بكل الود اسمح لي أخي صاحب عمود «مع الأحداث» بصحيفة (آخر لحظة) بالتعقيب على عمودك بالعدد رقم 1173 بتاريخ 11/11/2009م، والذي تناولتَ فيه قضية الوحدة والانفصال بين الجنوب والشمال، واستناداً على بعض سطور المقال بالتاريخ أعلاه، وسوف أشير لبعض سطور المقال معقباً عليها بالآتي: أولاً: «قلت بأنك تأمل في أن يكون اختيار الجنوبيين للوحدة لا للانفصال، ولكن إذا كانت إرادة الجنوبيين اختارت الانفصال فلا سبيل إلاَّ مباركته، مع الاحتفاظ بعلائق أخوية متميزة بين الدولتين». ثانياً: أشرت في عمودك «إن من الغرائب والعجائب في عالم السياسة أن نسمع الآن أن المواطن الجنوبي في حالة تعايشه مع أخيه الشمالي يكون من الدرجة الثانية» حسب تعبير صاحب العمود. ثالثاً:«إذا استعرضنا أوضاع الإخوة الجنوبيين منذ تكوين أول حكومة وطنية فإنه لم ينظر إليهم الشمال على أنهم مواطنون في درجة أقل منهم».. والكلام للكاتب. فهل يستطيع كاتب المقال تحديد عدد المسؤولين الجنوبيين في تلك الحكومة من: الوزراء، البرلمانين، ضباط القوات المسلحة السودانية.. ولكن حسب قراءتي لذلك التاريخ ربما الجنوبيون لا يصل عددهم ل2 فقط من جملة عدد الدستوريين.. فهل يساوون النسبة التي يريدها كاتب المقال وأن نقبلها لتكون هناك وحدة السودان. رابعاً: وأضاف الكاتب «إن الذي ينادي بالانفصال وتكوين دولة مستقلة ليس عليها التدخل في شؤون الآخرين فليترك القوانين كما هي ويذهب حيث مقاصده التي نأمل أن تكون جمهورية إفلاطونية».. وتعليقنا على ذلك: هل يريد كاتب المقال أن تجاز القوانين لكي يمارسها النظام ضد من يخالفونه في الرأي، لتكون حملات النظام العام والدخول على حرمات الناس في ساعات يحرمها القانون والدين من أجل سيادة القانون. هل يعلم كاتب المقال كم من نساء من جنوب السودان دخلن سجن أمدرمان قبل السلام.. وهل يريد كاتب المقال أن نعيش في وطن لم نشارك في سن قوانينه لتطبق علينا. خامساً: وقال كاتب المقال: «إذا أردنا أن نثبت حقيقةً أن الشمالي والجنوبي سواسية كأسنان المشط فلنبدأ بالوظائف العليا في الحكومة المركزية.. فليقل واحد إن أحد الدستوريين الجنوبيين مخصصاته أقل من أخيه الشمالي في أي شيء».. ونعلق ونقول: الحمد لله أن كاتب المقال لم يشر للتساوي في سلطات الجنوبي وأخيه الشمالي، نعم هناك جنوبيون وصلوا لمناصب عليا بالحكومة المركزية، وهل بتساوي المخصصات المالية دون طرح الرؤية في الحكم بالبلاد يكون السبيل لتحقيق الوحدة، ألا نكون بذلك مواطنين من الدرجة الثانية.. وسبب هذا المقال الذي أعقب عليه الآن هو: هل سأل الكاتب نفسه لماذا بعد توقيع السلام في العام 2005م بدأت مواسم الهجرة من الشمال إلى الجنوب، وأقصد انضمام أعداد كبيرة من القيادات للحركة الشعبية بعد أن كانوا بالسلطة قبل السلام، ألا يعني ذلك أن هناك مشكلة في دولتنا تحتاج لحل عاجل؟ فماذا يريد هؤلاء القيادات بعد الانضمام للشريك الجديد.. وهنا لا نريد ذكر الأسماء فربما كاتب المقال يعلم بتلك الأسماء. نعم أخي كاتب المقال يجب أن نعترف جميعاً أن هناك مشكلة في الدولة السودانية تحتاج لحل واستماع للرأي الآخر حتى نبني وطناً يسع الجميع، ولا أعتقد أن هناك مشكلة بين المواطن الجنوبي والشمالي بل الاثنان أشقاء ولكن المشكلة تكمن في نظام الحكم في السودان، فالمشكلة يا أخي كما يبدو لي هي عدم قبول الحقائق والرأي الآخر ولي بعض التجارب يمكن أن أشير لها بعد سماع ردك. نريد في دولتنا التساوي في الواجبات والحقوق التي كفلتها القوانين والدستور، وهنا عندما أكتب لك أخي كاتب المقال لست قادماً من أحراش الجنوب، بل كواحد عمل مع النظام لنصف عمري وأعرف كيف تسير بعض الأمور وحديثي حديث المجرب في المؤتمر الوطني، ليس في جنوب الوطن بل في قلب العاصمة مشاركاً.. وما وجدته منذ عملي كفيل بأن يعرفني أين الخطأ. أود أن أسال كاتب المقال عن: ماذا قدمه النظام للجنوب فيما يتعلق بالبنيات التحتية؟؟ بالرغم من وجود الموارد التي تجعل الجنوب ينهض أسوة بالشمال.. ولكني لا أنكر القليل من التنمية في الجنوب، وهل معايير القوة تتساوي بين الشمال والجنوب حتى نتحاور عبر هذه المساحة الورقية لنعرف من المسؤول عن وحدة السودان. أخي كاتب المقال «مع الأحداث» بصحيفة آخر لحظة.. أتمنى أن يكون عمودك جسراً للحوار وتبادل الآراء ولا أقصد أن أكون قد نطقت بالمهاترات التي لا تفيدنا، وأيضاً نأمل أن نتواصل عبر عمودكم لتعم الفائدة للجميع ويرى تعقيبي عبركم النور. جاكوب وول ميان من المحرر.. أخي جاكوب وول ميان.. سعدت كثيراً بتعقيبكم على عمودي.. واعلم أخي أنني عملت بالجنوب قرابة الاثني عشر عاماً قبل اتفاقية أديس أبابا وبعدها.. وأنني أفتخر بأنني كنت أول مدير للدراسات الحقلية لمشروع قناة جونقلي.. وأجريت الدراسات التفصيلية لمنطقة القناة.. وعايشت التجربة بنفسي وخبرت كل الجنوب وقبائله، وعندما أكتب عن الجنوب وسكانه أكتب عن تجربة معاشه.. ولدي من البحوث والدراسات التي أفاخر بها حتى الآن... لذا تجدني في كل كتاباتي عن الجنوب أدعو للوحدة والتلاحم، وأناشد الجنوبيين بنسيان المرارات والضغائن وأن يعتبروا نيفاشا ميلاداً جديداً للعلاقة بين الشمال والجنوب.. وفي ظل الوحدة نحمل جميعاً معاول التعمير والبناء لينهض الجنوب وتعم التنمية في ربوعه.. وأنا في انتظار رسائلكم التي تثلج الصدور وتعبر عن الرأي الجنوبي.. وشكراً.