قال صديقي المحاسب الكبير وصاحب الكيف والمزاج في القهوة أن طبيب القلب حذره من إحتساء الكثير من الفناجين الواحد تلو الآخر حفاظا على قلبه ، لكنه حسب قوله فإنه ما زال يواصل عادته في إحتساء نحو خمسة فناجين بدون سكر ، لأن إحتساء القهوة بدون سكر ترجمة إلى أن الإنسان صاحب مزاج كبير . المهم إتهام القهوة بالتسبب في إضعاف عضلات القلب كلام قديم جدا ، غير أن آخر الإبحاث تشير إلى أن القهوة لا تضر القلب وأن جميع الإبحاث القديمة التي تؤكد أنها من أعداء القلب لا أساس لها من الصحة . على فكرة بعد أن إستمعت إلى إسطوانة صاحبي عاشق « فنجان جبنه يا بنيه » بدأت أتحسس موضع قلبي وساورتني الهواجس في القهوة خاصة وأن العبد لله يتناول يوميا بضعة فناجين يومياث بدون سكر من يد الساعي البنغالي ميزان الرحمن. لكن بعدها بدأت في طمأنة نفسي بعدم مقاطعة القهوة ، خاصة وأن آخر الإبحاث العلمية تشير إلى أن إحتساء القهوة يوميا يخفض خطر الإصابة بسرطان الجلد حمانا الله وإياكم من الأمراض ، كما كشفت دراسة أمريكية أن القهوة تساعد في تخفيف أعراض الإكتئاب إبن الذي والذين ، وهذا اللئيم أقصد الإكتئاب قاتله الله يعزم نفسه عنوة في الكثير من الأحيان ويجعل طعم الحياة بدون لون ولا رائحة . المهم يا جماعة الخير البشر ليسوا الوحيدون الذين يدمنون إحتساء القهوة ، فقد سبق وأن شاهدت بأم عيني بعير فحل يحتسي القهوة الباردة في وعاء ضخم ، كان ذلك ذات شتاء ناعم في أودوية شرقي مدينة جدة ، وفي حينه أكد صاحب البعير أن الجمل صاحب المزاج الغريب بعد إحتسائه القهوة يصبح أكثر نعومة ويعتدل مزاجه ويظل لنحو 13 ساعة آخر روقان . لا يفتعل أي معارك مع منافسيه في الإستحواذ على النياق والذي منه ، بعد ان شاهدت البعير صاحب المزاج والكيف ، بدأت افكر في إحتساء أكثر من ثلاثة فناجين يوميا بدلا من فنجان واحد ، لعل مزاج الإنسان يعتدل ويودع الكآبة إلى غير رجعة . المهم طالما أن القهوة تعدل مزاج الإبل وحتي مزاج الإنسان « اللي مش مضبوط » علينا أن نبدأ من الآن فصاعدا بحملة كبيرة من أجل تفعيل إحتساء القهوة السودانية الصميمة المحوقة ، فربما نصبح أكثر نعومة ونودع الرعونة ونترك مسائل العنتريات التي ما قلت ذبابة ، خاصة في المسائل المتعلقة بالحرب ودق طبوله اللعينة . على فكرة على حكومة الإنقاذ دعوة زعماء الحرب في المناطق الساخنة إلى جلسة حوار جدية ، على أن تضم الجلسة أعتى صقور الإنقاذ المعروفون بشراستهم وآراؤهم الآحادية ، إضافة إلى أكثر زعماء الحرب شراسة ، فضلا عن مناهضي الحكومة من أقطاب المعارضة والذي منه ، على أن تكون القهوة السودانية الصميمة حاضرة في جلسة الحوار إياها ، لعل وعسى تعدل القهوة الأمزجة المضروبة بمليون جزمة قديمة ويعود الصفاء إلى الوطن الجريح عبر فنجان جبنه يا بنيه .