بسم الله الرحمن الرحيم قال تعالى:(هَذَا بَلاغٌ لِلْنَّاس وَلِيُنْذَرُوْا بِه وَلِيَعْلَمُوَا أَنَّمَا هُو إِلَهٌ وَاحِد وَلِيَذَّكَّر أُوْلُو الألْبَابْ) ..الآية هذا بلاغ للناس (2 2) حاشية: نواصل ما انقطع بالأمس ؛ ففي حاشية الموضوع في حلقته الثانية لا بد لنا من أن نخلص إلى أن التفاوض هو علم ومهارة وفن ؛ وأن أي تصريح لمسئول لا يؤخذ إلا بمراميه والأهداف المرجوة منه ؛ فمن فنون التفاوض أن تمتلك القدرة على المناورة ؛ وأن تستثمر كل ثغرة ، وتدرك متى تتشدد ومتى تتحلى بالمرونة ومتى تستطيع أن تقول " لا " ولا تعنيها ومتى تصر على ال " لا القاطعة " ومتى تناور فتطلب فرصة للتشاور رغم أنك تستطيع أن تقول موافق!! . ومن أهم آليات لعبة التفاوض أيضاً تأتي لغة التصريحات وما يصحبها من تشدد وهي من وسائل محاولة الوصول إلى نقطة الالتقاء بنجاح خاصةً عندما تشعر بأن الجهة المقابلة لك تتشاطر وتطلب أكثر من الممكن المتاح ؛ ومن أهم آليات التفاوض الايجابي أيضاً البحث عن حلول وسط ليس فيها خاسر. لكن يبدو أن عبدالعزيز الحلو وباقان أموم ولوكا بيونق وعرمان لا يعتمدون ولا يفهمون لغة وآلية التفاوض ولكنيبدو أنهم استعاضوا عن هذه المهارة التي يفتقدونها ؛فاعتمدوا على الاستقواء بالاجنبي وبالخارج ؛ بل يعتقدون أن تصرفهم هذا قد يلقي الرعب في قلوب المؤمنين من الجهة المقابلة ؛ المشكلة أن أمثال هؤلاء مجرد مغامرون ؛ هؤلاء الذين يضعون البيض كله في سلة واحدة ؛ لا يدركون أن المرحلة الحالية هي " مرحلة" إستغلال الغرب لهم في عدائه المبطن للسودان ونظامه وقيادته والمراحل موقوتة وحالما تنتهي وتتغير التحالفات ؛ هم يجهلون أيضاً تماماًأن في دنيا السياسة والعلائق بين الدول ليس لا توجد عداوات دائمة بل هناك مبدأ أوحد وهو المصالح المشتركة الدائمة ؛ فماذا لو انقلبت عليهم غداً أمريكا والغرب ؟! ؛ أين سيكون المفر والمقر بالنسبة لهم؟! .. اليوم هم الطفل المدلل أليس من الوارد أن يقوم الغرب غدٍ بتصنيفهم من الأعداء؟! ..ماذا يكون موقفهم حينئذِ ؟! هل سيشتري حينها الغرب إفكهم وتلفيقهم الحالي و "سلبطتهم " وقصصهم المحاكة بسيناريوهات ضعيفة؛ وهل يدكون أن الغرب سلفاً يعلم أنهم كاذون؟! .. الوارد أن الغرب غداً يمكنه أن يحول الحق وإن حالفهم إلى باطل في لحظة ؛ ويحشد ضدهم ما يسمى " بالمجتمع الدولي" في ذات الاتجاه؟! ببساطة أن هذه الزمرة التي احترفت الوقوف بأبواب سادتها مريقي ماء وجوهها وتعتقد أن بسلوكها هذا قد تحقيق طموحاتها الشخصية وتجني مكاسب مادية ؛ وحتى إن تحقق ذلك ؛ فلا بد من أن يكون ذلك على حساب شعب جنوب السودان الذي يُستعمل وقوداً لتحقيق أحلامهم الشخصية. إنها انتهازية النخب التي لا تراعي حرمة لآدمية مواطنيها ، المهم لديها ليس الوسيلة بل الغاية. الآن تقطعت السبل بعبدالعزيز الحلو بعد جريمته النكراء بحق أهله وبحق الوطن ؛ كان تصرفه تصرف اليائس القانط ؛ تصرفٌ أدرك ه أنه أخطأ الحساب والتقدير فأيقن أنه الآن قد تقطعت به السبل وذلك بعد أن ( حَلَقَتْ له ) – بلغة أهل الشام - الحركة