ü الأخ مؤمن الغالي.. رغم أني نذرت للرحمن صوماً عن الكتابة منذ أن صدر قرار إسكاتي، استعداداً للعودة إلى دار الاغتراب التي لا يتحقق النجاح فيها إلا بتقديم إبداع يقنع، إلا أن طرقك لموضوع وصول الأخوان للسلطة في مصر أجبرني على هذا التعليق المختزل، لأني كنت أول من طالب الإسلاميين في السودان بتقديم تجربتنا للأخوة في مصر قبل إجراء الانتخابات في أكثر من مقال. وفيها حذرتهم مما تحذرهم أنت منه الآن وخاصة في أسلوب التعامل مع(الآخر) والاعتقاد أن كل من لم تهيئ له الظروف الانضمام(للتنظيم) هو(العدو الكافر) أو هو (الرافض) أو هو(العلماني)، فقد كان اعتقادي وما زال أنه ليس هناك مسلم يرفض تطبيق شرع الله والاختلاف فقط في الوسائل، والأولويات. ü أكثر ما استوقفني (اللغة الذكية) الساخرة التي حذرت من قوائم الصالح التي برع عاطلو المواهب في إعدادها لكل نظام لإبعاد أصحاب التأهيل والخبرات، حتى وصلنا إلى فقدان القدرات على جمع القمامة من الشوارع رغم الاعتمادات المليارية وآلاف العمال وأحدث الآليات التي لا يتوفر مثلها حتى للدول الخليجية! وتغطية الأتربة لكل شوارع الأسفلت. ü أقول لك واصل فأنت تقول نيابة عني وعن كل مسلم حقيقي ما كنا سنقول لو أعطينا الفرصة.. وأنا الأكثر خوفاً من فشل إسلاميي مصر في امتحان السلطة لأن فشلهم هناك يعني أن كل الشرق يعلن للغرب بعد مائة عام من التمرد (رجعنا لك) فما يحدث في مصر ينعكس على كل الدول الإسلامية. أحمدون ü من المحرر: الصديق الغالي جداً أحمدون.. أشواقي لك لم تفتر.. ولكن أين أنت.. وهل انحفرت جداول الكلمة.. أم هي قيود وموانع وشواهق.. ولماذا لاتحاول اجتياز المستحيل.. وتسلق المتاعب والهضاب.. لماذا وكل الذين يشتعلون بالوطن حباً وصبابة.. يحاولون الولوج إلى قلب الشمس.. وصدقني.. سينجحون.. طالما كان الزاد هو الوطن الساكن في دواخلهم.. طالما كان الشعب من يسندون إليه ظهورهم.. لايهم.. المهم كيف أنت.. واليوم.. أنا شديد الاحتفاء بكلماتي.. يجتاحني كبرياء يلامس حد التيه والخيلاء الطاؤوسي فقط لأن كلماتي أعادتك مجدداً.. لدلق الحبر الشريف والنظيف.. لا ليسود الصحف.. بل ليضيء الصفحات.. ويبهر المطابع.. صديقي.. نعم.. أنا كنت أهدي تجربتنا.. الإسلامية.. للأحبة في مصر ونعم كنت أسخر وانتقد في قوة وقسوة.. تلك الأخطاء الفادحة التي ظلت وما زالت تلقي بظلالها على الوطن والشعب.. وصدقني.. لو سار أخوان مصر وهم يبنون دولة الشريعة التي كم كم حلموا بها لتصبح واقعاً في أرض الكنانة أقول لو سار الإخوة المصريون.. خلف مسيرتنا..الحافر بالحافر.. لتمنى الشعب أن يعود مبارك.. ويعود معه.. حتى حبيب العادلي.. لا أتجنى على أحد.. ولا أرمي تهماً في الفضاء.. يكفي أن الحكومة نفسها.. حكومة الإنقاذ قد اعترفت وعلى رؤوس الأشهاد.. أن الصالح العام كان من أجل التمكين.. وأن دولاب الخدمة المدنية قد «عصلجت» عجلاته بعصى المحسوبية.. وها هي تمسح بالاستيكة.. تلك السلسلة من الأخطاء.. وكان كل أملي أن يبدأ أحبة مصر.. من حيث انتهت الإنقاذ.. والتاريخ يقول.. الذي ينسى التاريخ يعيشه مرة أخرى.. لك حبي وودي. مؤمن