الثقافة هي مجموعة العادات والتقاليد والقيم التي تشكل المجتمع وتقوده في الحياة وفق منظومة إنسانية ترتكز على الكثير من الأشياء من معتقد ديني وفكر وعمل، والسودان غني بالمجموعات السكانية ذات الثقافات المتعددة التي تحمل صفاتها وعاداتها وتقاليدها وتشكل نسيجها الاجتماعي. بمركز راشد دياب للفنون افتتح الدكتور عبد الرحمن الخضر والي ولاية الخرطوم معرض الفنان التشكيلي علي محجوب علي الذي حمل اسم «تداعي الرؤيا.. وإلهام التراث» وتضمَّن عرض لوحات فنية عن الحياة السودانية وأعمال نحتية جسدت الحياة اليومية بمختلف تفاصيلها من ممارسات للعمل والزواج والموت. د. الخضر تناول في حديثه أهمية العمل الثقافي الإبداعي في رفد الوجدان وترقية السلوك الإنساني وتهذيبه، وثمَّن دور المبدعين من الفنانين، ذاكراً الأثر الكبير للفنان الراحل محمد عثمان وردي ودوره في بلورة الشعور الوطني للسودانيين بأغنياته الخالدة التي تظل علامة فارقة في تاريخ السودان الفني، وأشار إلى الفنانين التشكيليين ودورهم في رسم الحياة السودانية وحفظها عبر اللوحات والمجسمات وتناقُل الأجيال لهذه القيم والأخلاق، ودعمها للنسيج الاجتماعي، وكيف أنها مثل الرياضة التي تمثل السفارة الشعبية فإن الثقافة تمثل الدبلوماسية الفنية الأدبية التي ترفع من قدر الأمم بأعمال مبدعيها، داعياً إلى الاهتمام بمراكز الثقافة والمنتديات الأدبية بولاية الخرطوم، ومعلناً دعم حكومته لها وقال: إن حكومة الولاية حوَّلت وزارة الثقافة والإعلام والسياحة إلى مجلس أعلى لإطلاق المزيد من حريتها في العمل الثقافي، واستيعاب المبدعين في مجلسها، والخروج من عباءة العمل الوظيفي البيروقراطي إلى فضاءات الإبداع الفني والأدبي بمختلف أنواعه من مسرح وغناء ورسم وتشكيل، وقال: إن ذلك لا يتنافى مع القيم الإسلامية السمحة التي تدعو للجمال والدعوة إلى القيم والأخلاق عبر الأعمال الثقافية ونشر الإبداع، ضارباً المثل بالنهضة الإسلامية الأولى في أوج عصرها من شعر وأدب وحراك اجتماعي. ودعا إلى الخروج بالثقافة السودانية إلى العالم الآخر لأن السودان يمتلك العديد من الثقافات المختلفة ويمكنه أن ينافس بها الآخرين، وقال: إننا نعتز بهذه الثقافة وندرك قيمتها وأثرها في وجدان الشعب. مذكراً بأن العالم يحتفي بتاريخه وآثاره ومجده القديم، وذكر أن حكومة الخرطوم سوف تتعاون مع كل المراكز الثقافية لإنتاج المزيد من الأعمال الأدبية والفنية. من جانبه أكد المجلس الأعلى للثقافة والإعلام والسياحة دعم المجلس لمثل هذه المعارض التشكيلية بمختلف مشاربها، وفتح باب المجلس للمبدعين لتقديم أفكارهم دون تمييز لخلق مجتمع معافى وسليم وذواق يدعو للثقافة بأن تقود المجتمع مع السياسة والاقتصاد.