بدأ منصور حديثه في محاضرة بوزارة الخارجية أمس في المنتدي الشهري لرابطة السفراء بحضور كثيف للدبلوماسيين والسفراء الذين عملوا ابان رئاسته للوزارة، واعتبره البعض - منصور خالد - أحد المجددين في العمل الدبلوماسي الخارجي لاسيما في محور البنية التحتية للوازارة فهو احد المؤسسين للنظام الإداري الدبلوماسي للوزارة عقب الاستقلال .الا ان آخرين اعتبره أحد اذرع الانظمة الشمولية. طاف خالد بالحاضرين بسرد فلسفي طويل لدور الدبلوماسي قائلاً بأن الأزمات التي تتعرض لها الدول تجعل من الدبلوماسية ك(ضابط مطافئ) وشدد علي ضرورة ان يتسلح الدبلوماسي بالعلم واللغات الحية الانجليزية والفرنسية وان يسعى نحو التميز بجانب التعرف علي المجتمعات ونقل الرسائل من الدول التي يمثلها بصورة صحيحة محذرا من نقل الرسائل الخاطئة التي ستستند عليها القرارات الخاطئة واشار للفرق بين دبلوماسي اليوم والماضي وقال انهم كانوا يخضعون لمعايير معروفة في الاختيار والتحليل النفسي للتكيف على البئية الخارجية منتقدا معايير اليوم وقال انها كانت تتم عبر معايير شفافة و تخلل حديثه عن السياسة الخارجية للدول وقال انه من العبث الخلط بين السياسة الخارجية والداخلية مشيرا الي ان سياسات الدول في جوهرها تعتمد علي سيادة الدولة علي مستوي الفضاء العالمي ونوه الي انه مبدا غير قابل للقسمة وشدد علي ضرورة بسط السلطة الداخلية،رفعة المواطن، الترقي باحوالهم المعيشية، وتوفير حقوقهم وتاكيد استقلاليتها منبها ان الاستقلال لايعني الانعزال عن العالم لاسيما ان الدولة المعنية قد تدفع ثمنه باهظا وساق مثلا لذلك في دولة (مينمار) التي اضطرت للتراجع عن سياستها الاستقلالية. واوضح ان الوضع الطبيعي والمنطقي يتطلب التفاعل بين الاستقلال والتفاهم توطئة للنظر في المصالح الوطنية العليا بلخارج لاحلاله في الموقع المميز له تحت الشمس واستشهد بما ذهب اليه السانتور الامريكي في كتابه (العملاق المرشد ) حول السياسة الامريكية وقال انه لايمكن التعبير عن المصالح للوطن واجهاض حقوق الاخرين وان تصبح المحالح زريعة للهيمنة وشدد علي ضرورة ان تتوخي السياسة الخارجية بان مصالح الدولة حقيقة لاتقبل المساومة بجانب شمولية المصالح ويجب استصحاب بان للدول الاخرى مصالح وانتقد منصور السياسة الخارجية الحالية وشدد علي ضرورة ان تعتمد علي التماسك المنطقي وليس . مشيرا الي ان السياسة الخارجية في عهد الرئيس عبود احرزت نجاحات للدبلوماسية السودانية ولأحمد محمد خير وزير الخارجية آنئذاك الذي كان يسوق لبيع القطن السوداني (وقال انا اريد ان ابيع القطن ؛وذكر خالد بأن الدبلوماسية السودانية افلحت انذاك في فتح العلاقات مع دولة الصين الشعبية وهي اول دول اعترفت بالصين وافلحت في بناء قاعدة علاقات مع دولة الاتحاد السوفيتي حيث زار السودان في تلك الفترة أول وأخر رئيس سوفيتي. وحدد منصور محددات لتجربته الدبلوماسية الشخصية وقال ان دبلوماسية اليوم تعمد علي مصطلحات علي شاكلة (اكذب وانفي مشددا علي ضرورة الالتزام بحسن الجوار والسعي لتأطير العلاقات علي اسس التعاون وليس الشعارات ، وتسخير الدبلوماسية للتنمية. وقال منصور رغم ان السودان رد منطقة (جيزيلا) الي اثيوبيا الا انها مازلت رافضة و تتلكأت في استرجاع مناطق السودان الحدودية وتنفيذ الترسيم الحدودي واشار لحديث الامبراطور الاثيوبي هيلا سيلاسي عقب التوقيع علي اتفاقية اديس ابابا الذي قال ( ان الوحدة لم تكتمل ) وشدد علي ضرورة تحقيق كونفدرالية بين دول السودان , الصومال , اثيوبيا وعلق ساخرا لو حدث ذلك لتجنب السودان والمنطقة زائداً في قوله لكان السودان في وضع افضل من اليوم في اشارة لانفصال الجنوب عن الشمال