شاهدت جزءاً من شريط فيديو على الانترنت قامت بتصويره إحدى الناشطات وحوى وقائع مؤلمة وحزينة لماحدث من مواجهات بين الشرطة وسكان الديم، راحت ضحيته المواطنة الشهيدة عوضية عجبنا!! وقبلها تابعت ميدانياً مع زميلتنا الصحفية مي علي آدم المتخصصة في الحوادث والجرائم وقائع ما حدث!! القصة بإختصار تشير لمنظر مؤسف ومؤلم!! عربات شرطة .. ونيران .. ومطاردات وقتل، وأمور مؤسفة تشير إلى نذر خطر قادم!! فالذي حدث لا يختلف كثيراً عن ما تبثه الفضائيات من مواجهات حصلت وتحصل هذه الأيام في العالم من حولنا!! الحادثة جرت في الديم، ومع ذلك كنت أساءل نفسي ماذا لو تكرر المشهد في عدة أحياء في العاصمة؟ القصة أكبر مما يتصوره الناس والحكومة!! لم تعد البيانات التبريرية تكفي لإقناع الرأي العام بمجريات الأحداث والوقائع!! قل الحقيقة في عالم أصبح فيه كل شيء في الهواء الطلق ولا أحد يدعي إنه يملك الحقيقة!! الأحداث لن تتوقف والمشاكل موجودة فما عاد هناك شيء يخفى على الناس!! ولا يجب أن تمضي الحكومة في سياسة التغطية على أفعال الأفراد!! الشرطة السودانية تاريخها عظيم، ودورها مشهود، وحاجة الناس والمجتمع لها لا ينكرها إلا «موتور» أو «حالم» أو «جاهل» !! ولا يمكن أن نتفق مع الرأي الذي ينادي بتجريد الشرطةمن السلاح ، وأن تتحرك في مسارح الجريمة ويدها «فاضية» إلا من منديل تمسح به العرق!! القضية ببساطة تكمن في أهمية سيادة روح الشفافية، وإن نقول للمخطيء أخطأت! سألت ضابط شرطة متقاعد بعد حياة حافلة في هذا المجال عن رأيه بصراحة فيما حدث، فقال لي ما حدث خطأ، وربما الأمر يتعلق بأمر التدريب والخبرة الكافية في التعامل مع الأحداث، قال لي رجل الجيش يتعامل مع السلاح بمبدأ shoot to kill ورجل الشرطة بمبدأ shoot to disable والفرق كبير بين الاثنين.. والمسألة كان يمكن احتواؤها منذ اللحظة الأولى بقول الحقيقة المجردة ولكن هناك- والحديث للضابط-: من يريد أن يجعل الشرطة كبش فداء بامتصاص الغضب الناجم من الحادثة الأليمة بطرق ملتوية. فلماذا يتحدث «الكبار» عن «الاعتذار»، ولا يتكلمون عن «الاستقالة» فهذا هو العرف المعمول به لمعالجة مثل هذه الأخطاء الكبيرة والقاتلة..!! ادب الإستقالة بعيد و السبب ببساطة أنهم جميعاً يدعون أنهم على حق و «يمشون» على «بساط القداسة».