مخيف جداً الحديث عن مرض السرطان.. أنه الوباء الذي أورثنا له القرن العشرين، فحتى الربع الأول من القرن العشرين وبعد الثورة الصناعية كانت الإصابة به قليلة جداً وعلى مستوى العالم، وجاءت مسبباته لابتعادنا عن التعاليم الالهية، التي حرمت تناول الميتة، والدم، ولحم الخنزير، وكل ما يضر بصحة الإنسان من تبغ، وتلوث غذاء وماء، وبُعدٌ عن النظافة في كل حياتنا.. فأخذ المرض بجيوشه يكتسح هذا العالم كطوفان بطيء الحركة. في الاربعينيات من القرن الماضي ظهر في هيروشيما باليابان، بعد اسقاط القنبلتين النوويتين على نجازاكي وهيروشيما، فخلف آلاف الضحايا التي قدرت بتسعين ألف قتيل خلال دقائق، ومخلفاً آلاف المصابين بالاشعاع.. مئات الآلاف ماتوا على مدار السنين الخمس والخمسين التي اعقبت انفجار القنبلتين بفضل الإشعاع الذري.. الناتج عن الانفجارين.. الرئيس الأمريكي روزفلت أصدر أوامره بكسب الحرب ضد اليابان باي ثمن وبأية وسيلة.. حضارة القرن العشرين لم تقتصر على انتاج القنابل الذرية المسببة للسرطان لمن لم تقتلهم، لكنها تفننت في انتاج المواد الفتاكة التي تسبب هذا المرض، وللأسف والأسى إننا نشتري هذا الإنتاج بأموالنا.. لقد أصبحت مسببات السرطان لا تُعد ولا تحصى.. الزيوت التي نأكلها بعد استعمالها في قلي السمك والفراخ والطعمية، والتي يستخدمها أصحاب المطاعم عدة مرات، دون وازع ديني أو تربوي أو أخلاقي.. المشروبات المعبأة في زجاجات البلاستيك المعروضة أمام البقالات تحت أشعة الشمس، أكياس البلاستيك التي تحمل فيها المواد الغذائية الساخنة.. فول أو لبن، المبيدات الحشرية والسماد المستخدم في الزراعة، مواسير الاسبستس الناقلة للمياه.. النفايات المحروقة المشتملة على خردة الأجهزة الالكترونية، وأكياس البلاستيك، وحاويات الأدوية، ونفايات المستشفيات، والأغذية المعلبة منتهية الصلاحية، والنفايات الذرية، التي يقف الآن اليابانيون محتارين أين يذهبوا بها بعد حادث فوكوشيما والتي خطرة على البشر والحيوان براً وبحراً وجواً.. عوادم العربات وما تفرزه.. كل الحضارة أصحبت مسببة للسرطان.. أجهزة الموبايل باشعاعاته والتلفزيون واللابتوب. قرأت في مجلة مونتر أن تناول وجبة غذائية بها مادة مسرطنة قد لا يظهر أثرها إلا بعد ما يقارب عشرين سنة.. النفايات الذرية المدفونة في باطن الأرض ترسل إشعاعها المسرطن بعد فترة من الزمن.. أبراج الموبايل على سطوح العمارات، تبث اشعاعات مسرطنة، وكذلك خطوط كهرباء الضغط العالي.. اللهم أشملنا برحمتك فانت أرحم الراحمين.