بعد انقلاب الخارطة السياسية رأساً على عقب وتقلُّد الإسلاميين للحكم في تونس ومحو كل قوانين بن علي كما لو أنها كانت مكتوبة بقلم رصاص، القوانين التي ظلت تقيد الشعب التونسي وتخنق أنفاسه في مسألة الحريات الشخصية ومنعت الحجاب.. فكانت للسودان رؤية حول هذه التغيرات نوقشت من خلال ورقة قدمها إسماعيل أحمد إسماعيل السفير السوداني السابق في تونس في المركز العالمي للدراسات الأفريقية. وقال إن تقارب الأوضاع بين البلدين وأخذ حرية الاستقلال في نفس العام والعلاقات الدبلوماسية التي بدأت بنشأة السفارة في تونس عام 1962م وبعدها تم عقد اتفاقيات تصب في مصلحة البلدين وظلت العلاقات متناغمة بين البلدين حتى عام 1992م.. وبعد ذلك انقطعت نسبة للاستياء التونسي من بعض قادة النهضة حتى عام 2001م، وصرح قائلاً إن أسباب الثورة في تونس ترجع إلى الفساد في أنظمة الحكم ومشكلة العطالة، بالإضافة إلى عوامل أخرى تمثلت في حادثة البوعزيزي، وبعد ذلك تحركت ثورة الربيع العربي إلى مصر وليبيا وسوريا، بالرغم من رهان البعض بعدم نجاح الثورة التونسية نسبة لفقدانها القيادة والتخطيط، إلا أن التجربة التونسية جديرة بالوقوف عندها. كما تحدث عن هيئة أكتوبر وتوافقها مع عدة أمور تمثلت في العلاقة بين الدولة والدولة والحريات العامة وحقوق المرأة، وقال إن هيئة أكتوبر واجهت العديد من التحديات مثل «انتهاك الحريات الشخصية للمواطنين واستبعاد الدين ومسألة الهوية التونسية وحدودية الممارسة السياسية وتحديات الخطاب الدولي الذي وصف تونس بأن توجهاتها غربية ومواجهة للتيار السلفي. وأضاف أن تونس بعد الثورة تقوم بإرسال إي ممارسات إرهابية للمجتمع الدولي حتى ولو كانت ذات مرجعيات إسلامية، ومواجهة أي اتجاه لعزل تونس عن المجتمع الدولي. كما أشار إلى أهمية ترميم العلاقات مع حركة النهضة وتنشيط العلاقات مع رجال الأعمال والاستفادة من الخبرات التونسية في مجالات السياحة وإعادة الخط الجوي الناقل مع تونس الذي يساعد على إعادة الروابط بين البلدين واستيراد التكنولوجيا في مجال الوسائط الإعلامية. ورأى أحمد أمين نائب السفير التونسيبالخرطوم أن التطور السياسي الذي تشهده تونس يؤكد سيرها في الاتجاه الصحيح، وقال إن التحولات التي تمر بها تونس تقوي العلاقة بينها وبين السودان، وأضاف أيضاً أن السعي لإحياء الناقل الجوي بين البلدين وتنشيط العلاقات بين رجال الأعمال هي شراكة فعالة تصب في مصلحة البلدين. وتحدث البروفيسور حسن سيد سليمان من جامعة أفريقيا العالمية أن الوضع السابق في تونس يضعها بأنها دولة غربية، وقال إن النموذج التونسي ناجح ويمثل نموذجاً معتدلاً كما أشار إلى شفافية الانتخابات التونسية التي تبشر بالديمقراطية.