هنا لندن القسم العربي بهيئة الاذاعة البريطانية كانت الاذاعة الأولى التي يستمع اليها العرب في كل انحاء الدنيا تنوعت برامجها بين الثقافة والأخبار والترفيه نشرات الأخبار كانت مطولة حاويةلكل احداث العالم البرامج الثقافية تبث في اطارها المسرح العالمي بدء من شكسبير مرورا بكتاب الرواية العرب في اخراج بديع كذلك الأحاديث المتخصصة في شتى المجالات ومن أشهر برامجها كانت برامج الكرسي ولكل سؤال جواب والمقابلات الجاذبة مع المفكرين والأدباء والشعراء وكانت تبث اغنياتها من كل أنحاء العالم العربي فنجد فيها الأغنية السودانية والمصرية والتونسية كانت هناك برامج عن التنمية في العالم العربي والانجازات الحضارية، أما الآن وبعد حرب الخليج واكتساح الأمريكان للعراق فقد الغيت جميع البرامج واقتصرت على الأخبار في هرج ومرج ولم تعد تميز المذيع من المراسل وغيرت نداءها هنا لندن الى الB.B.C ففي أي وقت تسمعها تزعجك أصوات المحللين السياسيين وغيرهم في تكرار ممل طوال فترة الارسال وبعد أن كان لدى اذاعة لندن كادر متميز من المذيعين لم يعد هناك غير أصوات مذيعين لاترقى الى مستواها وليست لديهم القدرة والقوة على مخاطبة المستمع وأعتقد أن هذا التدني حدث بعد أن هيمن على هذه الاذاعة حسام السكري الذي دخلها من نافذة المقهى الالكتروني وفتح الباب لكل من هب ودب للتحدث أمام مايكرفونها وفتح الباب لنماذج من الناس لايفقهون شيئا يتحدثون عن مختلف القضايا السياسية والدينية والاقتصادية والعسكرية وهم من أجهل الناس بذلك وأنا أعتقد أن الادارة الانجليزية لهذه الاذاعة يغيب عنها ما يحدث فيها من فوضى البرمجة التي طغت عليها ثقافة التليفون وفقد المستمع العربي خدمة عظيمة كانت تؤديها هذه الاذاعة . هنا الB.B.C أصبحت تبث فقرات تزرع الفتن وتؤجج نيران المشاكل بين العرب ولابد للمدير الانجليزي لهيئة الاذاعة البريطانية القسم العربي لابد انه سيطلع على هذا المقال عبر سفارته أو ممثلي بلده ونذكر بالخير مذيعينا السودانيين الذين عملوا في هنا لندن ومنهم المرحوم الطيب صالح واسماعيل طه وايوب صديق ومحمد خير البدوي وصلاح أحمد.