منذ أن طرق طبلة أذني خبر جزار الكلاب في احد إحياء الخرطوم قبل سنوات ، أصبحت علاقتي مع اللحم مهزوزة ، القصة وما فيها أن الجزار صاحب الضمير الكلابي ذبح كلب سمين وباع لحمه وتم ضبطه بالجرم المشهود ، اذكر إننا ومجموعة من الفضوليين ركضنا نحو الموقع لمشاهد جزارة الكلاب ، طبعا لا ادري ما الحكم الذي أصدره القاضي ضد الرجل الذي باع ضميره وخدع زبائنه بمرارة وكستليتية وشية الكلب ، اخشي أن يكون أطلق صراحة في حينه بكفالة الجزارة وعاد إلى سابق عهد يذبح الكلاب وربما الحمير ، عموما يا جماعة الخير فإن حراك الحياة في السودان لم يشهد كثيرا كما هو الحال في دول الجوار قضايا بيع لحوم الكلاب والحمير والحيوانات النافقة ، ولكن الآن سطعت في ذاكرتي فكرة لئيمة ومجنونة ، فكرت في رفع شكوى عاجلة للجمعية الدولية لحقوق الحيوان مع صورة من الشكوى لممثلة الإغراء الفرنسية المتقاعدة برجيت باردو من اجل ملاحقة جزار الكلاب السوداني ، هذا إن كان لا يزال حيا يرزق ومحاكمته أمام قاضي حقوق الحيوان وفي المقابل إقامة نصب تذكاري للكلب الضحية في احد ميادين عاصمتنا القومية ، طبعا ربما تقوم الكلاب في عموم العاصمة القومية بمظاهرات عارمة ضد العبد لله مرددة ( روح روح اش معنى الكلب المضبوح ) ، وحتى اقطع الطريق امام اللجنة الكلابية المحتجة اقدم ورقة عمل ضافية امام الجمع الكلابي موضحا ان احتجاجهم لابد أن يتواصل من اجل الحفاظ على اللحمة الكلابية من مجموعات الآسيويين من اكلة الكلاب والذين تزخر بهم العاصمة وبالتأكيد ان هناك مذابح يومية تحدث لكلابنا من قبل هؤلاء الاكيلة ، وحتى نطمئن كلابنا ونطيب خاطرها فما علينا سوى تذكيرها بقصة المعلمة البريطانية التي أوصت بتحويشة عمرها البالغة 140 الف دولار لكلب بن كلب كان هو سلوتها الوحيدة في ليالي عاصمة الضباب ، وحكاية الكلاب الممنجهة تهطل يوميا على الذاكرة ومنها افتتاح فندق من فئة خمس نجوم في امريكا لمنجهة الكلاب التي يمتلكها المليارديرات وممثلي وممثلات هوليود حيث ينام الكلب المدلل في فرش من الحرير ويحظى يوميا برياضة المشى وحمام دافي في بانيو به كافة أنواع العطور والشامبو والذي منه ، طبعا اكتب هذا العمود وفي قلبي نبرة من الخوف أن تثور كلابنا وتقوم بمظاهرات عارمة في شوارع المدن مطالبة بالمنجهه كما يحدث للكلاب من فئة خمس نجوم في أمريكا ومن عندياتي أريد أن أحبط كلابنا وأسد نفسها بكلماتي الماسخة وأقول لها بالفم المليان أن حكاية منجهتها وتخصيص فنادق لراحتها من سابع المستحيلات لذا فالأمر يتطلب رفع قضية في المجلس العالمي لحقوق الحيوان لإصدار فرمان ضد كافة أهل السودان المهم دعونا من اللحم الأحمر والذي يمكن الاستغناء عنه ولكن خلونا في اللحمة الاجتماعية التي بدأت تسجل غيابا كبيرا في حياتنا السؤال لماذا بدأت اللحمة الاجتماعية تتلاشى ؟ ببساطة لان أخلاقياتنا تغيرت وأنطلق في الوطن جزارون على سنجة عشرة لهفوا الهبر والكستليته ،وفقعوا مرارة الشعب وحرقوا سنسفيله ، وبكره ياما نشوف عجايب .