٭ نعم اتفق تماماً مع الدكتور الطيب أبو قناية رئيس آلية مكافحة الفساد في الحديث الذي أدلى به في صالون الراحل الأستاذ سيد أحمد الخليفة، حيث قال إن الحديث عن «الفساد» ليس جديداً، وإنما هو متأصل بطبع البشر.. وأزيد لحديث الدكتور بيتاً من الشعر وأقول له: إن الفساد سلوك مرتبط بظلم الإنسان لأخيه الإنسان وهو يستكثر الخير والمصلحة على الناس فيستأثرها لنفسه أو لخاصته. لكنني في ذات الوقت أهمس في أذنه وأقول: إن الفساد عندما يستفحل في مجتمع يضرب فيه الفقر يميناً وشمالاً ويتحول إلى مجرم محتاج للردع والعقاب الحاسم.. وإن الفساد عندما يتحول لسلوك اعتيادي لدى لشخص بمعنى أن يسرق وهو غير محتاج أو أن يزور ويكذب ويأكل حق الناس بالباطل فقط من أجل أن تتعدد دفاتر شيكاته وتكثر بطاقاته الائتمانية، فهذا شخص مريض ولا يستحق الكرسي الذي يجلس عليه.. لذلك اعتقد، وبالوضع الذي نعيشه الآن، أن آلية أبو قناية لن تكفيها الأربعة وعشري ن ساعة في اليوم عملاً متصلاً دونما انقطاع نظراً لحجم الفساد الذي استشرى، وإن كنت أتمنى أن تمنح الآلية أُذنها إصغاءً لمعلومات صغيرة أو هامشية قد يمدها بها أحد المواطنين وقد تكون هي الخيط الذي يكشف بلاوي سوداء وعمائل مهببة لمسؤولين «غِنوا وشبعوا» لكنهم لم يكتفوا.. ومثل هؤلاء محتاجون أن تتعامل معهم الآلية بسياسة الأثر الرجعي، وليس هناك منطق يسند مقولة عفا الله عما سلف.. بالمناسبة وأحدة من أهم دلائل مصداقية هذه الآلية هي كشف الأسماء وفي العلن.. وليس كفاية أن تقول والله ضبطنا كم ملف فساد المفروض أن تقول ضبطنا فلان الفلاني وقد بدد كذا، وأوقفنا فلان الفلاني لأنه اختلس كذا عشان كل واحد يخت عيونه في رأسه ويعلم أنه إن أكل مال هذا الشعب الصابر فإن الفضيحة والجرسة راجياه.. بالمناسبة كانت «مقلقاني» حكاية الحصانة التي تمنع مساءلة ومحاسبة المسؤول إذا أفسد إلا أن حديث أبو قناية بأن الحصانة تسقط في حالة ثبوت التهمة على مسؤول ما «ختت» الرحمن في قلبي باعتبار أن هذه الحصانة عند البعض هي ورقة التوت التي يستر بها نفسه وكمان حاشيته الذين دخلوا حوش العطايا والوظائف وبجاه الملوك نلوك!! ٭ كلمة عزيزة ٭ التحية للأخ عادل سيد أحمد وإخوانه على إحيائهم لذكرى والدهم الراحل سيد أحمد الخليفة بالمداومة على انعقاد صالونهم الذي أصبح منبراً مهماً لإثارة القضايا وطرحها بكل شفافية، وصحي الوالد ما مات!! ٭ كلمة أعز ٭ غداً أحدثكم عن اعتذار شريف مدكور!!