انت سودانى فهل انت سعيد ؟ محمد حسن شوربجى [email protected] فى الاخبار ان السودان يعد من اتعس دول العالم حيث يفتقد بنوه السعادة واليكم التقرير : احتل السودان المراتب الاخيرة الثلاثة في اكثر الدول سعادة و احتلت الإمارات المرتبة ال16 في قائمة أكثر الدول سعادة في العالم، وتصدرت الترتيب عربياً . وكشف تحليل مجموعة من استطلاعات الرأي التي أجريت خلال العام الماضي أن الإمارات تأتي في المرتبة ال16 بين 120 دولة، وأنها تتصدر الدول العربية في قائمة أكثر الدول سعادة وفقا لصحيفة الخليج. وتليها في الترتيب العربي قطر، فيما احتل المراكز الثلاثة الأخيرة عربياً السودان والمغرب وجزر القمر . وجاءت الدنمارك في المرتبة الأولى عالمياً، تليها السويد وكندا وأستراليا وفنلندا . وتبين أن ربع سكان 67 بلداً قالوا إنهم سعداء ومن بينهم العراق (13%) والهند (17%) . أما الدول العشرون الأكثر تعاسة فهي تشاد التي احتلت المركز الأول و1% من سكانها سعداء، تليها جمهورية وسط إفريقيا (2%)، فهايتي (2%) ومن ثم بوركينا فاسو (3%)، وكمبوديا (3%)، والنيجر (3%)، وطاجيكستان (3%)، وتنزانيا (4%)، ومالي (4%)، وجزر القمر (4%) .انتهى التقرير ترى اخوتنا هل حقا نحن شعب شقى؟ وما هى السعادة التى بنى عليها هذا التقرير الغربى والذى ربما سينسبه بعضنا لنظرية المؤامرة ويحلله كما يلى : فما دام الشعب السودانى شقى فأنه شقى بحكومته ونهجها الاسلامى الذى تتبعه وقضيية دارفور ومشكلة الجنوب ومحور الشر والمحكمة الدولية والعقوبات الامريكية وووووو كذلك قد يتساءل المرء عن احتلال الدنمارك للمركز الاول كأسعد شعوب الارض فهل حقا الشعب الدينماركى سعيد ؟ لا أظن ذلك وقد تقابلت ببعض الدنماركيين وحاورتهم وبينت لهم اننا كمسلمون نولى الترابط الاسرى اولوية قصوى فقالوا لى انهم يفتقدون ذلك كثيرا وان ابناءهم يفارقونهم فى سن الثامنة عشر وقال احدهم ان ابنه يسكن فى المجاور له ولم يره لعامين وحين قابله مرة حياه ب ( هاى) فقط فالسعادة اخوتى نسبية فقد يعتبرها البعض مرحا ولذة ومتعا حياتية ؟ وهنالك خلط كبير لدى الكثيرين بين مفهومي السعادة والتمتع , فأنت تتمتع باللذات , ولكن لا يعني ذلك أنك بالضرورة سعيد بها بل ربما لا يوجد قاسم مشترك بين الأمرين. فاللذة هي ما تشعر به خلال فعلٍ ما , وكذلك الأمر بالنسبة إلى اللهو , فأنت تشعر باللذة حينما تأكل طعاماً لذيذاً , وأنت تشعر بها حينما تمارس الجنس , وتشعر بها حينما تلعب أو تسبح , أو تقوم بأي نوع من أنواع اللهو .. أما بعد أن تنتهي من الأكل فلا تشعر بشيء .. وبعد أن تنتهي من ممارسة الجنس , فقد تشعر بردة فعل غير محبّبة. وإذا استعرضنا كل اللذات التي مررنا بها في الماضي, وكل أنواع اللهو التي مارسناها في طفولتنا أو شبابنا, فهي لا تعطينا مقدار شعرة من اللذة الآن .. إن اللهو تشعر به حينما تمارسه .. أما السعادة فتشعر بها بعد انقضاء الفعل , وهي إحساس أعمق وأكثر ديمومة من اللذة ويقول أحد الحكماء : \" إن الإنسان الذي يظن أنه يستطيع أن يكون سعيداً طوال حياته ليس إلا مجنوناً . السعادة اخوتى فى مفهومنا الاسلامى أن تعيش النفس الرضا الالهى والسكينة ... ولا سعادة بلا اطمئنان, ولا اطمئنان بلا إيمان ... والإيمان يمنح السعادة من جهتين: الأولى من جهة أنه يمنعك من الانزلاق في مستنقعات الفجور والجريمة, فهل حقا نحن السودانيون اشقياء ودون لذة ومتعة ومرح ام نحن سعداء نعيش الرضا والسكينة بفضل ديننا الحنيف ؟ لو قدر لنا ان نصدر قائمة شبيهة بأكثر الدول سعادة فأن القائمة الغربية ستنقلب رأسا على عقب ولكن ايضا سنبقى نحن السودانيون اشقياء بالظلم الذى تمارسه الانظمة والتى كثيرا ما تحرمنا من سعادة دنيوية هى كذلك ضرورية السعادة اخوتى كل لا تتجزأ.