الشعبية وغسلت أياديها منه وبعد أن تم استغلال أبناء جنوب كردفان الذي غرر بهم عبدالعزيز ومن في شاكلته من قبل الحركة في الخطوط الامامية في أثناء الاحتراب مع الشمال ؛ الآن تحقق للجنوب الانفصال وقد انتهت مهمة أبناء جبال النوبة وجاء الوقت الي أن يُلقون فيه كما تُلقى أعقاب السجائر وتداس بالأقدام . إنهم بالنسبة للحركة الشعبية مرحلة قد انتهت ؛ تلك مرحلة استقطبت فيها الحالمين بالحكم تحت الشعار الزائف والبراق " السودان الجديد" ؛ استقطبتهم كما تستقطب النار الفراش فيلقى حتفه!! . كان لا بد لعبد العزيز الحلو ولمن هم في شاكلته أن يتيقنوا بأن هكذا مصير هو المصير المحتوم وهذا ينطبق على (أولاد أبيي) فهم بالنسبة للحركة من أقصى شمال الجنوب وتعلم الحركة أنهم يكونون مركز قوى يهدد كيان قيادات التاريخية بالحركة الشعبية ؛ لذا أرخي لهم الحبل ليشنقوا أنفسهم به فتركوا في حلبة المصارعة مع الشمال حتى يلاقوا حتفهم في لحظة تهور أخرى ، وبذلك تكون الحركة الشعبية قد تخلصت منهم لأنها تعلم أن أطماعهم لن تقودهم إلا إلى حتفهم. ها هو عبدالعزيز الحلو قد انتحر أما مالك عقار فقد وقف يتأمل المنظر وما آل إليه عبدالعزيز الحلو ؛ فبدأ عقار كالحكيم الذي نزل عليه وحيٌ العقل والتعقل فآثر إلتزام الصمت أو يتحدث بالحسنى وهادن ولم يكابر كما كان يفعل حتى بلغ به حد التهديد باللجوء للقوة ؛ إبتلع البشير بحكنة رجل الدولة الذي يدرك متى يتحدث ومتى يصمت ومتى يدافع ومتى يهاجم حين كانت تهديدات مالك عقار العنترية تشعل سماء الانتخابات وربما يومها خانه قد ذكاؤه فما كان يدرك عواقب انفصال الجنوب عليه وأن يعد 9/7 لكل دولة رجال ولسان وسلاح!! البشير قائد عسكري درس الاستراتيجية في المعاهد زمارسها في ميادين القتال فلا أقل من أن يوظفها وهو رجل دولة سياسي ؛ فمن يعتقد أن تصريحات البشير لا أهداف من ورائها فهذا إما معارض مزايد أو مغرض يريد تصفية حسابات وتوظيف تصريحات الرئيس إلى غير مقاصدها ؛ وإما ساذج لم يخبر معادن الرجال.!! يلحظ المراقب والمحلل أن خطاب الحركة الشعبية قد تغير كثيراً وأن أمثال باقان ولوكا وعرمان وبنجامين برنابا وين شول قد خفتت وكأنما أبُح صوت العمالة فيهم عندما شاهدوا " البيان بالعمل" في أبيي ؛ لذا فقد عملوا أيمان جهدهم ودفعوا بعبدالعزيز الحلو لمواجهة عسكرية خائبة وخاسرة ورغم أنها كانت حركة غادرة إلا أن القوات المسلحة مارست حق بسط الدولة على ترابها ونظفت كادقلي وهي تطارد فلول عبدالعزيز والذين تبرأت منه جماهير جنوب كردفان وحتى أن كثير من أتباع الحركة الشعبية الغادرة استنكروا غدرها عليهم وهم الآمنين. لذا فأن مالك عقار أيضاً الآن يعيد حساباته وحتماً سيغير نهجه.!! أن متمردي جبال النوبة حتى وإن انضموا إلى مفاوضات إمبيكي في أديس أبابا فهم يذهبون وقد كُسرت شوكتهم ؛ يذهبون ويهم يعلمون أن جنوب كردفان جزء أصيل من الشمال وليس هناك تنازع عليها ؛ فالأمر جد مختلف وكذلك ينطبق هذا على النيل الأزرق فما لهم غير خياران التعامل على أساس أنهم جزء أصيل من السودان الشمالي أو الخروج على سلطة الدولة ؛ وفي حالة الخروج فالدولة عليها أن تبسط سلطانها وسيادتها وتحمي مواطنيها .