كعادة الطيور المهاجرة الحنين إلى الوطن الأم.. خاصة في مواسم الخريف.. وكما الدرر النادرة التقطت (آخرلحظة) الشاعر والكاتب والمنتج الإذاعي والصحفي الأستاذ محمد الطيب عربي وهو من مواليد (بربر) وهاجر لدولة الإمارات العربية منذ عام 1977م. وجمعتنا به الصدفة والتي كانت خير من ألف ميعاد بالمغتربين، وعربي هو شاعر (ربي ما تحرم بيت من الأطفال.. ضحكة رنانة.. بسمة ريانة) التي يتغنى بها محمد سيد أحمد ومن ألحان الدكتور عبدالماجد خليفة و(ناس قراب منك عرفوا سر حسنك) أداء ثنائي العاصمة وألحان السني الضوي وشدت بها تومات خيري وآمال النور. ويعتبر عربي من أوائل من ولج عالم الكتابة للأطفال ومن أعماله المعروفة (حسدونا ليه في الحب) ويغنيها الثنائي حسن وختم وألحان الدكتور عبدالماجد خليفة.. ومن الدينية أغنية تغنى بها المرحوم حسن سليمان والاجتماعية أغنية (المناقل) والتي تغنى بها الراحل المقيم عثمان الشفيع تلحين خليفة أبو قرون.. قدمت له إذاعة أم درمان العديد من البرامج والأعمال الأدبية منذ فجر الاستقلال فقد دخل مجال الإعلام في 1962 وكانت أول محطة له بمدينة الأبيض، ومنها إلى (واو) ومدينة مدني وصولاً للإذاعة السودانية التي تنقل بقسم الأخبار فيها، ثم قسم المنوعات. من أشهر برامجه (الإذاعة والمستمع) في (1966)، والذي استقصى منهجيته من ندوة المستمعين بإذاعة لندن بإيعاز من الأديب الأستاذ الطيب صالح الذي انتدب للنظر في تقديم الإذاعة السودانية آنذاك، وتوالت بعدها البرامج المتنوعة واقترح عليه الطيب صالح برنامج يومي وكان (صباح الخير)، الذي شاركت فيه المرحومة ليلى المغربي في التقديم وكانت وقتها طالبة بمدرسة أمدرمان الثانوية، ومن برامجه التي لاقت رواجاً (قطرات الندى) وآخر جماهيري بعنوان (أفراح). يعتبر عربي من أوائل من أسسوا قسم التغطيات الخارجية برفقة المرحوم علي أنور ومحمد حمادة. ومن أشهر برامجه التي كان لها أثر مجتمعي (جولة النهار).. ويقول عربي من الأشياء التي لا أنساها لدى مرورنا أثناء البرنامج بشارع أبوروف، لاحظت أن حائط مدرسة الصناعة صمم على هيئة العلم البريطاني وقمنا من خلال البرنامج من التعليق بأن الاستعمار قد ذهب عسكرياً لكنهم تركوا آثارهم لنا، وكانت النتيجة إيجابية إذ حضر (ناس البلدية) وأصلحوا التصميم وغيرو شكل الحائط. وفي حلقة أخرى تناولت قصة الصليب بمسجد أمدرمان العتيق في طاقة بأعلى المسجد وعلى الفور تمت إزالة تلك الآثار. ولأنه نظم قصائده وصاغ الأناشيد الوطنية للعسكريين، فهناك ما يزيد على ال(21) قصيدة منها في عهد الرئيس السابق الراحل نميري بعد انقلاب هاشم العطا، ومن أشهرها (يا ريس براك شفت) التي تغنى بها المرحوم إبراهيم عوض (وأصلو المحن) من أداء وتلحين المرحوم عثمان حسين.. وفي عهد عبود نشيدين شهيرين (بلبل طار وغنى) أداء المروم عبدالعزيز داؤود وتلحين برعي محمد دفع الله، و(أحكي لها) أداء وتلحين عثمان حسين.. لأجل ذلك تمت محاكمته أدبياً في دبي وقالوا له أنت مقل في مجال الأحاسيس والعاطفة ومسرف مع العسكريين وكانت صورية في نادي دبي. ومن أشهر مؤلفاته الشعرية المطبوعة مجموعة بعنوان (البحث عن مرفأ) (الليل وأصداء الكلمات) وديوان (قراءة في واقعنا المر) و(جداول الحب والمخ) وهو مجموعة من القصائد الإسلامية. وعقب وصوله لدولة الإمارات في عام 1977م كانت له إسهامات ثقافية وإعلامية فقلد عمل مديراً لمطبعة رأس الخيمة، وبعدها مديراً للنشر بمؤسسة ابن ماجة بالشارقة ثم مديراً لتحرير مجلة الضياء، وعمل متعاوناً مع إذاعة دبي وأنتج ما حصيلته «220.3» حلقة إلى جانب برنامج صباحي لإذاعة رأس الخيمة. ويختم حديثه مشيداً بالتقدم التقني الكبير بالإذاعة القومية متمنياً مزيداً من التقدم لكافة المجال الإعلامي المقروء والمرئي والمسموع.