فى منتصف العام 2008 طالب باقان اموم الحكومة آنذاك بايجاد حلول لتوطين القبائل الرعوية فى مناطقهم حتى لا يدخلوا اراضى (جنوب السودان) فى الصيف بحثاً عن الماء والكلا ، وجاء طلب باقان بعد زيارته ميدانياً ضمن وفد من (الحكومة والحركة) الى ابيى التى تعرضت لحريق مدمر بسبب خلاف بين ضابط فى الجيش الشعبى ونقيب فى مجموعة مناوئة للحركة تنتمى الى قبيلة النوير ... وقد تجاهل العديد من متخذى القرار فى البلاد هذه المطالبة لاعتقادهم ان حديث باقان يأتى فى سياق (مشاكساته) للمؤتمر الوطنى وتصديقهم لحديث سلفاكير- آنذاك- بانه مع وحدة البلاد . لكن جاءت نتائج الاستفتاء عكس(مايشتهى) الشمال ... لتجد القبائل الرعوية نفسها (الآن) أن رحلتها الصيفية الى الجنوب محفوفة بالمخاطر وتضطر كثيراً الى دفع مبالغ مالية للرعى.. وبدأت لجنة برئاسة الاستاذ على عثمان محمد طه النائب الاول لرئيس الجمهورية تبحث عن خطط لتوطين الرعى ...لكن عملية التوطين تحتاج لدراسة عميقة لان تغيير نمط حياة المجتمع من رعوى يتحرك وفق فصول السنة الى رعوى مقيم فى منطقة محددة يتطلب توفير مصادر مياه تكفى للعام وايجاد مزارع علف وتحديد اماكن للرعى والزراعة بجانب تشييد طرق ومدن نموذجية وتوفير الخدمات . وتحسين نوعية الماشية .... علماً بان هناك نزاعاً بين القبائل التى تقطن قرب الحدود مع الجنوب على الاراضى كما أن مصادر المياه قليلة. هناك مقترحات ومبادرات سابقة بينها مبادرة الدكتور كاستيلو قرنق المقيم فى المانيا التى طرحها عند زيارته للخرطوم فى العام 2000 باقامة قرى نموذجية فى مناطق شمال وجنوب ابيى لتوطين الرحل وقد شرح فى لقاء محدود مع صحفيين بمقر اقامته بفندق قصر الصداقة ان هذه القرى ستكون شبيهة بقرى فى المانيا وهولندا مخصصة للرعاة بها مدارس لتعليم صناعة منتجات الالبان كما ان هناك مقترحاً لصندوق تنمية القطاع الغربى لكردفان- الذى توقف نشاطه بسبب وقف التمويل - يهدف الى نثر بذور للاعلاف واستجلاب الابقار المنتجة للالبان فضلاً عن حث الطلاب على اختيار المساق العلمى فى امتحانات الشهادة السودانية حتى يتسنى لهم دخول كليات ومعاهد متخصصة فى الطب والزراعة والثروة الحيوانية. ü لكن الى أن يتم توطين الرحل وتوقيع وتنفيذ اتفاق الحريات الاربع بين السودان ودولة الجنوب ... فان معاناة الرعاة ستتضاعف ولن يستفيدوا كثيرا من مثل هذه الاتفاقيات نسبة للاضطرابات الامنية وانتشار العصابات المتخصصة فى سرقة الماشية وعدم قدرة دولة الجنوب على فرض هيبتها على جميع اراضيها لانها لم تتجاوز بعد مرحلة(التسنين).