الثامن من شهر مارس من كل عام يحتفل العالم باليوم العالمي للمرأة، ويتم الاحتفال فيه بانجازات المرأة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، وهذا اليوم جاء من أثر عقد أول مؤتمر للاتحاد النسائي الديمقراطي العالمي في مارس عام 1945م.. ويجئ هذا الاحتفال في عام 2012م وسط تغيُّرات سياسية كبرى بالمنطقة العربية إثر حركات التغيير التي لعبت فيها المرأة دوراً كبيراً مع الرجال، ونزلت الشوارع، وقدمت التضحيات، وكذلك لا ينسى الشاهد على الأحداث صمود المرأة الفلسطينية وهي تقدم الشهيد تلو الشهيد، وتسجن وتضرب وتقتل، وكذلك صمود المرأة الصومالية في ظل الصراعات القبلية والسياسية في بلد لم يهدأ أبداً ويستقر، وكذلك الاضطرابات السياسية في سوريا واليمن وعدم استقرار الأمر وتعرضها للعنف. ويجئ هذا الاحتفال للمرأة وسط نجاحات وإشراقات للمرأة العربية بفوز الناشطة اليمنية كرمان توكل بجائزة نوبل للسلام. وتجئ احتفالية السودان تحت شعار (المرأة ألريفية من أجل تحقيق الأمن الغذائي)، وقالت الأستاذة أميرة الفاضل وزيرة الرعاية والضمان الاجتماعي: إن وزارتها درجت سنوياً للاحتفال بمشاركة فئات المجتمع المدني بتشريف رئيس الجمهورية لمناقشة مكاسب المرأة والتحديات التي تواجه المرأة السودانية أينما وجدت، ولتوفير الدعم السياسي والاقتصادي لينمو حظها بين نظيراتها. وكشفت الوزيرة في منبر سونا أمس عبر اتجاه لمقترح تعديل قانون الأحوال الشخصية مع الجهات العدلية وذات الصلة، مشيرة لوجود أكثر من «88» فقرة تحتاج للتعديل، والمادة «49» الخاصة بجرائم الاغتصاب، وأضافت نريد من هذه الاحتفالية معرفة أين موقع المرأة السودانية على المستوى الإقليمي والدولي. وأكدت تخصيص مشروعات للتمويل الأصغر للنساء المتأثرات بمناطق النزاعات بولاية النيل الأزرق وجنوب كردفان، مشيرة لتكوين آليات لضمان التمويل الأصغر وتكوين المجلس الأعلى برئاسة نائب رئيس الجمهورية، معددة النجاحات التي حققتها هذه المشاريع. فيما أشارت الأستاذة خديجة أبو القاسم وكيل وزارة الرعاية والضمان الاجتماعي لتقديمهم وثيقة وطنية موازية لوثيقة «سيداو» لجامعة الدول العربية لتكون مرجعية لاستفادة الدولة العربية منها. وكشفت خديجة عن انخفاض نسبة وفيات الأمهات من 1117 لكل مائة ألف ولادة حية بعد انفصال الجنوب إلى 216 لكل مائة ألف ولادة حية، مشيرة لتخصيص 25% لوظائف المرأة ووصولها إلى 28% في الولايات، موضحة بأنها وسيلة مرحلية للمعالجة. وأكدت بالقول: لا نرغب بأن تكون هنالك نسبة كوّنت لتخصيص نسبة النساء، وأشارت لتجاوز نسبة النساء في التعليم إلى 60% من النسب المخصصة حسب الكفاءة والقدرة والمؤهل العلمي. وتحدثت عن تخصيص 30% من مشروعات التمويل الأصغر للنساء إلى 12% موضحة الصعوبات والمشاكل التي واجهت الجهات المستهدفة المتعلقة بالضمانات ومازالت ال 3% من ال 30%، مشيرة لقيامهم بتسجيلها، وزادات أن المسألة تحتاج للتوعية. من ناحيته حيا وزير الدولة بالوزارة الأستاذ إبراهيم آدم إبراهيم المرأة السودانية أينما وجدت، مؤكداً عن دور المرأة الريفية ومساهماتها الفاعلة في دفع عجلة الإنتاج. ü كلام الوزيرة وترى الناشطة في مجال المرأة الأستاذة آمال عابدين الشامي التي قالت ل (آخر لحظة): إن الاحتفال بهذا اليوم نافذة للعالم للاطلاع بأدوار المرأة في المجتمع، وكيف أنها تؤدي دورها في كافة المجالات، وأشارت إلى أن المرأة السودانية سبقت الأخيرات في المشاركة في الحياة بمختلف ضروبها سواء بالعمل السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي ورغم تفشي ظواهر العنف ضد النساء بمختلف أشكاله إلا أنها تدعو إلى المزيد من القوانين لحماية الأسرة والطفل والمرأة لتكون رادعاً ضد الذين يمارسون العنف مع أزواجهن وآخرين على المرأة، ودعت إلى الاهتمام بالمرأة النازحة وقضاياها، وكذلك المرأة الريفية المبدعة والمنتجة والاحتفاء بها وتكريمها.