أمس الاول زار الرئيس البشير مشروع سوبا الزراعي..لدي مخاطبته الحشود ارسل الرئيس رسالة مهمة.. المشير البشير اوضح أن مزرعته الصغيرة في مشروع السليت تدر عليه عائدا ماديا يوازي اضعاف مرتبه الحكومي..ربما لاتصلح مزرعة الرئيس كمقياس لنجاح الزراعة في السودان..ولكن مزرعة الرئيس تصلح كنموذج كيف ينبغي ان يختار السياسي مهنة تعينه عندما يترك الحكم ..المنصب العام تكليف مؤقت وفرض كفاية. أمس الأول تحدث امين حسن عمر للزميلة الانتباهة حديثا حمل جرعة من الجرأة والصراحة.. أمين حسن عمر اقر ان هنالك رغبة عارمة للتغيير داخل المؤتمر الوطني..وان موقف الرئيس البشير ورغبته في عدم الترشح لرئاسة الجمهوية نهائية..أمين مضي الى المحطة القادمة مقرا بوجود تنافس داخلي على خلافة الرئيس.. توقع أمين حدوث مفاجأة في اختيار مرشح الحزب الحاكم في الانتخابات القادمة.. أمين قطاع الفكر اوضح ان التغيير يواجه بمصاعب كبيرة ومقاومة عنيفة عند بعض التيارات داخل الحزب. حسنا..هذه صراحة يستحق عليها أمين وحزبه الحاكم الثناء..نعم نحن شعب ملول ومن غير الطبيعي ان يحكمنا رجل واحد لاكثر من ربع قرن..وان حواء السودانية لم تعقم بعد..وجود تيارات تسعى لخلافة البشير امر محمود ومطلوب..منصب رئيس الحزب الحاكم المفضي لرئاسة الجمهوية اصبح شاغرا بنهاية هذه الدورة الرئاسية..ينبغي على كل من يأنس في نفسه الكفاءة ان يتقدم ويعلن عن نفسه ..الصراع والتنافس يتيح الفرصة لاختبار المتنافسين. في اليمن قبل سنوات اعلن الرئيس السابق علي عبدالله صالح عن رغبته في الترجل ..رجال حول الرئيس حشدوا الناس من كل فج عميق..اصحاب الافق الضيق اكدوا ان رحيل الرئيس الصالح يعني فناء البلد وذهاب وحدتها..صدقهم الرئيس ..جاء يوم خرج الشعب الى الطرقات يطالب برحيل الرئيس..الغاضبون لاحقوا الرئيس في قصره وكادوا ان يقتلوه وهو يؤدي صلاة الجمعة..في النهاية وتحت الضغط الشعبي الكاسح اضطر الرئيس علي عبدالله صالح ان يتنحي مكرها ويغادر قصر الرئاسة مغضوبا عليه من شعبه. بعض من اهل بلادي يخشي التغيير..يسأل عن البديل الذي يمكن ان يشغل منصب الرئاسة..في فلسطين كان ابومازن من القيادات ذات الوزن الضعيف..لم يكن احد يتوقع لهذا الرجل الذي يرتدي نظارة طبية ويتحدث بصوت خفيض ان يخلف زعيما في (كاريزما) ياسر عرفات..حينما جاءت اللحظة التاريخية اكتشف المراقبون ان للرئيس محمود عباس مهارات قيادية كانت تحجبها الاضواء الباهرة حول القائد (ابو عمار). من الواجب علينا جميعاً ان نشجع الرئيس البشير واترابه في الساحة السياسية ان يذهبوا لمزارعهم الخاصة..الحكم يجب ان يكون دولة بين الناس وقسمة بين الاجيال.