إحتفل الجمهور الإنجليزى الإسبوع الماضي بمرور مائتي عام على مولد الكاتب البريطاني الشهير تشارلز ديكنز، وقاد ولي العهد البريطاني الأمير تشارلز هذه الإحتفالات العالمية بوضع إكليل من الزهور على قبر الكاتب البريطاني الراحل كجزء من المراسم المقامة في كنيسة ويستمنستر. وخلال الإحتفال قُرأت مقتطفات من رواية «ديفيد كوبرفيلد»، التى تحكي قصة صبي يتيم وتعبر بشكل كبير عن سيرة تشارلز ديكنز، وكذلك رواية «أوليفر تويست»Oliver Twist . وقامت الممثلة غيلان أندرسون التي مثلت دور مس هافيشام في رواية ديكنز «الآمال الكبرى»Great Expectations ، النسخة المعدلة التي أنتجتها هيئة الإذاعة البريطانية، بقراءة خاصة لزوار العائلة الملكية. وقالت مديرة الأدب بالمجلس البريطاني والذي نظم الحدث أن هذه الإحتفالات أُقيمت إستجابة للطلب العالمي الضخم من الجمهور في 66 دولة والتي إستطاع فيها ديكنز أن يلمس وتراً حساساً بموضوعاته وشخصياته التي تبدو حديثة بالنسبة إليهم كما بدت للقراء البريطانيين في العصر الفيكتوري. ولد تشارلز ديكنز فى عام 1812 وتوفي فى عام 1870 عن عمر يناهز 58 عاماً، وهو روائي إنجليزي يُعتبر بإجماع النُّقّاد أعظم الروائيين الإنكليز في العصر الفكتوري، ولا تزال كثيرٌ من أعماله تحتفظ بشعبيّتها حتى اليوم. وتميَّز أسلوبه بالدُّعابة البارعة والسخرية اللاذعة. وصوَّر فى رواياته وقصصه جانباً من حياة الفقراء، وحمل على المسؤولين عن المياتم والمدارس والسجون حملةً شعواء. ومن أشهر آثاره: رواية «أوليفر تويست» Oliver Twist، و«قصة مدينتين» A Tale of Two Cities، و«دايفيد كوبرفيلد»David Copperfieldو«أوقات عصيبة» Hard Timesالتى درسناها فى كلية الآداب بجامعة الخرطوم فى الستينات من القرن الماضي. وقد مجد نقادون كثيرون أستاذية ديكنز النثرية، وإبتكاراته المتواصلة لشخصيات فريدة، وقوة حسه الإجتماعية، لكن زملاءه الأدباء مثل جورج هنري لويس وهنري جيمس وفيرجينيا وولف عابوا أعماله لعاطفيتها المفرطة ومصادفاتها غير المحتملة، وكذلك بسبب التصوير المبالغ فيه لشخصياته. وبسبب شعبية روايات ديكنز وقصصه القصيرة فإن طباعتها لم تتوقف أبداً، وظهر عديد من روايات ديكنز في الدوريات والمجلات بصيغة مسلسلة أولاً، وكان ذلك الشكل المفضل للأدب وقتها. وعلى عكس الكثيرين من المؤلفين الآخرين الذين كانوا ينهون رواياتهم بالكامل قبل نشرها مسلسلة، فإن ديكنز كان غالباً ما يؤلف عمله على أجزاء بالترتيب الذي يُريد أن يظهر عليه العمل، وأدت هذه الممارسة إلى إيجاد إيقاع خاص لقصصه يتميز بتتابع المواقف المثيرة الصغيرة واحداً وراء الآخر ليبقي الجمهور في إنتظار الجزء الجديد. وعاش ديكينز طفولة بائسة لأن أباه كان يعمل في وظيفة متواضعه ويعول أسرته كبيرة العدد لهذا إضطر إلى السلف والدين ولم يستطع السداد فدخل السجن، لهذا إضطر لترك المدرسة وهو صغير وألحقه أهله بعمل شاق بأجر قليل حتى يشارك في نفقة الأسرة، وكانت تجارب هذه الطفولة التعسة ذات تأثير في نفسه فتركت إنطباعات إنسانية عميقة في حسه والتي إنعكست بالتالي على أعماله فيما بعد. وقد كتب تشارلز عن هذه الإنطباعات والتجارب المريرة التي مر بها أثناء طفولته في العديد من قصصه ورواياته التي ألفها عن أبطال من الأطفال الصغار الذين عانوا كثيراً وذاقوا العذاب ألوانا ًوعاشوا في ضياع تام بسبب الظروف الإجتماعية الصعبة التي كانت سائدة في إنجلترا في عصره وتجلت شخصيته الرائعة بوضوح فى هذه الروايات والقصص، بالرغم من المشقة التي كان يعاني منها في طفولته إلا أنه كان يستغل أوقات فراغه من العمل الشاق، فينكب على القراءة والإطلاع على الكتب، كما كان يحرص على التجول وحيدا ً في الأحياء الفقيرة بمدينة الضباب الاصطناعي (لندن) حيث يعيش الناس حياة بائسة مريعة وخارجة عن القانون في بعض الأحيان.