تعتبر منطقة كرمة أول دولة سودانية مستقلة أنشئت في الفترة من 1500- 2500 قبل الميلاد، وكانت تقسم إلى ثلاث مراحل.. كرمة القديمة- وكرمة الوسيطة- وكرمة الكلاسيكية، وكرمة تعتبر أكبر مركز حضري معماري في افريقيا جنوب الصحراء، وحضارة كرمة هي الجذور الحقيقية التي شكلت هوية الأمة السودانية، إذ كانت حضارة محلية افريقية تمكن ملوكها من الحفاظ على سلطتهم قرابة الألف عام، وامتدت حدودها جنوباً حتى الشلال الرابع، وشمالاً إلى منطقة وادي حلفا. واشتهرت حضارة كرمة باستخدام كافة الفنون العسكرية إلى جانب شهرتها في مجال الصناعة، خاصة صناعة الفخار، إضافة لازدهار صناعة البرونز والحديد، بجانب صناعة الطوب الأحمر، وأول من استخدمت العنقريب، وتبقى من آثار هذه الحضارة موقعاًً الدفوفة الغربيةوالشرقية. وقد شهد الدكتور غازي صلاح الدين مستشار رئيس الجمهورية، والفريق أول ركن مهندس عبد الرحيم محمد حسين وزير الدفاع وعدد من الوزراء بالمركز، بالإضافة إلى القنصل المصري، ووالي شمال دارفور عثمان محمد يوسف كبر، ووالي الشمالية فتحي خليل.. بجانب عدد من القيادات الإعلامية، ورجال الأعمال شهدوا مهرجان حضارة كرمة الثالث بمحلية البرقيق بالولاية الشمالية، تحت شعار «كرمة أم الحضارات»وقاموا بزيارة عدد من المواقع الأثرية بالمنطقة متمثلة في مبنى الدفوفة الشرقيةوالغربية، ودوكي قيل، بجانب متحف حضارة كرمة وتمِس، حيث يوجد التمثال «اوكجي توندي» الذي يعرف بالرجل الضكر، حيث تعرف الوفد على جميع الآثار بالمتحف الذي افتتحه رئيس الجمهورية المشير عمر البشير في الحادي عشر من فبراير من العام 2008م، وقال الدكتور عبد الرحمن علي محمد مدير الهيئة العامة للآثار والمتاحف ل«آخر لحظة». أن منطقة كرمة امتدت من الشلال الأول حتى الشلال الرابع بالقرب من منطقة أبو حمد، وقال إن آثار مملكة كرمة تشتمل على موقعين كبيرين هما مبنى الدفوفة الشرقية والدفوفة الغربية، الشرقية عبارة عن معبد جنائزي مرتبط بالجبانة الأثرية وكان يدفن فيه ملوك مملكة كرمة، أما الدفوفة الغربية وهي عبارة عن معبد ديني مرتبط بالمعابد، والمنطقة الدينية حول الدفوفة، بجانب موقع دوكي قيل الذي يحتوي على آثار فرعونية، وفي عام 2003م اكتشفت فيه آثار لتماثيل الأسرة «25» كوشية.. وأشار إلى أن وزارة الآثار والسياحة والحياة البرية، وضعت خطة لتأهيل وصيانة وترميم المواقع الأثرية بالتعاون مع البعثات العالمية الوطنية، وقال والي الشمالية فتحي خليل.. إن كرمة تعتبر قلب الحضارات القديمة، داعياً إلى ضرورة الاهتمام بالآثار الموجودة بها، والعمل على إعادة الحضارة لسيرتها الأولى. وتحدث في الاحتفال كل من الدكتور غازي صلاح الدين، وعبد الرحيم محمد حسين، ووزير السياحة والآثار والحياة البرية، بجانب والي شمال دارفور وعدد من الوزراء.