساسا بالعرفان والتضحية، وبما أنني أم لعدد من الأبناء فتجاهل أبنائي لهذا اليوم (بصراحة حيكون فيه زعل) ونعمات نموذج للام المثالية .
مناشدة للوالي أحمد عباس
الام المثالية نعمات من قرية دريبو بمحلية الدندر بولاية سنار، صارت تسكن فى مدينة سنار منذ العام 1986م وزوجها كان يعمل بائعا للخضر والفاكهة واصيب منذ العام 2000م بالمرض وصارت ارملة في العام 2006 ، وهى الان تستأجر منزلا بحى التضامن وهذه مناشدة منا للسلطات المختصة وعلى رأسها والى الولاية المهندس احمد عباس بتخصيص قطعة سكنية لها وابنائها، وهذه ابسط هدية لامرأة مثالية .
فاطمة الحريم ...امرأة بقوة الحديد والنار
نهر النيل :عطبرة : إلهام عشري
استحقت فاطمة عبد الله حسن الشهيرة بفاطمة الحريم لقب المرأة المدبرة القوية واستطاعت ان تقدم نموذجا للام السودانية المكافحة التي تقوم بتربية ابنائها بعرق الجبين والبحث عن الرزق الحلال، وقصة فاطمة غريبة جدا فهي قد تزوجت مبكرا في عمر 13 عاما من زوج في عمر 65 ورحل عنها وهو في عمر التسعين بعد ان خلف ثمانية اولاد وثلاث بنات ونسبة لعدم التكافؤ في العمر فقد اصبحت مسؤولة عن الابناء والبنات ورعاية زوجها بعد ان اصبح غير قادر على العمل، وخرجت هي للعمل وهي تتذكر طرفة والدها الذي نصحها بعد الزواج من رجل رجل يكبرها سنا قائلا دايرة شنو بالعضم اليابس؟ لكنها اصرت على الزواج وعاشت معه اجمل الايام لانها القسمة والارادة ولا تنسي انها كانت سببا في البحث لزوجها عن عمل بواسطة سوركتي المسؤول في السكة الحديد الذى كتب للضابط التنفيذي بمجلس شعبي عطبرة طالبا اعانته فرفضوا ذلك وتم تشغيله بورشة البلدية وقام ابو بكر عبد الرحمن بإيقاف الزوج عن العمل سنة 1973 نسبة لانه اصبح طاعنا في السن وقامت فاطمة بالتوسط لزوجها مرة اخري للعمل وطلبت من الضابط تشغيله وقالت لهم انا لا استطيع ان ابيع في السوق وسط الرجال نسبة لاني صغيرة في السن ونريد ان نربي ابناءنا وكان ذلك في حضور المحافظ الذي وجه بتشغيل فاطمة في المحلية وردت المحلية بعدم وجود وظائف لكن المحافظ سعد عوض امر بتشغيلها مؤقتا لمدة 18 شهرا ونسبة لظروفها وضعوها في روضة الاطفال التابعة للمحلية بطلب منها لتكون بجوار اطفالها وتساعدهم في طلب العلم وبعد 11 سنة من العمل بالروضة نقلوها لتعليم الكبار التابع للمحلية مما ساعدها على تربية الابناء وتعليمهم وكانوا من الاوائل في المدرسة وقالت فاطمة انها عملت ايضا في فتل الحبال في البيت بصحبة زوجها قبل رحيله ومنذ الثمانينات اصبحت هي المسؤولة الاولي والاخيرة عن العيال ووالدهم الذي اصبحت تعامله مثل الاطفال لانها تحبه جدا وتخدمه بكل ما اوتيت من قوة حتي ان ناس الحي صاروا يضربون بها المثل في الاخلاص للزوج وطاعته والتفاني في تقديم الرخيص والغالي له واصبحت نساء الحي يحسدنها على هذه الثنائية الجميلة بين الزوج وزوجته رغم ان الاثنين فقيران لا يملكان قوت اليوم احيانا والزوج كان ا في السن وهي لازالت كما يصفها الناس جاهلة في عمر الشباب وكانت فاطمة تفرح جدا وتقول ان توب الدمورية مع عيشة راضية وهنية بصحبة زوجها افضل من ثوب الجزيرة، وقالت ان ابناءها يفتخرون بما قدمته لزوجها ولهم ويكنون لها كل الحب والتقدير والاحترام وطلبوا منها ان تترك العمل بالمحلية بعد ان صاروا قادرين على تحمل المسؤولية الا انها رفضت ترك العمل وكل ابناء فاطمة ماشاء الله تبارك الله من الناجحين عادل الحاج استاذ اللغة الانجليزية ومحمد استاذ كيمياء والشفيع استاذ لغة انجليزية بالسعودية وجعفر استاذ جغرافيا ويس تخرج في القانون وهاشم يعمل بالمدفعية وحافظ بالاستراتيجية والان في الاعمال الحرة وطارق في كلية الطب بشندي فتحية متزوجة وام وعوضية طبيبة بيطرية وهادية اقتصادية بوزارة المالية .