ز فأيهما سيختار الطامحين الطامعين بعد 9/7/2-11؟! من اختار الانفصال فعليه تحمل تبعاتبه عواقبه وتحمل نتائج اختياره فلا يمكن أن يستقيم عقلاً أن تتهم الشمال باسترقاقك ومعاملتك معاملة مواطن درجة ثانية وتريد بعد أن اخترت الانفصال ؛ ذات الوقت تريد أن تتمتع بحقوق مواطنة الدولة التي اخترت الانفصال عنها يا سبحان الله؟!.. قبل الانفصال عُقدت ندوات تشرح مساويء الانفصال فصورت للنخب طموحاتها أن الشمال يطمع في نفط الجنوب ؛ ألآ يذكرون أن البشير قال لهم : نتازل لكم عن نصيبنا ونبقى متوحدين !! ؛ فقالوا له: كيف تتنازل عما لاتملك؟! . الآن إما أن نقتسم النفط وإما أن تدفعوا ضرائب ورسوم عبور نفطكم .. هكذا الغرور يؤدي بالمغرور إلى حيث لم يتحسب ويعمل حسابه.!! وزيرة خارجية أمريكا الآن ترحب بإتفاق أديس أبابا ؛ بينما كانت سوزان رايس مندوبة أمريكا في الأممالمتحدة كانت بُعيد تحرك القوات المسلحة في أبيي ؛ كانت تهددنا بالويل والثبور وعظائم الأمر الآن هي ترحب أيضاً وقد لعقت تصريحاتها ألم تلعق سوزان رايس تصريحاتها فأين الذين انتقدوا البشير من لعق سوزان لتهديدها ؟! . هناك بعض أشياع الاجندات الخارجية والأقلام المفوع لها من قبل ما يسمى قطاع الشمال انتقدوا الرئيس البشير ووزير الخارجية لأنهما لم يبسطا البساط الأحمر للسيدة رايس وعدم تقديمه فروض الولاء والطاعة وتقبيلهم قدمي وفد مجلس الأمن وعلى رأسه " سوزان رايس " لنيل الرضا والتبريكات وكأن في عدم إستقبالها خروج عن الملة وأن عدم تقبيل جبينها يحرم السودان من دخول الجنة . ليس من المعقول أن نرحب بوفد كان يحمل الخنجر وراء ظهره قبيل تحركه من نيويورك متجهاً للسودان وكان يدافع عمياني عن الحركة الشعبية دجون أن يعطي نفسه فرصة الوصول للخرطوم والتحقق مما حدث . ما عدنا نخاف العصا وما عدنا نرغب في جزرتهم إن كانت مغموسة بالذل والهوان .!! السودان وبقيادة البشير إجتاز أصعب حصار فرضته أمريكا والغرب وبعزائم الرجال عبروا إلى ما نحن فيه الآن وحتى ملحمة إستخراج البترول أين كان منها من يهرطقون الآن من سدنة الأحزاب المتأكسدة ومأين كان منها أبناء الجنوب الذين يتمتعون بخير هذا البترول الآن؟! هامش: شعب مثل شعب السودان الأبي الصامد المؤمن لن يضام بإذن الله ؛ وقائد كالبشير لن يخذله الله ولا شعبه ؛ لأن البشير واحد من العامة لم يولد في بيوت الاقطاع الطائفي ؛ ولم يولد وفي فمه معلقة من ذهب ، ولم يأت من دائرة حزب ما زعم أهلوه أنهم (ولدوا ليحكموا)!! ؛ جاء البشيرمن جوف غُبُش الشارع ، جاء من رحم مجتمع البسطاء ؛ حتى وإن تآمر عليه المهرطقون ؛ الذين رهنوا وطنيتهم لقاء حفنة دولارات ويوروهات أو بعض من أموال قذرة جاءت من حق الغلابة في نفط الجنوب الذي قام ما يسمى بقطاع الشمال في الحركة الشعبية بتوظيفه لشراء الذمم والنفوس الدنيئة ؛ فمهما فعلوا فلن ينالوا من عزائم رجالٍ عاهدوا الله فصدقوا بإذن الله!! abubakr ibrahim [[email protected]]