أكمل ثابو إمبيكي رئيس آلية رفيعة المستوى مساء أمس الأول مهمته ب(انتزاع) موافقة رئيس الجمهورية المشير عمر البشير على عقد قمة مع رئيس دولة الجنوب سلفاكير ميارديت في جوبا شريطة الإعداد الجيد لها.. وبدا الرئيس السابق لجنوب أفريقيا سعيداً بهذا (الإنجاز إن كان إنجازاً بالفعل).. ولم ولن تكون القمة القادمة هي الأخيرة التي يرتب لها إمبيكي.. فلقد سبق له ترتيب (لقاء) بين البشير وسلفاكير بحضور رؤساء وممثلي دول الإيقاد في أديس أبابا.. كان الهدف منها تسوية الخلافات بين البلدين والتوقيع على اتفاقية.. لكن مكالمة هاتفية جاءت إلى سلفاكير جعلته يتراجع عن الاتفاقية والتوقيع عليها.. وتدرك الآلية الأفريقية جيداً أن القضايا بين السودان ودولة الجنوب تتركز أساساً في ترسيم الحدود واحترام السيادة وعدم إيواء كل طرف للتمرد ووضعية مواطني البلدين، وهي قضايا كان يجب حلها عبر اللجان والمفوضيات قبل الانفصال.. لكن (الحركة الشعبية) آنذاك لم تكن جادة فى الحل وتركت كافة القضايا لما بعد الانفصال لتستخدمها كوسائل ضغط على الخرطوم.. فالحدود واضحة وينقصها الترسيم فقط- عدا في أربعة مواقع- وكذلك وضع المواطنين الذي تحكمة القوانين الدولية.. فضلاً عن منع المواثيق الدولية إيواء الدول للمتمردين المناوئين للدول الأخرى والسماح لهم بتنفيذ هجمات ضد الدول وملف أبيي.. أما قضايا النفط فمن حق جوبا إيقافه أو دفع رسوم نقله عبر الشمال.. إذن الحلول واضحة أمام الآلية الأفريقية.. لكن إمبيكي لا يملك (آلية الحل) لأنه ببساطة يعمل بمنطق (باركوها يا جماعة.. وتعالوا اجتمعوا.. وبعدين نشوف المشكلة)!!.. وهو منطق تجاوزته الدولتان منذ بدء تنفيذ اتفاقية نيفاشا فى 2005 وتكوين مفوضيات لحل القضايا العالقة.. فالآلية الأفريقية تنقصها وسائل الضغط.. لذا نجد أن كل اتفاق أو لقاء يعقبه مباشرة اعتداء من قبل دولة الجنوب.. مما يجعل العهود والمواثيق و(القمم) بلا جدوى.. فحل القضايا لن يتم بلقاء الرئيسين- حتى وإن تم بحضور رؤساء أفريقيا- بل يكمن في إقناع الذين يساندون جوبا في تأجيج الخلاف ويقدمون الدعم للحركات المتمردة ويشعلون الحرب في جنوب كردفان.. لأن جوبا تعلم جيداً أن التصعيد والمواجهة العسكرية لن يفيداها وسيكلفا خزانتها كثيراً.. وأنها لا تملك أجوبة مقنعة للجهات التى تطالبها باتخاذ مواقف ضد الخرطوم ودعم التمرد فى جنوب كردفان.