ü كانت الطائرة الأردنية العملاقة التي أقلتنا من عمان في طريقها لمونتريال تهتز وهي تتعرض لمطبات هوائية ما بين المحيط الأطلسي ومشارف اليابسة في الأراضي الكندية!! ü بدأ جاري السوداني قلقاً بعض الشيء وأنا بجواره هادئ تماماً!! سألني عن سبب هذه «الجعولية» قلت له الأسبوع الماضي كنت على «ظهر» طائرة أقلتنا من الجنينة للخرطوم «تذكرتها الآن»، ومعها تذكرت «العبارة» المالؤفة لنا جميعاً والتي تكتب على اللواري «عبور المحيط على العصافير صعب»!! الآن أرى أمامي كيف تجتاز هذه الطائرة العملاقة المحيط الأطلنطي!! ü نعود لطائرتنا السودانية وهي جاثمة في مطار الجنينة.. والشمس في طريقها للغروب.. والذي رأيناه خلال الزيارة يزيد النفس «زهجاً» على زهج!! قبل الإقلاع كان مندوب الكابتن يقول لمندوب الجهة الرسمية التي نرافقها إن الكابتن يقول إنه لن يغامر بالإقلاع لأن العدد كبير وعنده مشكلة في المحرك، وربما يهبط في الأبيض للتزود بالوقود!! وبعد جهد جهيد تم إنقاص عدد الركاب. ü كنت أسمع هذا النقاش، ويمكنكم أن تتخيلوا شعوري كراكب داخل الطائرة والمندوب يقول إنها تواجه مشكلة محرك ووقود وزيادة ركاب!! المهم تم حل مشكلة الركاب وحفظ المولى عز وجل الرحلة حتى لحظة هبوطها بمطار الخرطوم!! وقبل أن أنزل من سلم الطائرة ذهبت للكابتن مباشرة وسألته عما قاله المندوب فأمن على كل كلمة قالها!! ذكرت هذه الحكاية لجاري داخل الطائرة الأردنية وقلت له الآن هل عرفت سبب الاطمئنان والهدوء؟! ü وهذه الحالة تعتري الجميع فالطائرات السودانية أصبح السفر بها مخاطرة!! والقصة «أبت تنتهي» ولا نسمع سوى لجان التحقيق التي لا نعرف أين هي نتائجها!! ü الآن أمامنا حادثة طائرة المتعافي وأمامنا تصريحات المسؤولين الذين قالوا كالعادة: إن لجنة التحقيق سيتم تكوينها للنظر في ملابسات الحادثة!! وقبل أن تبدأ هذه اللجنة عملها فمن حق الناس أن يتساءلوا عن مصير نتائج لجان التحقيق في حوادث الطيران الكثيرة والمتعددة. ü لقد لخص صديقنا الأستاذ عاصم البلال مدير أول التحرير بالزميلة أخبار اليوم أمس في عموده «المموسق» و «الروائي» أجراس فجاج الأرض قصة الطائرات السودانية و«إن نجا المتعافي».. و«المقام لا يصلح للضحك» ولكن «عاصم» يجبرك على فعل ذلك، يقول دخلنا المروحية «الخرابة» غير مطمئنين ولكن متوكلين!! أليس هذا هو الواقع المعاش في كل وسائل النقل في السودان؟! ثم يذكر قصة الطائرة «المعسمة» والتي تشق الأجواء.. ويقول «عذبني جاري الذي يخاف ركوب الطائرات بعدم صمته بينما كل من في الطائرة في صمت رهيب، فقد«أعلمني» أنه يفهم في الإرصاد والطيران وأنه يعجب لكيفية تحليق الطائرة وليس في أجوائها مطبات، كنت اتشاغل بعدم سماعه حتى بلغنا ب«يالطيف» وبكرامة البليلة!!.. يا «عاصم» حسبك... إنها قصة الطيران في السودان!