أمس الاول وفي منطقة نائية غرب امدرمان هرع المواطنون من بيوتهم تجاه مصدر انفجار ضخم..مجموعة من الاطفال كانت تبحث في مجرى مائي عن حديد خردة ليقتاتوا به..ظروف الحياة القاسية جعلت الصغار يتركون مقاعد الدراسة ليبحثوا في الخيران والازقة عن حديد خردة..من بين ايديهم ينفجر لغم..طفلان يموتان في الحال ومثلهم يصاب بجراح..يقيد البلاغ (كالعادة) ضد الاقدار والظروف الصعبة. أمس يصرح وزير المالية على محمود ان لا ضائقة مالية..الوزير يطمئن الشعب ان القمح يكفي حتى نهاية هذه السنة..والمخزون الاستراتيجي من الذرة جيد جدا..والمعركة تجاه الدولار مقدور عليها..وان الميزانية ليست في خطر ولاشيء يتهددها. مجرد ان تفكر الحكومة في احصاء عدد الجوالات التي يأكلها الشعب يؤكد اننا في ازمة مالية ومعيشية..ومجرد ان تشغل وزارة المالية نفسها بمهمة اطعام الامة يفيد ان الظرف طارىء جدا..الحكومات الراشدة لا تقوم بمثل هذه المهمة الا عند اندلاع الطواريء..زلزال يحطم الحياة او فيضان يهلك الحرث والنسل..تلك الحكومات مهمتها توفير الجو المناسب للانتاج . قبل اسابيع كانت ولاية شمال كردفان تطلب اغاثتها من المخزون الاستراتيجي..مصنع دواء يتوقف بالامس عن الانتاج بسبب عدم توفر العملات الصعبة..عباس السيد رئيس الغرفة التجارية يؤكد ان عشرين مصنعا اصابها التعثر بسبب قضايا التمويل...اصحاب ثلاثين من مصانع الادوية طلبوا مائة مليون دولار لتوفير المدخلات الصناعية فمنحتهم الحكومة اثنين مليون دولارعلى طريقة (عادل امام والخياراراية) ..عادل امام كان يطلب من العسكر الذي جاءوا لاعتقاله ان يقتسموا قطعة خيار فيما بينهم.. رئيس غرفة مستوردي الادوية يؤكد ان الدواء سيرتفع بنسبة 60% ان لم تفلح الدولة في توفير عملات اجنبية. موازنة علي محمود تترنح..الوزير فرض ضرائب اضافية على السلع الرأسمالية التي يجلبها المستثمرون..ولأن الخطوة غير مدروسة وكان يمكن ان تصيب الاستثمار في ام رأسه تدخل النائب الاول والغي منشور الوزير الجائر..مثل هذا التدخل الطارىء كان ينبغي ان يدفع الوزير للاستقالة ولكن الوزير لا يستشعر.. سيمضي الوزير و يبحث عن مورد اخر ينقذ به الميزانية التي لم تتخطى الربع الاول وتحتاج الى تدخل جراحي. من الصعب فصل السياسة عن الاقتصاد..مؤتمر استانبول لدعم الاقتصاد السوداني اصيب في مقتل..الشركاء الدوليون نفضوا ايديهم التي بسطوها من قبل نحو دولة جنوب السودان..كبار ساستنا بدأوا يترددون على القريب والبعيد بحثا عن دولارات يقمن صلب اقتصادنا المنهك..القمة الرئاسية بين البشير وسلفاكير لن تنجح في اعادة تصدير النفط في القريب العاجل. وزير المالية علي محمود لايحسن التصريحات ولا التقديرات..من قبل نصح شعبنا بأن يأكل (الكسرة ) وينصرف عن القمح المستورد..اليوم في عز الازمة الاقتصادية يصيح الوزير لا مشكلة كل شيء بخير. بصراحة المشكلة في معيار الوزيرعلى محمود..ينفجر لغم ليودي بحياة طفل يبحث عن قوت يومه في احد المجاري..عندما تؤلم نجل الوزير اذنه يطير لواشنطن ليتعالج على حساب دافع الضريبة السوداني. الوزير على محمود لايرى مشكلتنا حتى يقوم بمعالجتها.