ولأننا ابناء ذات الوطن.. وإن اختلفنا في قضية «كيفية إدارته» وهل السياسة المعمول بها مرضية للطموح.. محققة للأهداف بأن نعلوا ونرتقي ونستفيد من كل الخيرات اللامحدودة التي وهبها لنا المولى الكريم.. فإن هذا الخلاف يجب ألا يصل بنا.. حد الاحتراب.. القتال.. وتمزيق رداء الوحدة.. فعلى الدولة احتواء كل الآراء.. والمعارضين «بالتي هي أحسن» فهم أيضاً أصحاب حق ورؤية.. ومحاولة الاستفادة من تجاربهم وأفكارهم ورؤاهم.. علينا جمع الصف داخلياً.. حتَّى تقوى شوكتنا ضدد الأعداء المتربصين بالخارج.. وحتَّى لا نكتب في التاريخ.. أن سوادنياً خان وطنه لأجل مصالح خارجية.. ردُّوهم إلى حظيرة الوطن. - عانينا نحن سكان اركويت أشدَّ المعاناة من إمداد المياه قبل أن تتضافرالجهود لحفر «بئر ارتوازية» ومن ثم انفرجت الأزمة.. يعنى بالعربي كده نحن نشرب من «حفيرنا»، وعلى الرغم من ذلك ندفع فاتورة شهرية قيمتها خمسة واربعون جنيه «حق المواطنه» فالمواطن السوداني عليه أن يدفع دم قلبة.. لأجل أنه السودان، «حتَّى ولو كان لا يستفيد من الخدمة» والطامة الكبرى أن الكهرباء المدفوعة القيمة مقدماً لن تستطيع شراؤها إن لم تدفع فاتورة المياه القاطعة أصلاً.. ده كلام ده.!. لا زالت قرائح المسؤولين تجود كل يوم بفكرة عبقرية «ملزمة بالدفع» ووالله لو توجهت هذه الأفكار لحلول المشاكل الموجودة أصلاً.. لأصبحنا أحسن بلد.! بعد البئر نعمل تاني شنو؟نبني في كل حله سد..! لا اعرف لماذا تركز الولاية على التعليم الأكاديمي وتهمل التقني والفني.. على الرغم من أنه يمكن أن يحل مشكلة الفاقد التربوي.. ومشاكل البطالة لأنه يُوفِّر مهنة فورية.. لازمة.. وضرورية، ومعهد القرش الصناعي.. يتعلَّم فيه الفني دورات متكاملة من المهارات.. فلما لا تنشأ جامعة للفنين وعمال الصيانة والسباكة والنجارة. إن هذه الشريحة يحتاجها كل بيت.. وفي كل وقت، لأن كل المصنوعات المركبة في المنازل تالفة أو أشبه بذلك.. بعد أن أعمى الطمع التجار وأصبحوا يشترون السلع المقلدة!.. زاوية أخيرة: تذهب الحكومات.. ويذهب الناس.. وتبقى الأوطان.. بئر معطلة وقصر مشيد.!.