السلام عليكم.. المؤمن الغالي.. أستاذي.. ومذهب الحرف الشجي.. سلامات هكذا.. تتسق الأسنة والحروف.. وحين تصطف الحراب.. وكلمة الحق.. على رصيف سواء.. وفي حضرة الوطن الجميل.. يطيب الجلوس.. ويطيب السمر.. ويطيب الود.. لك التحية أخي المؤمن وأنت تعزف أنشودة الوطن.. والتحية للسيد الصادق.. وهو يرسل كلمة الحق من غير ضباب.. وإلى بقية العقد الفريد.. رسالتي.. من حروف بسيطة.. ولكن بقامة عزة وكرامة.. نصها يقول.. (الوطن.. أكبر منا جميعاً) فلنعِ الدرس يا هؤلاء.. لا تضيعوا الفرصة.. لأنها مقرونة بتلابيب الزمن.. ومرهونة بحواشي المعتقد.. ورهينة لرؤية (محمد أحمد)، فإما صادق تضغط على جرح الكرامة وأنت تصافح عدوك.. وإما تعلنها صراحة لجمع الأحبة والحضور.. لا أنتم ولا الوطن.. أنا وحدي.. بحمدي أسبِّح.. فالأوبة إلى جادة الصواب لحظة.. تبعث في بقية العمر بركة.. والجلوس في حضرة الوطن.. تنفث بروح العافية في جسد المتخاصمين.. أو قل المختلفين.. فحروفك بلسم حضور اسمر أيها المؤمن الغالي.. فبك يكون الاحتفاء.. وبمثالك نرسم لحدود الاختلاف هالة.. ونعيش أملاً أن نسجل للاختلاف حدود جمال.. وللالتقاء هيبة وجلالا.. وليبقى ما بيننا بعض عز.. وليبقى عز الوطن فوق الجميع.. ورسالتي إلى البقية.. كونوا سوياً.. أو فرادى.. ولكن وفق رؤية وهدف.. وكونوا أهل برامج.. لكي لا.. تتشرفون بالتحاف برامج الآخرين.. وتصبحون بعض أجندة.. لأيام يحسب مداها غيركم.. وتتكرر الفرص.. تبقى تلكم الجديرة بالاقتناص.. قليلة ونادرة.. وحق لنا أن نبتهج ونصدح باهزوجة الوطن الجميل.. ولنبحث عن وردي بكل ما فيه من جمال.. وليعش كل محبيه لحظة جلوسه وهو يغني (في حضرة جلالك يطيب الجلوس)، وليبقى ما بين المحبين صراحة والمتخفين.. شارات عزة.. مكتوب عليها.. شكراً جميلاً.. قواتنا المسلحة الباسلة.. ودعامات خطوط النار.. بمختلف قاماتها ومقاماتها.. ولك أخي المؤمن.. تحايا.. ود.. وأمل لقيا مخرج: بتنفسك لحظة زفيرك شهقتي وبتحسسك في حتة جواك حقتي.. رأيك شنو؟ اكتب عليك ممنوع دخولك ومرقتي.. واقفل عليك كل الدروب يا سكتك يا سكتي.. مع التحية للشاعر.. هاشم الجبلابي.. م. الفاتح عبد الله وديدي ü من المحرر الصديق الغالي جداً.. باشمهندس وديدي.. أشواقي لك لم تفتر.. لمجالسك العامرة.. لأنسك الرائع.. لكلماتك الملونة كما فراشات الحديقة.. ويا لروعة رسالتك هذي.. المكتوبة على قشر البرتقال.. بماء الورد.. برحيق الزهر.. وهي تضوع مسكاً.. وكأنها مكتوبة بمداد الصندل المعصور.. وها نحن نلتقي محبة.. في الوطن.. ولا عجب.. فقد التقيت الجمعة بالإنقاذ.. ولعلها المرة الأولى.. التي أكون فيها في قلب مواكب المؤتمر الوطني.. لمدى اثنين وعشرين سنة وتزيد.. نعم يا صديقي.. أنا التقى عبر سيري ومسيرتي كل من هو في الطريق إلى الوطن.. لا يهم من يقود التظاهرة.. المهم وجهة التظاهرة.. كانت إلى عرين الأسود.. القيادة العامة.. وهناك كان الوطن.. فقد كان يطوق القيادة.. شعب السودان المعلم.. أنا كنت اسند ظهري إلى جذع نخلة فارعة وفارهة وفاتنة.. كنت ألملم في النجوم و«أغزلا».. أصنع منها أطواقاً مبهرة.. مضيئة.. وبهية وبديعة.. صنعت الآلاف.. بل مئات الآلاف.. طوقت بها كل جيد نبيل في تلك التظاهرة من أبناء شعبي.. يا لروعتك يا ود اللمين.. وأنت تهتف.. ما أعظم غضبك يا شعبي.. كان الله في عون من يغضب عليه هذا الشعب.. مسكين وبائس من يزدري هذا الشعب.. ادهشتني تلك اللوحات.. بسطاء وغبش ومكدودين.. فقراء وغلابة.. سيماهم في جلاليبهم المهترئة.. كثير منهم ينتعل «سفنجات» إما لأنهم.. كانوا في عجلة من أمرهم.. للالتحاق بسيل التظاهرات.. أو لأنهم لا يملكون غير تلك السفنجات.. رؤوس فقط عليها «طواقي».. وأخرى بلا حتى طاقية وسيبك من عمة وشال.. صدقني.. لم يكن بيننا مترف واحد.. ولا أظن أن «ناس الخرطوم شرق» أو أقصى الشرق.. كانوا معنا في ذاك الهجير.. وتلك الشمس التي تشوي العظام.. وتذيب حتى الأسفلت.. أو لعلهم كانوا يتابعون في أناقة.. أناقة سيرينا وليامز.. وروعة مارتينا هينجز.. والتي أعاد بثها التلفزيون العربي في تلك الجمعة المشتعلة بالجحيم.. وديدي.. بالله عليك هل شعب مثل هذا يستحق أي بهدلة أو تلتلة.. أو مسغبة؟.. وديدي.. أخشى أن «يفتكر» صقور وحمائم المؤتمر الوطني.. أن هؤلاء خرجوا لهم ومن أجلهم.. بالله عليك قل لهم كما قلت لي.. «الوطن أكبر منا جميعاً».. لك ودي وأواصل معك.. مؤمن