وجأنا في احدى أيام العمل واداوم في عملي.. كان العمل في ذاك اليوم مزدحماً ووقت انصرافنا قد قارب ونحن في سباق مع الزمن حتى ننجز ذلك العمل.. جاءتني زميلتنا (إنصاف عبد الله) وأخبرتني بأنه لدي (ضيف) ينتظرني في احد المكاتب.. قلت لها سوف أحضر حينما أفرغ مما لدي من عمل .. وفعلاً ذهبت ودلفت إلى ذلك المكتب لأجد رجلا كبيرا في السن وقور.. ويحمل إبتسامة قد تنسيك هموم الدنيا ومشاكلها.. استقبلني بالتحية فقالت له إنصاف هذه هي (إيمان طمبل).. فبادرني بالسؤال هل لك أهل في أم درمان.. قلت له نعم.. فحكي لي عن اسرة بعينها تحمل اسم (طمبل) فقلت له لا أعرفهم قد يكون تشابه في الاسماء.. المهم كنت مستغربة من ذاك الرجل وأنا لا أعرف من هو؟ ولاماذا يريد؟ ولم تخبرني زميلتي انصاف عنه بشيء.. فسألته بأنني لم أعرفه فضحك وقال لي نعم انك لا تعرفينني.. فأخرج من جيبه ورقة مكتوب عليها اسماء بعض الزملاء والزميلات ومن بينهم أسمي .. وقال لي أنا من الذين يقرأون لك.. فعرفت أنه الشاعر والأديب الكبير مصطفى عوض الله بشارة.. فرحبت به وأفرحني أنه يقرأ لي مثل هذا الرجل القامة.. قال لي أنه أتى إلى الصحيفة لزيارتنا ومعه بعض الهدايا لنا نحن الأربعة.. الأستاذ هاشم عثمان والزميلة انصاف عبد الله والكاتبة الأستاذة زينب السعيدة وشخصي.. حمل لنا بعض مؤلفاته.. تعمقت في ملامحه لانها لفتت نظري كنت قد شككت أنني قد رايته من قبل ولكن اتضح لي أنه يشابه في الملامح الرئيس الراحل (جعفر نميري).. فأخبرته بهذا الشبه فقال لي نعم كثيراً قالوا لي ذلك.. وقلت له حينما تخلع (نظارتك) تشبه أيضاً الأستاذ الكبير المرحوم محمود أبو العزائم- وكان معنا في تلك الجلسة زميلنا (مؤمن مصطفى أبو العزائم).. وفعلاً لاحظ معي الشبه كانت جلسة ممتعة مع ذاك الشاعر القامة ومر الزمن سريعاً ولم نشعر به من أحاديثه الشيقة وذكرياته الجميلة.. حمل لنا كما ذكرت بعض من مؤلفاته من بينها شعراء في مدائن الإلهام - قيثارة ودموع(رواية)- الشعر السوداني على منصة التاريخ (دراسة أدبية تاريخية) للفترة من عام 1881م إلى عام 1924م.. حقيقي لم يسعفني ضيق الزمن وزحمته لإكمال قرآءة تلك الكتب لاستمتع بما سطره قلم ذاك الأديب والشاعر متعك الله بالصحة ايها الرجل القامة.