نواصل حديثنا حول المحليات أو الحكومات المحلية كما كانت تسمى سابقا ويقيني انها كذلك سلطات وصاحبة قرار ونفوذ1 لأنها تتعامل مع الجمهور والمواطنين مباشرة وهي المسؤولة عن الخدمات فان لم يكن كلها فدعنا نقول جلها فهي تقع على كاهلها خدمات الطرق والمواصلات والتعليم والمياه والكهرباء والاسواق وضبط النظام وتساهم في دعم وتوفير السلع وتركيز الأسعار ومحاربة الغلاء وغير ذلك الكثير. نعم هناك مسؤوليات والتزامات تخص المركز اي الوزارات والمصالح والأجهزة التابعة له غير أن التنفيذ مسؤولية تضامنية مشتركة بين الجهازين اي المحليات والوحدات التابعة للحكومة المركزية. نعود لنواصل حديثنا عن محلية أمبدة وكنا نود ان نبدأ بالسيد نائب المعتمد والمدير التنفيذي احمد عثمان حمزة لكنه آثر الحوار لاحقا لذا فاننا بدأنا بسوق ليبيا حيث حط بنا الترحال برئاسة الوحدة الادارية بعد جولة في مربعات فمداخل ومخارج وطرقاته استمعنا الى افادات ودفوعات مدير الوحدة السيد سعد آدم الذي روى لنا الكثير المثير الخطر عن هذه السوق منذ تاريخ الانشاء والتأسيس حتى اليوم-سوق ليبيا والذي هو داخل الأراضي السودانية وفي قلب عاصمة السودان ولاية الخرطوم محلية امبدة وسر حكاية الاسم: جاءت التسمية «سوق ليبيا»لأنه كان معظم أو كل البضاعة الموجودة والمعروضة واردة من ليبيا ابان فترة مايو وانفتاحها على الجماهيرية العربية الليبية وكان السوق أيامها مجمعات مبينة من الخيش والرواكيب والمشمعات سوق بدائي عشوائي والسوق مقسم الى مربعات 4-5-6 الناحية الجنوبية ومربعات 1-2-3 شمال السوق وهذه المربعات كان فيها حوالي ستة آلاف وكان غير مستغل وبنيت بخرائط تعبانة تم توزيعها بمساحات صغيرة لم تستثمر وأصبحت بؤرا للحرامية والمجرمين وأوكارا للمشردين والرباطين حتى عام 1999 اتخذ قرار بازالتها وفقا للاجراءات القانونية وتعويض المتضررين وكل الذين ثبت ان لديهم مواقع بناء على تحرير شهادات البحث واصبحوا ملاكا لهذه الأماكن- عملية التمليك حفزت الناس وشعروا بالأمان والاستقرار ودفع بالسوق إلى الأمام وشجع الجميع لممارسة عمله بهمة ونشاط وهكذا بدأ السوق في التطور المضطرد وازدادت نسبة المستوردين لهذه الأسباب وصار هناك مستوردون للبضاعة مباشرة من الصين ودبي وكل الأسواق وهم يعملون كمتعاقدين مع هذه الدول عربية وغيرها- وخلال فترة التطور هذه تمت العديد من الإنجازات منها للمثال معالجة المصارف بطريقة جذرية ادخلت الانارة بطريقة ثابتة-تمت عملية سفلتة الشوارع والطرق الناحية الشرقية ومداخل السوق تم إدخال فرش «الانتر لوك» مما غير شكل السوق ورفع قيمة الدكاكين وأصبح من الأسواق العالمية والمشهورة داخليا وخارجيا ومن الطفرات التي شهدها السوق التحقت به مجموعة من التجار الأجانب من الصين وسوريا ومصر يعملون في مختلف المهن والنشطة التجارية مما أثرى الخبرات والقدرات في هذا المجال- الأمر الذي دفع بالمحلية لكي تضع برامج تواكب هذه الطفرات التي صاحبت وحصلت في السوق حيث قمنا بهذه الاجراءات الضرورية: وضعنا برنامجا للنظافة يقوم على ثلاث ورديات يبدا منذ الصباح حتى الصباح وضعنا نظام خطة أمنية محكمة مشتركة بين المحلية والأجهزة الأمنية والشرطة لحراسة السوق هناك مجموعة من الأجهزة الخدمية مثلا الكهرباء لديهم أفرادا عاملون معنا لتلافي قطوعات الكهرباء ومعالجة الأعطاب - الوحدة الادارية لسوق ليبيا نسبة لاكتظاظ السوق وتكدسه بالبضائع أقمنا قسما للنظام العام برئاسة ضابط اداري ويشمل أيضا بعضا من الجهزة المساعدة مهمتها معالجة المخالفات بكل أنواعها مثل فتح الشوارع معالجة الظواهر السالبة حفظ النظام بشكل عام الخ- ولدينا قسم يعنى بالصحة وبخاصة الوقائية ومراقبة الأطعمة والمشروبات ومتابعة العاملين في هذا المجال والمواصفات الصحية المطلوبة واجراء الفحوصات الصحية على العاملين والأطعمة والمشروبات للتأكد من سلامتها وسلامة العاملين وحفاظا على صحة الجمهور والمستهلكين لهذه السلع والمود وكذلك مراقبة ومعالجة مواقع توالد الناموس والذباب ومكافحته والباعة المتجولين الذين يتعاملون في هذا المجال، كما يعنى أيضاً بمراقبة المياه في الصهاريج والتحقق من درجة تلوثها أو عدمه واجراء التحوطات اللازمة حتى لا يتضرر منها المواطنون- ونأتي الى دور المهندس الذي يلعب هو الآخر دورا كبيرا ومهما ويؤدي مهاما أساسية في السوق هذا القسم يتابع كل المخالفات الهندسية ويقوم بسفلتة الشوارع والطرق ومعالجة كسورات المياه وتحديد المواقع للباعة المتجولين واعطائهم بدائل لممارسة مناشطهم في حدود المساحة المتاحة يتم ذلك بالتصديق من مدير الوحدة الادارية للسوق. سوق ليبيا يمثل الذراع اليمنى لمحلية امبدة فيما يختص بالميزانية العامة للمحلية فهو يتحصل على ايراداته من التجار بالسوق بواسطة جهاز ادارة التحصيل بالمحلية وهو يدعم ميزانية المحلية بحوالي 18% من الميزانية الكلية كما سبقت الاشارة الى ما يعادل خمس الميزانية التي تنطلق بها المحلية في انجازاتها ومسؤولياتها الكبيرة والجسام أي الخدمات التي تقع على كاهلها تجاه مواطن المحلية بشكل عام..