يعتبر فن النحت هو بداية اللغة بالنسبة للعالم ، وكان يتعامل بها الجميع في تلك الازمان السحيقة ، وبدأ فن النحت في الانتشار عندما ترك الانسان القديم مهنة الصيد واتجه نحو الرعي ، فوجد ان الرعي تتحكم فيه ظروف الحياة الطبيعية وطقوسها المتقلبة ، من امطار ورياح وعواصف ، وبما أن الانسان القديم كان يؤمن بالخرافات ، بدأ بالتفكير في وجود آلهة الماء وآلهة الرياح وآلهة الشمس ... الخ ، فبدأ بتقديم القرابين الى تلك الالهة ، حتى لا تتلف له الزرع والمرعى ، وكانت هذه القرابين في شكل منحوتات ومجسمات بأشكال مختلفة ، ونحن اليوم نحتفي بالنحت في هذه المساحة ، كفن راق وجميل ، له مريدون وجمهور يعشق اقتناء القطع النحتية ، لأننا في ملف ونسة لنا عهد قطعناه ، بأن نبحر في شواطئ المبدعين كي نأخذ من فكر هؤلاء الذين يمكن ان نطلق عليهم أنهم ابرز من يكتب في لوح التاريخ ، وهكذا قادتنا سفينة عشق الفن والفكر والإبداع ، الى شواطئ احد ابرز نحاتي السودان ، تنساب أصابعهَ الماهرة على خشونة الحجر ، فتطاوع بإزميله الحنون خشونتها ، وتحوّلها إلى بسمة مضيئة ، أشبه ما تكون ببسمة القمر ، فهو من ابناء مدينة ود مدني ، وأحد خريجي كلية الفنون الجميلة ، ورئيس قسم النحت واعمال الجبص والديكور بمركز عزيز غالري ، الا هو الفنان ابو بكر الصديق حسين ، المشهور ببكري الفل ، فالي مضابط الحوار . لنبدأ حوارنا من توهجات الذاكرة البعيدة ، من عوالم الطفولة التي تعد من اهم ركائز الابداع ، هل تبرعمت طفولتك علي ايقاع الفن ومتى اكتشفت الفنان بداخلك ؟ بالتأكيد نعم ، فطفولتي كانت مملوءة بالفنون و بدأت اكتشف اني رسام من سنة سادسة ، واول لوحة رسمتها كانت عن الامومة ، واهديتها للوالدة بمناسبة عيد الام ، وهي من اجمل اللوحات التي رسمتها ، وهذه اللوحة موجودة الى الآن ، وبعد ذ لك بدأت ارسم في المدرسة بصورة منتظمة ، وكنت اشارك في معارض المدرسة ، واذكر انه تم انتدابي عدة مرات ، الى عدة مدارس اخرى للمشاركة وعمل معارض بها ، وفي تلك الفترة كنت احب الطين ، وكنت اشكل بعض المجسمات الصغيرة عليه ، وعندما جاءت فترة كلية الفنون ، والتي دخلتها عن رغبة بالرغم من انني احرزت درجات تؤهلني لدراسة كلية الاقتصاد جامعة النيلين ، الا انني فضلت كلية الفنون على كلية الاقتصاد ، بالرغم من معارضة الاهل في تلك الفترة وكانت مبرراتهم ( الفنان ده حيشتغل شنو بعدين ، وحياكل من وين ؟)، الا انني استطعت ان اقنعهم بأن كلية الفنون ليست بكل هذا السوء الذي يعتقدونه ، وفي تلك الفترة لم اتعامل مع النحت ابدا ولم اكن اعرف عن النحت اي شئ . وسط معارضة الاهل لدخولك كلية الفنون ، هل يوجد شخص دعمك وشجعك على موقفك الثابت بدخول كلية الفنون ؟ نعم ، هم كثر واذكر منهم على سبيل المثال لا الحصر، الاستاذ صديق بحيري مدير مركز سودان فن بمدينة ود مدني في تلك الفترة ، وهو شاعر فذ واعلامي وتشكيلي ، وهو احد الذين دعموني وشجعوني على دخول كلية الفنون ، وقال لي مقولة جميلة جدا ( انت مولود لكي تكون فنانا ، واذا دخلت اي مجال تاني ما حتنجح فيهو زي مجال الفنون ) لماذا اخترت مجال النحت ؟ كما قلت لك قبل دخولي كلية الفنون، لم اكن اعرف عن النحت اي شئ ، وهو كان شيئا مبهما بالنسبة لي ، وبعد ان اجتزت امتحان القدرات ، وضعت في ذهني ان ادخل قسم التلوين ، فأكتشفت انني ارسم وألون ، واحرزت درجات عالية في التلوين ، فبدأت بالبحث عن المجال الاصعب ، مجال لم اتعامل معه من قبل ، فوجدت في قسم النحت ضالتي ، بحيث انني من مجال النحت يمكنني ان اتعرف على بقية الاقسام الاخرى ، لأن فن النحت هو شامل للتلوين والتصميم ، وانا اعتبره ابا الفنون التشكيلية ، والحمد لله انا الآن اعمل في مجال الرسم والتلوين و الديكور، لاني اعتقد ان الفنان يجب ان يكون شاملا ، بمعنى انه لابد أن يكون ملما بالرسم والتلون والنحت والتصميم ، فأنا ضد ان يحصر الفنان عمله في مجال معين . كيف تتعامل مع الكتلة التي تصيغها ؟ من المعروف ان النحت يتعامل مع الكتلة والفراغ ، فلولا وجود الفراغ لما كانت الكتلة ، الفراغ هو الذي يبين شكل المنحوتة ، والكون كله عبارة عن كتلة وفراغ ، ظل وضوء . و تعاملي مع الكتلة التي اصيغها دائما يكون بعنف ، فضربة الازميل عندي تكون عنيفة على الكتلة ، بقوة وسريعة ، هذا لا يعني ان عملي لا يحتوي على الدقة ، ففي ضرباتي العنيفة تلك ، اكون في قمة تركيزي الذهني . من المعروف ان للفن عدة تعاريف فماهو اقرب تعريف للفن بالنسبة لك ؟ انا مع المقولة التي تقول إن الفن هو الاكذوبة التي تجعلنا ندرك الحقيقة ، او هو الحقيقة المعطاة لنا لفهمها ، وعلى الفنان اقناع الناس بحقيقة اكاذيبها . ماهي المواد التي تشتغل عليها منحوتاتك ؟ انا اتعاملت مع مواد مختلفة في النحت ، مثلا تعاملت مع الحديد ، الخشب ، الحجر ، الجبص ، النحاس والالمونيوم ، الاسمنت ، الفايبر ، والرخام . ما سر هذه الصداقة الدافئة بينك وبين الجبص ؟ ضربة الازميل على اية خامة ، هي عبارة عن ايقاع ، واسقاطات روحية تنبع من داخل الفنان ، فيسقطها عبر يده علي الخامة التي يعمل عليها ، وانا اعتقد ان كل خامة تحتوي على صدى وصوت ورائحة وراحة ، واحساسها الخاص ، وملمسها المميز ، والجبص بما فيه من مميزات مختلفة وصفات عديدة ، اجد نفسي كثير التعامل معه ، ولكن هذا لا يعني انني لا احب التعامل مع بقية الخامات . ملهمة بكري الفل في الفنون ؟ انا ملهمتي في جميع اعمالي هي المرأة ، انا اعتبر ان المرأة نعمة وكرم الهي للبشرية عامة ، فأنا دائما ادافع عنها ، فجماليات الطبيعة عندي مقتبسة من جماليات المرأة ، فالطبيعة كلها وجدت على شاكلة المرأة ، لأنه يوجد تشابه كبير بينهما ، ففي الطبيعة اودية كذلك في المرأة اودية و في الطبيعة شجر وفي المرأة شعر ... الخ . وانا اعتبرها من اجمل وانبل مخاليق الله في الارض . هل استفاد فن النحت من التقنيات الحديثة ؟ التكنولوجيا عموما وفرت معدات ومعينات للإبداع ، ففي الخط العربي مثلا ، يستطيع الكمبيوتر كتابة اغلب انواع الخطوط ، وفيما يخص النحت ، التكنولوجيا تدخلت كأداة مساعدة للنحات ، وكذلك استفاد النحت من وجود ادوات ومعدات وماكينات تستطيع عمل اشكال نحتية معينة ، الا انها لا تستطيع عمل مجسم ثلاثي الابعاد ، فالتكنولوجيا عموما لا تستطيع ان تخلق ابداعا ، بل هي اداة مساعدة فقط . ايهما اسرع توصيلا للمعنى اللوحة ام المنحوتة ؟ قراءة اللوحة او المنحوتة تعتمد على ثقافة المشاهد ووعيه التشكيلي ، وانا اعتقد ان النحت هو اقرب توصيلا للمعنى الى المتلقي البسيط اكثر منه مما في اللوحة التشكيلية ، لأن النحت يتعامل مع جميع الابعاد بالنسبة للمشاهد العادي ، وانا من كثرة المعارض التي اقمتها ، اكتشفت ان المتلقي يستوعب العمل النحتي اسرع ، لأن المنحوتة يمكن النظر اليها من عدة مساقط واتجاهات ، ومجموع هذه المساقط تعطي قراءة ومعنى للمجسم النحتي . ما هو هاجس بكري الفل ؟ انا عندي هاجس من زمان في المشاركة بتجميل بلدي ، والاحساس بالانتماء عندي في زيادة مستمرة ، وانا بفتكر أن التشكيليين هم قواد ثورة الجمال في العالم ، وانا كنت ولا زلت انادي بأن تتاح لنا الفرصة في تجميل البلد ، لأن كل الجماليات في العالم هي من لمسات الفنانين ، والعواصم والمدن العالمية الجميلة كان للنحاتين دور اساسي وأولي في تجميلها ، ولأن الافكار الموجودة عند النحاتين والفنانين التشكيليين بصورة عامة قادرة على تحويل اية بقعة في الارض ، الى واحة ولوحة جمالية لا تضاهى ، ونحن من هواجسنا كتشكيليين سودانيين اننا يجب ان نشارك في تجميل بلدنا ، ولكن صوتنا لا يصل الى المسؤولين وأن وصل يجد التجاهل ، ولأن الفنان كما قلت له دور رسالي وطليعي في ازالة الامية البصرية الموجودة في هذا البلد . ولكن في الفترة الاخيرة ظهرت بوادر جمالية في العاصمة ، متمثلة في هيئة ترقية السلوك الحضري؟ نعم، هذا صحيح فهيئة ترقية السلوك الحضري بقيادة الدكتور يوسف عبد الفتاح عملت على اضفاء لمسات جمالية على العاصمة المثلثة ، وهذ ا شئ جميل يشكرون عليه بحرارة ، ولكنني اعيب عليها انها استعانت بفنانين اجانب ، فنحن السودانيون اولى بتجميل بلدنا ، وكذلك نجد ان اغلب الاعمال والمجسمات التي تم عملها ، تحتوي على اخطاء فنية جسيمة ، وجميع ابعادها غير صحيحة ، وبعضها فقيرة في معناها الجمالي وضعيفة التصميم ، وابسط مثال على ذلك مجسم علامة النصر الموجود بالقرب من القيادة العامة ، ففي رأيي المتواضع ، هذا المجسم يمثل علامة نصر واهن وضعيف ، ولا يوجد بالمجسم ما يوحي بالقوة من عضل اوعروق ، فاليد ناعمة ، ولا تتماشى مع غرضها الفني ورمزية النصر المرتبطة بالقوة دائما . هل هناك تعارض بين النحت و الشريعة ؟ ليس هناك أي تصادم بين النحت كفن و إبداع و نصوص الشريعة الإسلامية ، لأن هذا الفن لا ينفي وحدانية وعظمة الله سبحانه وتعالى ، لأنه تعبير جمالي بحت ، وتفكر في مخلوقات الله ، وفي رأيي الشخصي النحت هو عبارة عن ايمانيات ، و إن فن النحت كما أتصوره هو «عمل» منحوتات في شكل كيانات مختلفة الأشكال و الأوضاع ، من زاوية جمالية ثقافية بحتة ، القصد منها هو تربية الإنسان على تذوق الجمال ، وتهذيب السلوك ، و جعل المرء يبتعد و لو قليلا عن إغراءات الحياة المادية ، لأن المنحوتة إذا صنعت بإتقان ، تجعل المرء الذي يشاهدها يسافر عبر الزمان و المكان ، متخيلا مقاصد النحات الذي «أبدعها» ، و هنا تتحقق عمليا فكرة تذوق الفن و جعل المسافة تقترب بين الروح والجسد ، لخلق حالة توافق بينهما . رأيك في النقد التشكيلي ؟ النقد التشكيلي في السودان لم يرتقِ الى المستوى المطلوب ، فمن هو الناقد التشكيلي ، ففي اعتقادي أن الناقد التشكيلي هو شخص وصل الى مرحلة بعيدة جدا في الرسم والنحت والخامات ، ويكون فنانا بمعني الكلمة ، حتى يستطيع نقد اي عمل فني آخر ، فالنقد التشكيلي عموما في السودان يعتمد على العلاقات ، ومتداخل مع المدح والمجاملة بصورة اكبر منه الى النقد الحقيقي . ماذا عن مظهر الفنان التشكيلي ؟ اي فنان تشكيلي له مظهره الخاص الذي يتميز به ، فكون أن الفنان يرتدي ملابس غريبة او ملطخة بالالوان.. الخ ، كل هذه اشياء تعتبر ثانوية ، وهي ليست اساسية ، فليس كل صاحب شعر طويل بفنان تشكيلي ، اضف الى ذلك ان الفنانين التشكيليين هم الذين يصنعون الموضة ، والنحاتون لهم دور كبير متمثل في تصميم الاطراف الصناعية ، وفي عمليات التجميل ، وفي صناعة وتصميم العملات المعدنية ، والفنان التشكيلي هو عبارة عن سفير لبلده ، وفلكلور متحرك ، في لبسه ورسمه ونحته وعمله الفني ، ويتضمن ثقافة بلده ، لذلك يجد الحفاوة و الاستقبال الجميل والطيب اينما ذهب . في مجتمعنا السوداني نجد ان الفنانين عموما وكل من يأتي بفكرة غريبة او غير مألوفة ، يتهم بأنه يدخن السجائر الاخضر ، ما مدى صحة هذا الاتهام ؟ انا ادحض هذا الاتهام بشدة ، فكل شخص عادي يحاول او يعتقد انه اذا دخن سجائر اخضر بمقدوره ان يكون فنانا تشكيليا او غيره ، يكون انسانا واهما ، لسبب بسيط جدا ، هو أن الفنان السوي والطبيعي دائما يتعامل مع عقله الباطني ، بمعني انه انسان تقليدي جدا ، بعكس الانسان العادي ، والفنان هو شخص حباه الله سبحانه وتعالى بصفات واشياء لا تتوفر عند الشخص العادي ، سمعه بيختلف عن البقية ، وهو اشدعمقا في تفكيره و نظرته للاشياء ، ويتميز الفنان كذلك باللمحة الثاقبة ، والتي يتفوق بها على نظرة عشرة اشخاص مركزين . بكري الفل والموسيقى ؟ انا بحب الموسيقى جدا ، وخصوصا في وقت العمل ، بحب اسمع ايقاع الريقي والافريكان ميوزك ، ومن الفنانين الغنائيين بحب الفنان مصطفى سيد احمد ، وانا اعتبره نحاتا ، لأنه قدم فنا راقيا وجميلا ، ظل وسيظل محفورا في وجدان واذهان السودانيين. ماهي الاعمال التي نفذتها ؟ اشتقلت في الديكورعلى نطاق خاص منحوتات لا يراها كل الناس ، مثلا في الديكور نفذت مكتبة مركز راشد دياب ، وكذلك اشتقلت ديكور نادي الشرطة ، وعلى مستوى المنازل والڤلل لدي بعض الاعمال الخاصة مثل اسماك الزينة والدلافين، وعملت عدة جداريات ، كما قمت بعمل نافورة جوازات امدرمان ، وعملت مجسما لفاكهة الفراولة في الخرطوم 2 ، ولدي منحوتة لعمدة مصري ، عملتها قبل ثماني سنوات بالقرب من نادي التنس في دوار العمدة ، قمت بنقلها لاحقا الى الخرطوم 2 ، وتم تكسيرها في الساعة الرابعة صباحا حدثنا عن انشطتك الفنية النحتية داخل وخارج السودان ؟ انا لدي اعمال نحتية سافرت وعرضت في الصين واسبانيا وليبيا ، وان شاء الله في الفترة القادمة سوف تكون لدي مشاركات خارجية اوسع . وماذا عن آخر أعمالك النحتية ؟ الحمد الله ، وعبر وزارة الشباب والرياضة ، و صندوق دعم الانشطة الشبابية ، استطعنا في مركز عزيز غالري ، بأعتباري رئيس قسم النحت واعمال الجبص الديكور، ان نقيم معرضا تشكيليا في افتتاح فعاليات الامم الافريقية للمحليين ، وكذلك استطعنا تنفيذ اكبر مجسم نحتي في السودان موجود الآن امام صالة الوصول بمطار الخرطوم الدولي ، وهو عبارة عن مجسم لصقر الجديان تميمة بطولة الامم الافريقية للمحليين التي اقيمت اخيرا ، وانجزنا عمل هذا المجسم في مدة قياسية لم تتعدَ الاربعة ايام ، ونسبة لضيق الوقت كنا نبيت في المطار ، حتى اكتمل العمل ، ومن الاشياء الجميلة والمؤثرة ، أن السيد وزير الشباب والرياضة الاستاذ حاج ماجد سوار كان يزورنا في المطار ليلا لمتابعة سير العمل بنفسه والاشراف عليه هو ودكتور اسامة مدير صندوق دعم الانشطة الشبابية ، وهذه بادرة طيبة اشكرهما عليها ، ونحن موعودون قريبا باستلام بقية مبالغنا المادية من الوزارة ، وهذا المجسم النحتي انا اعتبره نقلة جمالية ومشروعا كبيرا لعمل ضخم في العاصمة ، وهو خطوة ايجابية لكي يتعرف الناس على فن النحت بكل ما يحمله من جماليات وقيم ، ونحن لدينا رموز سامقة في شتى ضروب الابداع ، لماذا لا نمجدهم بمنحوتات جميلة كعرفان لهم لما قدموا من تضحيات وتشريفهم للسودان في المحافل الاقليمية والدولية ، واول مثال يتبادر الى الذهن هو الروائي العظيم الطيب صالح ، وغيره من الاسماء الخالدة . امنيتك كنحات وفنان تشكيلي ؟ اتمنى ان يكون بالسودان متحف تشكيلي ، يحتوي على جناح خاص للنحت ، وتكون به اعمال نحتية لشخصيات عظيمة اثرت في المجتمع والحياة السودانية عموما ، مثل الزعيم الازهري ، خليل فرح ، ابراهيم الكاشف ، عبد اللطيف الماظ ، علي عبد اللطيف ... الخ بحيث ان الزائر للسودان يتعرف على البلد من خلال المنحوتات والاعمال التشكيلية . كلمة اخيرة ؟ اشكر صحيفة الصحافة واسرة ملف ونسة على هذه السانحة الجميلة ، وهي كما عودتنا دائما لصيقة بهموم وقضايا الفنانين التشكيلين ، واتمنى لها دوام الازدهار ، والشكر لك ايضا ونسة : عبد السلام الحاج: