قال لي صديق وهو زعلان من بلدية أم درمان «أسموها الآن المعتمدية» وهي تغيير اسم اسماعيل الأزهري الذي كانت قد بشرت به الى اسم مركز أم درمان الثقافي، وإذا كانت قد شطبت اسم اسماعيل الأزهري، فقد احتفظت بسبيل سلاطين باشا، آمال إيه اخوانا في النمسا مبسوطين من تخليدنا للجاسوس رودلف فون سلاطين «باشا» الذي أسماه خليفة المهدي «شويطين»، وقد أثبت شيطانيته في تقريره الخطير الذي أعان على إعادة فتح السودان، وفي كتابه المحشو بالأكاذيب «السيف والنار» الذي تمت ترجمته وطباعته منذ بدايات القرن الماضي.. وسعى قلم المخابرات الى تذليل الصعاب أمام طباعته وتوزيعه على نطاق واسع، حتى كاد أن يكون مقرراً في المدارس والمناهج تكريهاً في المهدية، وحقداً على الخليفة، وتشويهاً لكل كريم وجميل في حقبة الحكم الوطني النبيل، ومن البلاهة أن هذا الكتاب المسموم كان مسار افتخار الجيل الماضي، بل السذج منهم، الذين يقرأون بلا عقل، ويرددون أنهم قرأوا مذكرات «شويطين»- آسف سلاطين باشا- الذي نفضنا الغبار عن سبيله، وهو سبيل الضالين- كما نعلم- وشطبنا اسم الرجل الذاكر العابد الذي كان يقرأ جزءاً من القرآن كل فجر حتى وفاته اسماعيل الأزهري. أنا أحب اسماعيل الأزهري وأسرته، وربطتني أسمى آيات المودة بنجله الأديب الموهوب الإنسان محمد اسماعيل الأزهري وبأسرته الكريمة، التي أعتز بصلتي بها غاية الاعتزاز، ولكنني أحزن للتغيير- تغيير الاسم- لقد سمعت من الأخ الكريم الدكتور الفاتح عز الدين شخصياً عندما كان معتمداً لأم درمان، وهو يضع حجر الأساس لمشروعه هذا، إنه قد أسماه وقد أقامه- فخوراً- تخليداً لذكرى واسم أبوالوطن اسماعيل الأزهري. لقد قلت لصديقي الاتحادي- وهو في غاية الضيق- عليكم ألاَّ تزعلوا فهؤلاء قد بنوا القاعة والمركز، ومن حقهم أن يسموها كما شاءوا- واحد جابو ليهو ولد يسميه زي ما عايز انتو مالكم- انتو الاتحاديين شوية ما تبنوا ليكم قاعة، بل مجمع ثقافي كامل باسم اسماعيل الأزهري، خططوا وأعلنوا المشروع، ونحن معاكم.. الوطن كله معكم،، وأنا واثق أن المال المطلوب للقاعة سوف يجمع ويكتمل في شهر واحد.. وبعدين بالمناسبة فقد أجاب أحد المسؤولين أن الإنقاذ لم تقصر مع السيد اسماعيل الأزهري ولا أسرته، فهناك شارع كبير باسم الزعيم اسماعيل الأزهري، وهناك جامعة كبيرة وناجحة ومتميزة جداً باسم اسماعيل الأزهري، وقد تم تكريم اسم الرئيس في أكثر من مناسبة، بل وقد زار الرئيس البشير منزل وأسرة الرئيس في أكثر من مناسبة، وهو حدث لم يسبقه اليه رئيس آخر... حقاً أن تغيير الاسم محير وغير مفهوم، ولكن مهمة تكريم الزعيم الأزهري وإنشاء مجمع ثقافي باسمه مهمة الوطن كله، لا بلدية أم درمان وحدها.