بت لولي: والرضا بالمقسوم عبادة
الولاية الشمالية : دنقلا : مختار بيرم
هناك أناس لم ينالوا حظا من تسليط الضوء عليهم بالرغم من أنهم يجب أن يوضع علي رؤوسهم تاج الوقار والاعتزاز من أمثال هؤلاء أمرأة توفي زوجها بعد أن أنجبت ثلاثة أبناء انتقل إلي الرفيق الأعلى وأبناؤه لم يقوَ عودهم، فعندها بدأ ت مشوار العناء حيث كافحت هذه الإنسانة بحق وبكل ما تحمل الكلمة من معني وجدت نفسها أمام ثلاثة أطفال يجب أن يتوفر لهم المأكل والملبس والعيش الكريم والتعليم والعلاج وغيرها لذا كان لا بدا أن تجد مخرجا لها ولأبنائها لما وضعتها الظروف فيها ذهبت الصحيفة لها وفي عقر دارها تحكي لنا الكثير المثير الحاجة لولي لقبها فاطمة عبد المطلب فضل أحمد لقبت بي لولي لعطفها وحنانها وكرمها الفياض وابتسامتها التي توزعها للغريب والبعيد نشأت وترعرعت في قرية صغيرة بشمال دنقلا أم لبنتين وولد قابلتنا بتلك الابتسامة التي لم تفارقها قط حدثتنا وكل ما تنطق كلمة ذكرت الحمد لله. أمرأة بهذه المواصفات يجب أن ترعاها الدولة بل كل المسؤولين بالولاية لتظهر معدنها الأصيل إنسان السودان والولاية الشمالية .
عند سؤالنا لها ما هي قصتك قالت وهي مبتسمة قسمتي رمتني انو أربي اليتامى ديل والرضا بالمقسوم عبادة. حدثتنا بأن الظروف أجبرتها أن تدخل إلي المزارع وتفلح الزرع قالت بقيت مزارعة .من الصباح أشوف مستلزمات الأطفال من لبس ومأكل ومن ثم بعدها أشيل طوريتي وأنزل .
الحاجة آمنة ... نموذج سوداني للأم الصالحة
النيل الأبيض:كوستي :عبدالخالق بادى
مجتمعنا السودانى ملىء بالنماذج الطيبة فى الايثار والتضحية وإنكارالذات ،و تصادفنا يوميا الكثير من الأعمال الجليلة التى قام بها السودانيون والسودانيات وكان لها دور كبير فى تغيير واقع حياة العديد من الأشخاص ووصولهم إلى مراكز مرموقة، إلا أن تضحيات الأمهات من أجل أن يواصل الأبناء حياتهم بالصورة التى تمكنهم من تحقيق أهدافهم إضافة لحرصهن على أن يقدمن للمجتمع والبلاد أشخاصا فاعلين ومفيدين لوطنهم وهناك المئات بل الألوف بل الملايين من الأمهات اللائى قمن بدور الأم والأب فى آن واحد بسبب وفاة رب الأسرة فى مرحلة مبكرة من الحياة أو لعجزه عن القيام بدوره لظروف صحية وغيرها من الأسباب ، ونجد أن الكثيرمن الشخصيات القيادية بالسودان قديما أو حاليا كان لأمهاتهم دور واضح فى تكوين شخصياتهم وذلك بغرس القيم الفاضلة وتربيتهم خير تربية ومن الامثلة الحاجة آمنة أحمد بحى الحلة الجديدة بمدينة كوستى وهي امرأة تستحق أن يقام لها تكريم على أعلى مستوى لما قدمته من تضحية وتحملها الكثيرمن الصعاب والمتاعب هى الحاجة آمنة أحمد والتى تعتبر من أعظم النساء وربت أبناءها من خلال عملها فى تصنيع وبيع (الزلابيا) والطعمية، وظلت تعمل صباحا ومساء وبصورة يومية لكسب الرزق الحلال .
