لعدد من سنين خلت ظللنا نسمع عن سكر النيل الأبيض واقتراب افتتاحه والوفرة التي ستحدث في السكر وانخفاض اسعاره أو ثباتها لأن الطلب ثابت وزاد العرض.. وعندما أصبح ذلك قاب قوسين أو ادنى اذا بوزير الصناعة يعلن تأجيل افتتاح المصنع نسبة لعدم توفر برنامج التشغيل «Soft Ware» بسبب المقاطعة الامريكية وفوق ذلك اعلن استقالته بدعوى انه يتحمل الحرج الذي سيسببه عدم افتتاح المصنع في الموعد المحدد.. الا ان حديث السيد حسن ساتي مدير شركة السكر السودانية يخالف ما ذهب إليه السيد الوزير فقد أكد اكتمال العمل في كل مكونات المصنع وجاهزيته وأن التأجيل جاء لظرف فني طاريء. سادتي لم يكن الوقت أو الزمن امراً مهماً عند السودانيين حتى يكون تأجيل الافتتاح مسبباً للحرج فكم مشروع تم تأجيله صغيراً أو كبيراً كان.. خاصاً أو عاماً فالزمن سيدي وزير الصناعة ليس مدعاة للتأجيل ولن نقبله نحن وكما ان المنطق ايضا يرفضه.. ونأتي للسبب الذي تم تأجيل به الافتتاح وهو «Sot Ware» والذي لم يستطيعوا توفيره بسبب المقاطعة الأمريكية وهذا ايضاً سبب مرفوض ولن نقبله فقد كنا شهوداً على استخراج البترول وكتاب الاستاذة شادية عربي اسرار استخراج النفط السوداني وما قام به عوض الجاز حتى حصل على الشفرة التي فتحت كل الأبواب المغلقة وظني ان الباشمهندس عبد الوهاب لم يطلع على هذا الكتاب رغم علمي بأنه قد عايش تلك الفترة ويعلم انه ليس هناك مستحيل.. كما ان قصة مصفاة البترول ايضاً لن تخفى عليه.. فهل الحصار الأمريكي الآن أصعب من حصار التسعينيات؟ وهل كان من الصعب ان يقوم عبد الوهاب ببطولة مثل تلك خاصة وأننا نعلم ان المطلوب اسطوانة. وأخيراً نحن نحمد لرئيس الجمهورية انه بدلاً من قبول الاستقالة قرر تشكيل لجنة للتحقيق في الموضوع فقد وفر علينا هذا الطلب ونتمنى ان يكون ذلك الأمر سريعاً. كما ان الأمر يحتم على الرئيس قبول استقالة الوزير الذي كان يجب ان يفتتح «5» مصانع ادوية تمت برمجتها في عهد عوض الجاز ولم تفتتح حتى الآن.. فهل تغير مفهوم الزمن الآن أم أنه نفسه.. فيا سيدي الرئيس اقبلها.