إلى روح الأخ والصديق العزيز الفنان المبدع، محمد عثمان وردي، فنان بحجم الوطن الذي فُجَعَ بَعد رحيله، فبكاه دماً. رحمه الله رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته. «إنا لله وإنا إليه راجعون» **** أنْهَدَّ بين جوانحي أَهرامُ ü فاسودَّت الدنيا.. كساها ظلامُ وانهار صرحُ الفنِّ في سوداننا ü وأسودَّ صبح الفنِّ.. فهو قتام بالله كيف تسلَّلَتْ كفُّ الرَّدى ü ليلاً إليه وكيف كان حِمام؟ فتناثرتْ كلماتُ عشقٍ عاشَها ü هي في الحياة محبةٌ وسلام الطير أوقف دامعاً إنشاده ü صَمَتَ الهَدِيلُ وطاش بَعْدُ حَمام مَنْ ذا يغنِّي موطني لك عشقَهُ ü ذهب الوفا.. وتكلَّس الإلهام **** قد كنتَ لي حقاً صديقاً صادقاً ü عِشنا الحياةَ.. تَحفُّنَا الأحلام بالله كيف العيش بعدك؟.. إنني ü قد نابني، بعدالفراقِ سَقام هل لو ذرفتُ دماً يجرِّح مهجتي ü هل لو كسا العينين مِنِّي قتام يُجدِي فتِيلاً؟ أو يعيد محبتي؟ ü لا الجرح يسعفني ولا الأسقام هل لو تركتُ الناسَ بعد مودَّةٍ ü ومَضَيْتُ معتزلاً.. تُرى سألام؟ **** إنِّي شربتُ الفنِّ من كاساته ü فناً تردِّده معي الأيام إنِّي عَرَفْت العشق من تحنانِهِ ü ومضيتُ.. يتبعني هوىً وغرام إنِّي رأيتُ الحُسْنَ حين رأيتهُ ü والحسن ضاعَ.. وحَلَّتِ الأوهام بَدَتِ الحياةُ أمام عيني جنةً ü غنَّاءَ.. مزهرةً وكان هيام واليوم يلسعُني لهيبُ جهنمٍ ü اسعَى.. أمامي مَهْمَهٌ وركام **** إنَّا وهبناه مِهاداً في المُقَلْ ü إنا حبوناه أماناً وسلامْ أشعلَ التاريخ ناراً واشتعلْ ü فأضاء الكونَ وانقشع الظلام **** يا نجمةً سطعتْ على أجيالنا ü يا كِلمة سنُنشدُها التزام اليومَ نَرفعُ راية استقلالنا ü وتغيبُ في كهف الدُّجى أعلام **** وردي مضى؟.. حقاً مضى؟.. يا للأسى ü فتيتَّمت من بَعده الانغام وردي مضى.. وبقيتُ وحدي حائراً ü حلَّتْ مكانَ البهجة الآلام ماذا أقول؟ وفي لسانيِ عقدةٌ ü فاحْلُلْها يا ربي.. لديَّ كلام احللها يا ربي.. لديَّ كلام **** بروفيسور مبارك حسن الخليفة أم درمان في فبراير 2012م