هناك ظاهرة أحسبها جديدة.. فكلما خرجنا مساءً لاستنشاق بعض الهواء المريح لكي ننفض عنا غبار الملل.. نجد مجموعات من المراهقين الصغار.. بل فلنقل أطفال بعد.. في مرحلة التكوين والتحور يتجولون (مشكوكين).. أي صبيان وفتيات متشابكو الأيدي بعفوية.. قد تكون مصطنعة أو لا.. ويتبادلون حديثاً عالي النبرات.. واثق النبرة .. دون الاكتراث لما يحيط بهم من ناس.. بفهم الحرية.. والصداقة.. أو الحب.. وهذه علاقات ناضجة أكبر من أعمارهم تحتاج إلى درجة عالية من الثقافة والنضوج.. ولكن في مثل هذه المرحلة من العمر.. فأنا اعتبرها خطوة جريئة من الآباء وأولياء الأمور عليهم مراجعتها.. والتفكير ملياً قبل أن يتركوا أطفالهم على هواهم فيكبروا مع اللا مبالاة .. فهي تحتاج إلى الرقيب الواعي والمتابع الحكيم.. والمراقب الثاقب.. مرحلة تحتاج إلى مفهوم العائلة.. فحتى على مستوى العالم الخارجي أثبتت كل الدراسات أن أكبر حل لمشاكل المجتمع هي تماسك الأسرة.. وعدم انفصال أفكار الأبناء عن الآباء.. والتعامل مع الحرية بحذر حتى يصل الشخص مرحلة النضوج.. وبداية مرحلة التجربة.. أما أن يبدأ الطفل التجربة قبل مرحلة الإعداد فقد تكون هناك خسائر نفسية جسيمة على أبنائنا.. والتعامل والتعاطي السهل ربما يسبب نوعاً من عدم احترام المشاعر فيما بعد.. النظر للأمور بشمولية قد يكون عندنا ملامح عامة للموقف وقد تكون هذه القسمات رؤية منعكسة من مرآة الداخل ربما لا تمت للحقيقة بصلة.. فدواخل البشر عجيبة وغريبة وغير مفهومة ليس للآخر فقط.. ولكن أحياناً لا نفهم أنفسنا أيضاً.. وخياراتنا قد لا تقنعنا.. بل هناك من يسقط أخطاءه على الآخرين كي يرضي بعض الأغراض الداخلية أو يربت على كتفي أحاسيسه. ولكن النظرة المتروية العميقة التي تبحث بها عن مواطن الخلل.. ربما تقرب لنا مسافات الفهم وتحدد لنا نقط الاتصال مع الحقيقة.. وتبين لنا قيمة الإدراك ووضوح الفكرة.