قلت للأخوة في فضائية أم درمان وهم يستطلعونني في ليلة تأبين كروان السودان عبد الدافع عثمان، والذي أقامه حي العباسية بالتضامن مع نادي الربيع، قلت لهم إن مثل هذا التأبين يؤكد نبل ووفاء الشعب السوداني لمبدعيه، وأن هذا التكريم لا يعني الشخص المكرم وأسرته فقط، لكنه بالضرورة تكريم لكل فناني هذا الوطن، واعترافاً بمكانتهم العالية التي هم عليها، ولعلي ورغم الحضور الطاغي لأهالي العباسية الحي- العراقة والفن والتاريخ- لفت نظري حضور فضائية النيل الأزرق بكل عدتها وعتادها في نقل وبث حي، لا استطيع إلا أن أصفه بأنه نقل مسؤول، يؤكد أن النيل الأزرق ظلت على الدوام هي بوابة الفن والفنانين والابداع والمبدعين، ويكفيها -أي النيل الأزرق- أن كاميراتها وطواقهما ظلت على الدوام ملاحقة للفنانين في حالة المرض أو الأزمات، وظلت كاميراتها وطواقمها حضوراً على الدوام في سرادق العزاء عند رحيل فنان، وظلت كاميراتها وطواقمها على الدوام تشارك المبدعين فعاليتهم وأنشطتهم، لتؤكد فعلاً لا قولاً أن النيل الأزرق هي المؤتمنة على هذا الإرث الغنائي الكبير، ولعل النيل الأزرق قد استبقت الجميع في التوثيق لعدد من الفنانين الكبار منهم الكروان عبد الدافع عثمان نفسه، والذي رسم السيناريو له الإعلامي أمير أحمد السيد، ورسم القدر له أن يختم بجنازة عبد الدافع، وكأنه أحد برامج «الواقع»، هذه الموضة التي تدر أموالاً على الفضائيات.. نعم أن تنقل النيل الأزرق تأبين عبد الدافع هو فعل مسؤول، ومن قبله تأبين زيدان هو أيضاً فعل مسؤول، وإحساس كبير من القائمين على أمرها بأهمية مثل هذا النقل الحي في التو واللحظة.. أنا لم أشاهد النقل من على شاشة النيل الأزرق، إذ إنني كنت داخل الحدث، لكنني أثق أن الشاشة الزرقاء قد أخرجته بدرجة عالية من الإجادة والنظرة الفنية المتقنة، وكيف لا وقد كان حضوراً يراقب ويواجه وينافس الأخ الشفيع عبد العزيز مدير البرامج نفسه، والمخرجين الفنان عادل الياس ومجدي عوض صديق، يشاركهم رسم اللوحة شباب الكاميرات الذين يلتقطون الجمال والروعة، ويبثونه طازجاً لأهل هذا البلد الجميل. كلمة عزيزة حضور الفضائية السودانية لتسجيل الحفل أعتقد أنه اهتمام مقدر خاصة وأن كثيراً من المبدعين يتهمونها باللامبالاة بالفن والفنانين. كلمة أعز أثناء حفل زواج ابن الشاعر الكبير اسحق الحلنقي شاهدت سهام عمر تسجل فقرة لبرنامج أفراح أفراح. أرجو أن تكون إدارة القناة قد اقتنعت أن مثل هذه الفقرة هي حدود امكانياتها، إذ لا تكلفها إلا أن تردد.. الف الف مبرووك وربنا يتمم على خير.