أغرب القصص عن القهوة بطلها أمريكي تعيس ، الرجل وهو سائق حافلة مدرسية جرى إتهامه بخمسة قضايا تحرش ضد مجموعة من الطالبات ، وفي حيثيات رده على الحكم ذكر الرجل المفلوت أن إستهلاكه المفرط للقهوة بجميع أنوعها أصابه بنوع من فقدان الذاكرة ما يجعله يتصرف مثل صبي مراهق مع الفتيات الصغيرات ، يخرب بيت سنين أيامك قهوة إيه اللي تعمل كل ده . المهم ونحن في هذا الشهر الفضيل أتذكر أن أحد الزملاء الصحافيين كان مدمن درجة أولى على القهوة ، وفي شهر رمضان من كل عام كان الرجل يشتبك مع زملائه في المكتب في نهار رمضان ويرفع صوته ، وكان الجميع يتجنب حتى الكلام معه طيلة أيام الشهر الفضيل ، وفي كل مرة يفتعل الرجل « خناقة « مع الصائمين كان يتهم القهوة بنت الذين أنها سبب عصبيته . المهم القهوة وما أدراك ما القهوة منذ فجر التاريخ تعيش بين الشد والجذب ، ففي الماضي ترسخت معلومة في الوعي العالمي أنها تسبب تصلب الشرايين وترفع ضغط الدم والذي منه ، فضلا عن أن الإفراط في إحتسائها يصيب الرجل بالعجز الجنسي ، لكن في الرهن تأكد أن كل هذه الإتهامات مجرد شيح في ريح ، إذ تشير الدراسات الحديثة إلى أن القهوة بريئة من كل هذه الإتهمات ، وأنها من المشروبات الغنية بمضادات الأكسدة وهي بالتالي تحمي من الإصابة بالأورام الخبيثة ، كما إنها تلهم الحواس ، وهناك من يستمتع برائحة البن قبل أن يتحسي الفنجان ، ويقال بالمناسبة أن العالم يستهلك سنويا نحو 8 مليارات فنجان من القهوة يوميا بمعدل 4 آلاف فنجان في كل ثانية وجع ، المهم طالما أن القهوة تعدل المزاج وتلهم الحواس وطالما إننا نعيش روحانيات هذا الشهر الفضيل ، ماذا لو فكر أصحابنا في الحكومة خاصة الصقور المتوترين ونظرائهم المتوترين أيضا من أطياف المعارضة بعقد مؤتمر تصالحي تكون القهوة بنت اللئيمة حاضرة في المناقشات من أجل سودان جديد ، سودان مستقر بلا مشكلات ولا بلاوي زرقاء وحمراء ، وأتصور أن القهوة اللعينة يمكن أن تعدل أمزجة هؤلاء وتنسيهم التوترات وفرد العضلات ويصبح الواحد منهم أكثر نعومة وفائق النكهة ، وبهذه الطريقة يمكن أن نتجاوز المشكلات المتلتلة في الوطن ،وصدقوني أننا في قادم الأيام ربما نصل إلى المرحلة السورية من حمامات الدم ويقف العالم يتفرج علينا ، نعم يتفرج علينا ، دون أن يتدخل لفض الإشتباكات ، لأننا يا حسرة لا نمتلك لا ذهب أبيض ولا ذهب أسود ولا حتى مزارع بن يمكن أن تغري الآخر بأن مصالحه مع هذا الطرف أو الطرف الآخر ، فالبنسبة للذهب الأسود ، شالوا الغراب وطار طيران وقال يا فكيك ، وبالنسبة للذهب الأبيض فإن مشروع الجزيرة أصبح سداح مداح وآه يا كبدي عليه وآه يا غلي عليهم ، وبالنسبة لمزارع البن فإننا كسلانين على الآخر ولا يمكننا أن نفرد سواعدنا لزراعة مساحات من هذا المحصول تجعلنا في مصاف الدول المهمة في العالم ، المهم يا حسرة وحسرتين دعونا نكتفي فقط برائحة البن آآآآآآآآآآآآآآه يا دماغي واحد فنجان وصلحوا .