من المسؤول عن وحدة السودان؟ * عبر هذه المساحة أود أن أتقدم للأخ محمد الحسن درار كاتب عمود «مع الأحداث» بالشكر والتقديم لأنه أتاح لي مساحة للتعقيب على عموده، بالرغم من شعوري بضعف التعبير ولكنني ستتواصل كتاباتي.. قد لا نختلف مع القارئ الكريم أن الحرب التي دارت مدى عقدين في جنوب السودان تعد واحدة من أطول الحروب بالقارة السمراء، قضت على ثروات البلاد وتسببت في نزوح الكثيرين وانعدام الخدمات ببعض أجزاء الوطن وخاصة الجنوب. * ولكن بالرغم من استمرار هذه الحرب اللعينة استطاعت الدولة تفجير ثورة التعليم العالي، وتم إنشاء جامعتي بحر الغزال وأعالي النيل لتقوم الجامعتان بتغير الحياة الاجتماعية والاقتصادية لأهل الولايتين، واستقبلت طلاباً من مختلف الولايات في السودان بفرحة كبيرة ولأول مرة تقام مؤسسات للتعليم في جنوب السودان منذ أن نال السودان استقلاله. * ولكن لسوء الأحوال الأمنية بالولايتين تم نقل الجامعتين إلى الخرطوم حفاظاً على أرواح الطلاب، ومع توقيع اتفاقية السلام بنيفاشا ظن أهل الولايتين أن تلك الجامعات ستعود لمقارها في كل من واو وملكال، لتعملا على رفع مستوى الولايتين علمياً واقتصادياً وثقافياً ولكن شيئاً من ذلك لم يحدث، حيث عادت الجامعات جزئياً وبكليات نظرية، على سبيل المثال الاقتصاد والتربية والصحة العامة وبدون إمكانات جيدة، ومع ذلك نسمع بتشكيل لجان لدراسة إمكانية عودة كلية الطب والبيطرة، وتصدر من تلك اللجان توصيات ومقررات لا تجد التنفيذ وعندما تنظر للولايات الشمالية تجد كل الكليات مستقرة في مقارها تماماً مع إنشائها لكليات جديدة. والكليات الموجودة بالولايتين تفقدان المقومات الأساسية من المراجع والقاعات والمناشط، علماً بأن الجامعتين ضمن إدارات التعليم العالي الاتحادية ومنوط بها أن ترفع الحياة الاقتصادية والثقافية والاجتماعية إلى الأحسن، ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه: لماذا لا تعود الجامعات الجنوبية لمقارها كاملاً بالرغم من تحسن الأحوال الأمنية والاستقرار.؟ ومن خلال هذا المقال نحاول أن نتساءل على عاتق من تقع مسؤولية عدم عودة الجامعات الجنوبية لمقارها؟ ولكن عزيزي القارئ نتحدث عن الوحدة الجاذبة لأهل السودان فهل هي أن يتنازل الأفراد عن أبسط الحقوق التي يجب أن يتمتعوا بها دون معاناة!! *وإنني أسأل: متى ستعود الجامعات الجنوبية لمقارها؟ وهل الوحدة التي ينشدها غالبيتنا وحدة يتنازل فيها الطرف الثاني عن حقوقه حتى تكون هناك وحدة؟؟ *ومما يثير الدهشة أن يكون لك حق ولا تستطيع الحصول عليه ولا تعرف السبب وراء ذلك. ولكن عزيزي القارئ الكريم اتفاقية سلام نيفاشا أقرت بوحدة جاذبة لأهل السودان والسؤال هو من الذي يجعل الوحدة جاذبة؟ وهل الوحدة كلمات أم مشاريع يستفيد منها الشخص العادي. ولكن سيقال إن مثل هذه الآراء آراء أشخاص لهم مرارات سابقة وانفصالين يجب مقاومتهم بكل وسائل المقاومة المتاحة. وعلى هذه الخلفيات دائماً نسأل: من المسؤول عن وحدة السودان فوحدة السودان تتطلب مشاريع وخدمات وليس كلمات. هل يجيب المسؤولون على سؤال متى تعود الجامعات الجنوبية لمقارها؟ وعندما نجد التوضيح ستكون الفائدة عامة ولأجل وحدة هذا السودان جاكوب وول من المحرر: رسالتك أثلجت صدري والتساؤلات التي تضمنتها.. أصابت كبد الحقيقة، حقيقة إن المسؤول عن وحدة السودان هم القياديون والسياسيون إذا احتكموا للعقلانية والحكمة، وأحسوا بمعاناة المواطنين الذين صبروا كثيراً وأتاحوا الفرصة لهم الآن.. وبعد كل هذا ما زال السؤال مطروحاً ولا يجد الإجابة الشافية من القياديين والسياسيين. درار