في الساعات الأولى من صباح الأمس حطت الطائرة التي كانت تقل جثمان السكرتير العام للحزب الشيوعي محمد إبراهيم نقد، في مطار الخرطوم قادمة من عاصمة الضباب لندن، وكان في استقبال الجثمان قيادات الحزب الشيوعي والقوى السياسية بمختلف ألوان طيفها، وفور وصول الجثمان تحرك الموكب من المطار صوب منزله بالجريف ومنه إلى المركز العام للحزب الشيوعي بالخرطوم «2»، و عند التاسعة صباحاً و في موكب مهيب أمس تقدمه الفريق ركن بكري حسن صالح وزير رئاسة الجمهورية، والإمام الصادق المهدي رئيس حزب الأمة القومي، والشيخ حسن عبد الله الترابي الأمين العام للمؤتمر الشعبي شيعت البلاد فقيد الوطن محمد إبراهيم نقد السكرتير العام للحزب الشيوعي السوداني، ووري جثمانه الثرى بمقابر فاروق بالخرطوم، وعدد المهدي خلال مراسم الدفن مآثر الفقيد، وقال إنه كان مرناً ومتسامحاً مع نفسه والآخرين، وزاهداً في الدنيا ومتواضعاً لأبعد الحدود، ضحى بحياته الشخصية في سبيل المباديء التي يؤمن بها وعلى رأسها نصرة المظلومين والمستضعفين، وقال الترابي إن الفقيد كان محباً للخير وقاد حزبه في ظروف بالغة التعقيد، وقال غازي سليمان رئيس المجموعة السودانية لحقوق الإنسان إن نقد ذهب لربه فقيراً لا مال ولا ولد وهو حسن السيرة والسريرة، وقد ترك في زملائه فكراً وطنياً يناهض العمالة ولا يهادن الاستعمار، مضيفاً أن الفقيد أحدث نقلة في قاموس الاختلاف السياسي بردم الهوة ما بين الشيوعيين والإسلاميين، وكان الموكب الذي بدا متماسكاً تقدمه الشباب والشيوخ والنساء والأطفال من أمام المركز العام، حيث علت الأعلام الحمراء وسط هتافات أعضاء الحزب الشيوعي (يحيا كفاح الطبقة العاملة)، وقال الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي يوسف حسين مخاطباً الجموع إن الحزب باقٍ على ذات النهج الذي اختطه المفكر نقد، معدداً مآثر الفقيد الذي حافظ على تماسك الحزب وانفتاحه على الآخرين وإدارته لحوارات سياسية جادة لحل القضايا التي تعاني منها البلاد. وعدد الدكتور آدم موسى مادبو- القيادي بالتيار العام مآثر الراحل وقال عاصرناه كثيراً في العمل السياسي والسجون وهو إنسان أمين ومخلص وصادق ومصالح، السودان عنده فوق المصالح الحزبية، وأضاف نقد يعتبر شخصية وطنية وسياسية وعلاقاته طيبة وحميمة مع كل السودانيين حتى مع المختلف معهم، وأشار نقد رجل لا يعوض، وقال نأمل من قيادات الحزب أن تختار البديل بنفس المستوى لديه قبول وسند جماهيري. واعتبر رئيس الحزب الناصري ساطع الحاج التشييع بالحدث التاريخي، لأن الذي تم تشييعه هو بطل من أبطال السودان عاش (08) عاماً مدافعاً عن قضايا الوطن، مؤكداً مضي القوى السياسية المعارضة على ذات الدرب متمسكين وقابضين على جمر القضية. وقال يوسف حسين إن نضال الحزب سيستمر وإن الثورة مستمرة، وقال إن حزبه يرفض الدستور الإسلامي. ودعا رئيس حكومة الجنوب سلفاكير ميارديت من خلال رسالة نقلها عنه وعن شعب الجنوب لأسرة الراحل وقيادات الحزب الشيوعي وزير التعليم العالي بالجنوب بيتر أدوك، دعا إلى الصبر وقال إن المشوار طويل والكفاح مستمر حتى الوصول للحرية والعدالة.