شقاوة مبكرة
(الصحافة) زارت الحاجة آمنة فى منزلها وإستقبلتنا بإبتسامة صافية تعودت أن تباشر بها زبائنها وسألناها أولا عن بداية حياتها والأسباب التى أدت لأن تعمل ، وقالت إنها تزوجت من أحد أقاربها وعمرها لم يتجاوز الثالثة عشرة وكان ذلك قبل أكثر من ثلاثين عاما، وقالت إنها أنجبت من زوجها بنتين وولدا وبعد مضى ست سنوات من الزواج أصيب زوجها بمرض عضال فشلت كل محاولات علاجه وتوفى نتيجة لذلك ،وقالت بما أنها لم تنل أى حظ من التعليم لجأت للعمل فى صناعة (الزلابيا) وبيعها أمام (كنتين) الحلة لإعالة أطفالها،وقالت إنها ووجهت بمعارضة عنيفة فى بادىء الأمر من قبل أهلها ،إلا أنها وكما ذكرت صارت على العمل حتى لاتمد يدها لأى شخص وواجهت صعوبات كثيرة من أجل توفير لقمة العيش الحلال لأطفالها ، إلا أنها صارعت من أجل أن تتحصل على ملبغ زهيد يكاد بالكاد يوفر ثمن وجبة واحدة فى اليوم على ،وقالت إنها وفى أحايين كثيرة كانت تبيت وهي جائعة حتى لا يجوع أطفالها خاصة فى أيامها الأولى ،وقالت إن عملها بدا يزدهر مع مرور الأيام وإن عائده صار أكثر، وإن ذلك مكنها من الصرف على تعليم أولادها الثلاثة ،وقالت إن أولادها عندما كبروا وأصبحوا قادرين على العمل كانوا يعاونونها وان ذلك أراحها بعض الشىء.
تاريخ جميل
الحاجة آمنة لم تنس الذين وقفوا معها فى بداية معركتها مع الحياة ، وذكرت بالخير بعض أقربائها وجيرانها الذين قدموا لها مساعدات عينية وكانت سببا فى توسيع عملها وتعليم أولادها ،وقالت إنها راضية عن حياتها وإنها وفقت فى أن يواصل أبناؤها تعليمهم وينالوا شهادات جامعية يحصلوا على وظائف.
وقال أحد جيران الحاجة أمنة ل(الصحافة) إنها امرأة رائعة ونموذج يحتذى للأمهات الصالحات ،وقال إ ن الله كافأها على ما قدمته لأبنائها بنجاحهم فى حياتهم وحسن خلقهم، مشيرا إلى أنها خرجت أبناء صالحين لمجتمعهم مشهود لهم بالمروءة والسلوك القويم.
ووصفت الابنة الكبري (سامية) أمها امنة بالمرأة العظيمة وقالت إنها مهما برتها فإنها لن توفيها حقها ،وقالت إن صورتها وهى تستيقظ فى الصباح الباكر لصناعة (الزلابيا) مازالت ماثلة أمامها ،وأكدت أن كفاحها لم يضع بليل أنها وأخوانها أصبحوا الآن فى وضع مادى مريح وأنه آن الأوان لتستريح والدتهم.
وقالت الحاجة آمنة للصحافة إن (الصاج) والأوانى التي كانت تستخدمها فى صناعة وبيع الزلابيا ستظل محتفظة بها فى مكان أمين حتى لاينسى أبناؤها كيف كانت حياتهم الماضية، ويظلوا يفتخروا بتاريخهم .
