بمجرد ان أطلق حكم مباراة الأفيال والأمل العطبراوي صافرة نهاية اللقاء وقبيل ان يخرج أفراد فريقه من الملعب هرع مدرب الأفيال كابتن الديبة نحو المقصورة الرئيسية لاستاد ود مدني وتوجه صوب مقاعد الاعلاميين ليفجر قنبلة استقالته النهائية من تدريب فريق جزيرة الفيل بدون أية حيثيات أو رتوش. ولأنني اعرف الديبة جيدا وتتبعت مسيرته الكروية عن قرب منذ ان كان شافعا يافعا (يضقل) بالكرة كالبهلوان في حواري مارنجان فيبهر الناس ويدهشهم بنبوغه الكروي المبكر فأعجبتني موهبته والحقته بفريق الحرية ثم رشحته بعد أعوام لسيد الأتيام ومن هناك انطلق كالصاروخ في سماء الكرة السودانية. عطفا على ذلك فانني الوحيد الذي لم يفاجأ باستقالة الولد الشقي الذي اعلم جيدا انه(زول دغري)يعشق الانضباط ولا يحب المسخرة ودلع اللاعبين ودلالهم ويتعامل بحسم مع انفلاتاتهم وتمردهم كما انه لايتردد مطلقا في الاستقالة من عمله متى ما احس بأية تدخلات في الشأن الفني او مساس بكرامته وكبريائه. ولذلك كنت على يقين بأن الحركة (البايخة) التي بدرت من لاعب الأفيال وليد سعد أثناء المباراة عندما هم الديبة باستبداله الا أنه أعلن العصيان على مدربه رافضا الخروج من الملعب باشارات غاضبة وهو يلوح بيديه في وجه مدربه كنت أعلم ان هذا التصرف الأرعن والسلوك غير المنضبط لن يمر مرور الكرام. وتواصلت الأحداث عاصفة ولكن هذه المرة (جات الطامة) من المدرجات فبدلا من ادانة سلوك اللاعب واستهجانه اظهر البعض استحسانهم لتصرفه وزادوا على ذلك بالتصفيق اعجابا بمسلكه الأمر الذي ينذر بخطر انتشار ظاهرة تمرد اللاعبين مستقبلا على مدربيهم طالما ان بعض الجماهير تستحسنها. لقد سبق وناشدنا بعض جمهور الجزيرة المتعصب والذي درج دوما على مناوشة المدربين فلم يسلم من (مناقرته) حتى الخبراء سعد الطيب وسيد سليم وعبد العال ساتي وغيرهم ناشدناهم بأن يخففوا من غلوائهم قليلا ويهيئوا الأجواء الصالحة للديبة ليمارس مهامه بدون (شوشرة)خاصة وانه تصدى للمهمة بشجاعة يحسد عليها في الوقت الذي زاغ فيه فاروق جبرة وتدلل طارق احمد آدم.. فاذا بالديبة يدق صدره بشجاعة وهو يقول: أنا لها ومع هذا فقد اضاعوه واي فتى اضاعوا؟ الهندي.. التاريخ لن يرحم الجميع على علم تام بأن الأزمة الادارية الحادة التي يعايشها النادي الأهلي بود مدني منذ انطلاقة الموسم قد انعكست بصورة مباشرة على فريق الكرة الذي ما انفك يخوض في وحل الهزائم ويقبع في مؤخرة الممتاز. وكل الناس بود مدني على علم بفشل كل محاولات الوفاق واحتواء الأزمة الادارية التي وضح بأن لامخرج منها الا عبر الانتخابات. ااالا ان المؤسف في الأمر ان وزير الرياضة الأمين الهندي قد كتف يديه وظل يتفرج على الأهلي وهو يغرق دون أن يمد له يد العون.. ان مفوضيته بقيادة أحمد حسن ظلت تماطل في حسم الأزمة عبر الجمعية العمومية وهي تؤجل انعقادها أربع مرات دون مبررات وسيد الأتيام يغرق.. يغرق. اذا قدر للأهلي الهبوط فسوف يتحمل المسئولية كاملة الوزير الهندي وأركان حربه في المفوضية والتاريخ لن يرحمكم بعد أن سجل في صفحاته هبوط الرومان في عهدكم الذي يبدو انه جاء (بالساحق والماحق) على كرة القدم بالمدينة العريقة.