هي من العوالم الإفتراضية التي أصبح الجميع يجد فيها مايتمناه على أرض الواقع دون أن يملكه حقاً؛والمزرعة السعيدة جاءتني كدعوة للعب والمشاركة فيها؛عبر صفحتي بموقع التواصل الأشهر ال(فيس بووك)،وكانت الدعوة من محمد إبن الأستاذ عبدالعظيم صالح مدير تحرير آخرلحظة.. الذي تركها الأن بسبب إمتحانات الأساس لهذا العام؛المهم أنني لم أنتبه لها أو أعرها أي إهتمام حينها،حتى وجدت زميلي سامي إبراهيم المخرج الصحفي بالصحيفة وهو (آخر إندماج ومزاج) مع مزرعته؛فسألته:هسه العاجبك فيها شنو..؟ فشرح لي اللعبة وعلى وجهه شغف وفرح عندما يأخذ في سرد أملاكه وزراعته ومحاصيله وأبقاره ووو... بدأت اللعب في المزرعة السعيدة ووجدتها مسلية فعلاً؛وسعدت كما (سامي)؛بعالمي الجديد الإفتراضي وأملاكي و(دنيتي الجديدة)..! المهم صارت حديث الجميع من الشباب من الجنسين؛حتى أن زميلنا المخرج الصحفي فيصل يس حكى لنا هذا الصباح - صباح أمس - ونحن بالمكتب الفني .. أن فلان قابله وسلم عليه بحرارة قائلاً:عليك الله يافيصل بعدين سمد لي مزرعتي..!وبعدها بدقائق - الحديث لفيصل - قابله فلان آخر وكانت المسافة بعيدة - شوية - بينهما؛ليصرخ له فلان (الآخر) بالله يافيصل عليك بعدين سمد لي..؟! وقبلها قبل يومين وأنا أبحث في الشبكة عن مواد للجريمة العالمية؛كأضافة أخبار لصفحة الزميلة مي على آدم..!وجدت تقريرا عن المزرعة السعيدة ب(العربية نت)؛ولتسمحوا لي بأن أضع بعض ماجاء فيه.. (لعبة المزرعة السعيدة دخلت منازل الفلسطينيين واستحوذت على عقول كل الشرائح، سواء أكانوا عاملين أو عاطلين عن العمل، حيث شرحت سيدة فلسطينية أن صديقاتها يدخلن إلى اللعبة هذه بشكل جنوني، مضيفة: إحدى صديقاتي طبيبة أمراض نسائية، تتحين الفرصة لتدخل مزرعتها وتعمل بها..) وهو مالفت نظري حقاً؛فالكل أدمنها حتى من يرزح تحت سطوة الإحتلال،وهي اللعبة الأكثر شعبية في عالمنا العربي الواقعي و(الإفتراضي)..!وصاحبها أو مخترعها - من بعض الروايات - شخص عربي وهو الذي يعتلي قمتها من حيث الأملاك و وشاسع الأراضي الزراعية فمساحة مزرعته عشرة أضعاف الجميع؛من الحيوانات والمخازن والمصانع..! وأيضا هناك رواية أخرى بأن المزرعة السعيدة هي من إختراع شركة إتصالات كبيرة بلغ عدد مشتركيها في السودان قرابة ال(15) مليون..؟! المهم (نرجع) لموضوعنا عنها وعن غزةالمحتلة؛وتقرير (العربية نت)،(يقول أحد الأباء وهو لا يرتاد المزرعة السعيدة لكنه يسمح لأولاده باللعب نهاراً، أن لتلك اللعبة فوائد كثيرة لذوي الأعمار الصغيرة، لكنها تمثل مضيعة للوقت لمن تخطى مرحلة الطفولة..!؟ ومن البديهي أن أهل قطاع غزة المدمنين على الكفاح ضد الكيان الصهيوني المحتل؛والمدمنون حاليا على المزرعة السعيدة يواجهون مشكلة انقطاع الكهرباء وهذا ماوضحه التقرير بأن أحد الأطفال أوضح أن مزرعته جميلة وفيها جميع مايلزمه؛ولكنه يعاني - معاناة شديدة حسب وصف التقرير - كما الجميع من تبدد أحلامه بسبب انقطاع الكهرباء. وعرض بالتقرير رأي أحد الأخصائيين الاجتماعيين عن ظاهرة الإدمان التي إجتاحت قطاع غزة..؟ فقال أنه لايري إلا تفسيرا واحدا بأن أحلام الفلسطينين في العيش بأمان طغت وبشدة على أفعالهم وأمنياتهم حول امتلاكهم مزارع وحيوانات وأموالاً من خلال(المزرعة السعيدة).وختم التقرير بأن تفاقم مشكلة البطالة لدى الفلسطينيين أدت بهم إلى الهروب نحو العالم الافتراضي بما في ذلك حلمهم في العمل كمزارعين، في حين لم يبق من الأرض الفلسطينية ما هو كافٍ لإتمام أمانيهم الفعلية. ü وها نحن في السودان تجد كل الشباب إن لم يكن معظمهم قد أصبحوا من أصحاب الأملاك الإفتراضية،والجميع يتباهى بما عنده ويحمد الكثيرون الله بأنه زراعة فقط؛والنفط والبترول لامكان له في المزرعة السعيدة،ومالايجده على أرض الواقع يتباهى به إفتراضياً؛بقى أن أذكركم أن 80% من أصدقائي في ال(فيس بووك) هم رجال المال والأعمال إفتراضياً،وهو مايسعدني ويجعلني أيضا أتباهى بأنني من أصحاب الأملاك،واصحابي (ناس مرطبين..).