ربيت أولادي من بيع السعف والبروش والفنادك والمفارك والهبابات
ولاية النيل الأزرق :الدمازين : مكي ماهل
الحاجة آمنة حسن يوسف عبد الرحمن واحدة من النساء العصاميات اللاتي أنجبن البنين والبنات والأحفاد، وقمن بتربيتهم تربية يشهد لها الجميع أنها من عرق الجبين واليوم وبعد أن كبر أبناؤها واصلت العمل الحر لتربي أحفادها. نرحب بها في هذه المساحة وهي تعمل بسوق الكودة بمدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق في تجارة وشراء وبيع المنتجات والمصنوعات المحلية بمدينة الدمازين حاضرة ولاية النيل الأزرق ..وبالفعل هي ام مثالية تعتمد علي الله في عملها لاتمد يدها للناس اعطوها او منعوها ..نسأل الله لها التوفيق
أهلا ومرحب بيك حاجة آمنة:
حدثينا عن طبيعة عملك في هذا السوق؟
أنا بشتري وببيع في هذا الدكان القفاف والسعف - الحبال - البروش بأنواعها - الطباقة - الفنادك- المصالي - المفارك- الهبابات - وغيرها.
كم سنة تعملي في هذا المجال ؟
أنا طولت شغالة في هذا العمل وبربي منه أولادي لأني بلقي نفسي فيه شديد ومهنة محببة بالنسبة لي وهي خدمة لكل الناس بقدمها ليهم.
عمرك الآن كم سنة وهل عطاؤك زى زمان ؟
اليوم عمري أكثر من ثمانين سنة لكن كبرت وما بقدر زى زمان .. كنت بسافر للحاجات دي بمشي جبال الانقسنا وبمشي جبل النمر وحتي الحبشة بشحن حاجاتي دي كلها من هناك في عربات وبجيبها في الدمازين أرصها كلها في دكاني بعد كده بنتظر الزباين العندهم رغبة في الشراء .
ياحاجة آمنة عايزين نتعرف علي أفراد أسرتك ؟
طبعا انا عندي ولدين وبت ولد واحد ربيتم لحدي ما كبروا من هذه المهنة ولد واحد اسمو مبارك الآن شغال في الخرطوم وواحد اسمو قرشي ده شغال في مدني وبتي واحدة متزوجة في مدني ومعاي برضو في البيت أولاد ولدي المرحوم بربي فيهم والحمد لله الخير باسط ودكاني ده بفضل الله عايشنا كلنا ماحصل قصرنا في المصاريف ورسوم الدراسة لأولاد ولدي وملابسهم .. ونحمد الله ماكلين وشاربين ..وبطلع يوميا من بيتي بي ركشة من الأذان الأول بجي بصلي الصبح في السوق ومرات بجي بعد الصلاة ..
هل الناس رضيانين عن عملك في السوق ؟
كثير من الناس ما بعجبهم الكلام ده ماعايزين النسوان يشتغلوا في السوق لكن بقول ليهم : أحسن نشحد ولا نعتمد علي الله وعلي أنفسنا نشتغل ونأكل من عرق جبيننا ؟ وأنا ما بخجل لأني ماعملت حاجة كعبة بس كايسة اللقمة الحلال لي ولأولادي والحمد الله الله بديني وبدي المحتاجين كمان أي زول يلقي قسمتو.
هل انت رضيانة بي عملك ده ؟
الحمد لله أنا مبسوطة وما بخجل منه ببيع وبشتري وعندي زباين كتار بجوني وأسعاري مناسبة ماحصل جاء زول عايز حاجة مابرجعو حتي لو قروشو مقصرة ببيع ليه عشان اربي الزباين .
كلمينا عن زباينك وهم من وين؟
عندي زباين بجوا من مناطق بعيدة - الخرطوم - كوستي - سنار -الأبيض وهنا في الدمازين والروصيرص ..
وصيتك للنساء العاملات.؟
بقول لكل النساء العاملات في الحكومة والعاملات عمل حر عليكن بالصبر وكسب اللقمة الحلال لان خدمة الحلال فيها بركة، واهم حاجة الواحدة تدخل القرش الحل عشان ربنا ببارك فيه ونقول للواحدة بالليل حاولي خيطي الفوط والملايات والطواقي، وبالنهار شوفي ليك شغل تاني عشان يدخل ليك قريشات وكمان من اللقيتيهو أدي المساكين عشان الله يخلف ليك بالخير والبركة.
ختاما
شكرا ليكم وربنا يحفظ السودان وولايتنا ويرزقنا الحلال الطيب .


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.