عزيزي القاريء: عنوان هذه المقالة يمثل لنا وحدتين، إحداهما صامدة بإذن الله، والأخرى مفرزعة، وبتحليل أقرب للحقيقة فإنه يستوجب شرح ما بين الوحدة الصامدة والمفرزعة:- 1/ الوحدة الصامدة حروفها تعني: أ: الشهادة ل: لله و: وبتكاتفكم ح: حققتم د: دولة ه: هادفة مهمة 2/ أما الوحدة المفرزعة فهي تعني: أ: أؤكد ل: للجميع و: وجود ح: حزم د: داخلية ه: هشمتها إلا أنه في ذات الوقت كليهما لمسمى واحد، يتفقان تارة وتكون القوة، ويختلفان في أخرى، وعندها يكون الضعف، وذلك حين تتداخل عوامل عدم توفر الوطنية والاهتمام بالمصلحة الشخصية. فهنا أشير إلى أنه لا قدر الله إذا أراد أن يتفرق أخواننا أبناء الجنوب بدولة مستقلة، فما علينا إلا أن نكون قبل كل هذا قد أوصلنا لهم بأن الخيار الأفضل لهم ولنا أن يكونوا متواجدين داخل محيطهم السوداني، فبالطبع هذه رغبتنا، حيث أننا نضعهم جميعاً في خانة آبائنا، وأمهاتنا، وأخواننا، وأخواتنا، وأبنائنا وبناتنا، وليس هناك شئ يذكر سواء أكان حالياً أو سابقاً أو لاحقاً، بأن هناك مواطناً درجة أولى، وآخر درجة ثانية، فهذه في نظري يلفظها الضعفاء، وكذلك الذين يهضمونها بمرئيات الضعفاء، فبالطبع هم أكثر ضعفاً.. والثوابت أن جميع أبناء السودان (شرقه وغربه وجنوبه وشماله)، سواسية لا فرق فيما بينهم وسيكونوا كذلك بإذن الله. أما الوحدة التي يتمناها كل سوداني، يحب الخير والتوحد والتماسك، والعيشة الهنية لهذا البلد ومواطنيه، فهي ثابتة بكل حروفها لا يستطيع أي شخص تفكيكها. وهنا إن تمت قراءة ما يدور حالياً في جميع أنحاء العالم من افتراقات وتفككات، فإن الذين ساهموا في تفكك أوطانهم، هاهم اليوم جزء منهم ظلوا بوطنهم، وفي نفس الوقت، أصبحوا هم الذين يدفعون ضريبة ذلك، والجزء الآخر تم احتواؤه بالجهة الأجنبية التي أنارت له طريق الانفصال، وعاش في أحضانها، وفي النهاية فالذي يدفع ضريبة ذلك، فهو المواطن الذي لا حول ولا قوة له. ومن هنا فإلى الذين يسعون لفصل الجنوب عن شماله، أقول لهم ماذا تريدون من وراء ذلك؟ إن كان هدفكم إسعاد مواطني الجنوب فها هي الدولة ساعية وستسعى بكل مواعينها ومعيناتها لسد كل نقص بجنوبنا الحبيب، والهدف من ذلك ليس لضمان استمرار الوحدة، لأن الوحدة(قرارها في أيدي أبناء الجنوب)، بل هو حق مستحق لهم، بحكم أنهم لازالوا أخوانا أعزاء ومواطنين سودانيين كغيرهم من أبناء الوطن العزيز، حيث أن الدولة تعمل من أجل الإعمار في كافة أنحاء الوطن، إلا إن اهتماماتها ستكون في المناطق الأقل نمواً، وما لم تستطع تنفيذها في هذا العام، أو في الميزانية الحالية، فإنها ستقوم بتكملته في ميزانية العام القادم، وبالطبع فهذا هو هدفها. ومن ناحية أخرى لابد أن نذكر بإن الدولة كانت في جنوب السودان بسبب الحروب، تحمل السلاح بإحدى يديها، وبالأخرى كانت تقدم المساعدات لبعض المناطق، وذلك لفترة تعدت العشرين عاماً. وها هي الحرب غادرت من غير رجعة بإذن الله، وأصبح الجنوب أكثراً استقراراً، فماذا سيصيبهم بعد هذا الهدوء، إن ظلوا على ما هم عليه حتى انقضاء فترة الديمقراطية الحالية، والتي بالطبع ستشهد اكتمال كل احتياجات جنوب الوطن، وكذلك غربه، وشرقه، وشماله، دون الدخول في متاهات الانفصال، والتي لا يعرف أحد سواء أكان من جنوب الوطن أو شماله عواقبه. وفي الختام أن الذين سيدفعون ضريبة ذلك هم أبناء السودان عامة والله المستعان. يوسف مصطفى الأمين المسعودية