üالساحة مزدحمة، وكذلك بريدي لا يقل هو الآخر ازدحاماً.. «الازدحام» الذي تشهده الساحة السودانية المرشحة بكل جديد.. ومع ذلك أفسح المجال هذه المرة لعمنا جلال الدين محمد خير والذي قدم اسمه باعتباره من قدامى «الصامدين»، وكتب عطفاً على ما أوردناه في هذه المساحة عن حل النقل الميكانيكي وما ترتب بعد ذلك من آثار سالبة انعكست على واقع النقل في السودان.. وما الفوضى في القرارات الحكومية التي تصدر هذه الأيام مرة بمنع استيراد العربات ومرة أخرى بمنع استيراد الإسبيرات المستعملة وغيرها من القرارات.. المرتجلة وكل هذا ناتج عن القرارات الخاطئة والتي تتحملها بطبيعة الحال «الإرادة السياسية» التي تحكم البلاد!! ü رسالة العم جلال افتتحها قائلاً «ما بدوم العز ولا السلطان، البدوم العمل الصالح».. ثم يتحدث عن المدارس الصناعية ويقول: ما أكتبه عنها ليس نكتة سودانية ولكنه أمر «مضحك» و«مبكي» في آنٍ واحد.. فمدرسة جبيت الصناعية الغنية عن التعريف والتي قامت في أواخر القرن الماضي لم يتم تقييم شهادتها حتى الآن..!! فأول مدرسة صناعية بالسودان كانت في كسلا عام 1903 ثم نقلت في عام 1918م إلى الخرطوم وأصبحت تابعة لكلية غردون، ثم انتقلت عام 1920م إلى قسمين القسم الميكانيكي إلى عطبرة باعتبارها أكبر مركز صناعي في السودان في ذلك الوقت، والقسم المعماري لمدرسة أم درمان الصناعية الحالية.. وكانت هاتان المدرستان الصناعيتان توفران كل الكوادر البشرية والفنية المؤهلة في مجالات السكة حديد والنقل الميكانيكي والنهري والبوستة والهيئة المركزية ووقع عليهما عبء المسؤولية الصناعية عبر السنين وخرجتا أجيالاً في جميع المجالات.. وعندما قامت مراكز التدريب والمدارس الصناعية كانت اللبنة الأولى من معلميها هم خريجو هذه المدرسة الصناعية. ü وعند خروج الاستعمار قاموا «بسودنة» جميع الوظائف الفنية والإدارية في السودان.. ونذكر على سبيل المثال من أساتذة كلية الهندسة جامعة الخرطوم «إبراهيم علي عربي وعبد الله حسن والأمين الزبير».. وكان لهؤلاء الفضل في التوعية العمالية وتدريب كوادر «عمالية» «فنية» و«اجتماعية» الذين ساهموا في كل مشاريع التنمية.. ومع ذلك فإن خريجي هذه المدرسة لم تقيم شهاداتهم..!! ü ويختتم العم جلال حديثه قائلاً: «أليس من العجب العجاب أن يظل خريجو هذه المدرسة وطيلة هذه السنين بدون تقييم لشهاداتهم بصرف النظر عن المواقف الوطنية ابان الاستقلال لهؤلاء الخريجين ومسيرتهم المعروفة في كل العهود حتى الآن؟! ü انتهت الرسالة ومعها هذا التعجب والدعوة للقول: آن الآوان لرفع الظلم عن مدرسة جبيت الصناعية أو التاريخية.