في كل عام يصدر معهد جالوب العالمي ، قائمة بالدول الأكثر سعادة في العالم ، هذا العام اصدر المعهد قائمة بالدول التي يتمتع مواطنوها بالسعادة والمنجهة والانبساط ، حينما وقعت عيوني على التقرير إياه ركضت مثل كلب الصيد الضامر ، بحثا عن اسم السودان ضمن الدول السعيدة ، لكن للأسف عاد البصر إلى صاحبكم العبد لله خاسئا وهو حسير ، وعندها بدأت أدندن بأغنية صديقنا الفنان الكاريزما الجميل طه سليمان ( أنت ما سعيد شقي ) لتصوير حالة زول في دولة لا يتمتع مواطنوها بالسعادة ولا يحزنون ، بصراحة كده ( نفسي ومنى عيني ) أشوف السودان يحتل مركزا مرموقا ضمن استطلاعات الرأي التي تجرى بين الحين والآخر ، عن مدى رفاهية الشعوب واستقرارها ، لكن يبدو إننا سوف ننتظر إلى ما لا نهاية ، وكما يقول أشقاؤنا المصريون ( مووووت يا حمااااااار ) ، يعني بالمفتشر والعربي الفصيح انسوا حكايات السعادة والمنجهة في السودان ، طالما إننا نعاني من القلاقل ، ويمشي الحسد في مفاصلنا المصابة بالتكلس ، عموما استطلاع معهد جالوب عن السعادة تضمن مواطني 155 بلدا ، الشيء الطريف ان أمريكا احتلت المرتبة ال 14 ، بينما احتلت الدولة الصغيرة كوستاريكا المركز السادس . وبالنسبة للدول العربية جاءت السعودية في المرتبة أل58 ، إما مصر فجاءت في المركز أل115 ، المهم مصر دخلت في مضمار سباق السعادة ، حتى وان جاءت في مركز وسيط ، ولأننا نبحث عن صاحبتنا السعادة الهاربة يمكننا الاستعانة بالإخوة المصريين لتعريفنا بكيفية حصولهم على هذا المركز ، طبعا لا أتصور ان الأشقاء في مصر سوف يرفضون تعريفنا بأقصر الطرق للوصول إلى السعادة خصوصا أن النيل ( السعيد ) يجمعنا في السراء والضراء ، وإذا فشلنا في إقناع المصريين بتعريفنا بسبل اكتساب السعادة علينا تحفيز خبراء الأدوية والعقاقير في السودان لإنتاج كبسولات للسعادة ، فربما تكون هذه الكبسولات هي الأولى من نوعها في العالم اجمع ويحق لنا ان نفخر بذلك ، لكن قبل ان نبدأ في إنتاج هذه العقاقير علينا استئصال الأشقياء الذين يعوقون مسيرة الوطن في كافة المجالات ، قطع شك سوف تطول قائمة هؤلاء ونجد فيها أسماء زعماء على سن ورمح وقادة أحزاب ووزراء في كافة الوزارات السيادية والمهمشة ومدراء عموم وزعماء حركات وبركات مسلحة و( مشلحة ) على الآخر ، وإعلاميون وفنانون وسائقي ركشات إلى غيرهم من إفراد المجتمع ، طبعا إذا استطعنا استئصال هذه العناصر ( الشقية ) ، فربما نصل إلى إعلان جمهورية السودان السعيد وبعدها نغني لأصحابنا الأشقياء ، انتو سبب شقانا ياناس ألليله ما جانا الشقي الكان معانا يا نآآآآآآآآآآآس . روح يا شيخ مسختها .