تصوير: سفيان البشرى شيعت البلاد عصر أمس الشاعر الكبير محمد الحسن سالم حميد إلى مثواه الأخير لمقابر البنداري بالحاج يوسف في موكب مهيب تقدمه مساعد رئيس الجمهورية السيد جعفر الصادق محمد عثمان الميرغني والمهندس الحاج عطا المنان إدريس وعدد كبير من أقرباء وأصدقاء وزملاء الراحل حميد الذي وافته المنية اثر حادث حركة أليم صباح أمس بطريق شريان الشمال في طريق عودته للخرطوم قادماً من منطقة نوري مسقط رأسه بمحلية مروي. واختلطت دموع المعزين من مروي وحتى الخرطوم من النساء والرجال في مشهد مؤثر، حيث يعتبر الراحل حميد حالة شعرية نادرة لما يتميز به من قدرة فائقة في حشد القصص والروايات داخل أشعاره والتي يصور فيها واقع الناس ومعاناتهم وآلامهم داخل مفردته الرصينة التي جذبت إليه العديد من الأصوات الغنائية منها محمد وردي ومصطفى سيد أحمد وعقد الجلاد وآخرين، ويعتبر حميد مدرسة شعرية متفردة حيث ولد في العام 1956م بريفي نوري بالولاية الشمالية وتلقى فيها تعليمه الأولي ومن ثم التحق بثانوية عطبرة الشعبية وبعدها عمل في هيئة الموانئ البحرية متنقلاً بين الخرطوم وبورتسودان، وقدم العديد من القصائد المميزة وضعته في مكانة مميزة وسط الشعراء منها: «مطر الشوارع - الدم الضائع - زمان الضر - حق الغنى - مساوره - النخلة - السرة بت عوض الكريم - أرضاً سلاح» وغيرها من الأعمال المميزة، بالإضافة إلى أن الراحل اشتهر بدعواته خلال أعماله إلى الحرية والسلام.. ووسط الحضور الكبير من قيادات وأعضاء الحزب الاتحادي الديمغراطي الذي رفرف علمه عالياً بمقابر البنداري بجانب أعضاء الحزب الشيوعي، ودوت هتافات وتصفيق عالٍ جداً رددت العديد من مفردات الراحل حميد. وعزى رئيس اتحاد شعراء الأغنية السودانية الأستاذ محمد يوسف موسى كل الشعب السوداني في وفاة حميد، وقال: عزاؤنا الوحيد أن حميد وصل قلوب وعقول الناس. وقال السفير عبد المحمود عبد الحليم ل «آخر لحظة» هكذا موت المبدعين فاجع وفادح وهكذا كانت رحلة حميد شاعراً بارعاً مبدعاً ملتصقاً بآمال وجراحات وتطلعات الأمة، وكان يكتب بمداد من سعف النخيل ومن طين الجروف، وكان بارعاً في أشعاره وحياته الاجتماعية، ونسأل له الله الرحمة والمغفرة. وغالب الأستاذ طه علي البشير دموعه وقال: اليوم نودع حميد ذلك الشاعر الفحل الذي تغنى للحرية وهو قيثارة أهلنا في منحنى النيل بل في كل البلاد، فاليوم فقدنا صوتاً للحرية وعلماً من أعلام السودان، وكان نعم الشاعر والضمير الحي. ووصف الشاعر عبد الوهاب هلاوي رحيل حميد بالمر، وقال: هذا هو موسم الأحزان للأمة السودانية التي فقدت الكثير من مبدعيها. وأكد معتمد مروي أن هذا يوم حزن السودان برحيل ابن الشمالية البار حميد الذي تحدث بقضايا وهموم وطنه. وتحدث خال الراحل حميد وعميد الأسرة الأستاذ عبد الله رمرم ل «آخر لحظة»، وقال: رحل الشاعر الأمة ونحن نعزي كل الشعب السوداني في وفاته وليس أسرته فقط. وحرمت الدموع عدداً كبيراً من أهل الإبداع من الحديث منهم الشاعر محمد طه القدال والفنان أبوعركي البخيت وسيف الجامعة وعصام محمد نور وسعد الدين إبراهيم وآخرين، وعجزت الكلمات عن وصف حالة الحزن التي اختلطت بنوبات البكاء الحار عن وصف الأحاسيس والمشاعر ورددوا: ******** ينفتح باب الصلاح ينفرج هم القلوب تتندى بالأمل المباح أرضاً سلاح ..