* في هذا الواقع المفضوح... المتعري من كل ما يمكن أن نصف به حكومتنا الموقرة... الممسكة بزمام البلد... بل الجامحة بالوعود المتلتلة... وقد ارتسم واقع من الحياة يبلغ من الصعوبة مكان... لا تستطيع شريحة كبيرة من الشعب.. مجاراته... أو حتى السير معه في خطه المتعرج هذا.. فقد أصبحنا - على غير عادة - نمسك بتلابيب نوافذ المركبات العامة... حتى نجد فرصة في التنقل من مكان لآخر داخل العاصمة... وقد عاد بنا الزمن للوراء.. بعد أن رجعت الصفوف والطوابير والزحامات الطويلة في مواقف المواصلات... بل حتى في الأحياء، والأزقة البعيدة... أصبحت تحفل بكل أنواع الزحام...!! *الواجب يحتم علينا إيلاء مشكلة »المواصلات« - القديمة المتجددة - جانباً كبيراً من إلقاء الضوء.. بل هي تحتاج للضوء كله، حتى يستطيع القائمون على الأمر الوقوف على جوانبها بتأن.. وإيجاد الحلول والمعالجات - السريعة - لهذه الأزمة التي لا تزال بين ايدينا.. * نكرر ونقول ما قلناه من قبل... من أن الخرطوم تحتاج - وبشدة - لكباري طائرة، وإن كانت تلك الكباري مكلفة وباهظة - فلا مستحيل تحت الشمس - ولا شئ سواها سيحل الأزمة مطلقاً... لن يفيد إيقاف استيراد الاسبيرات، ومن قبله إيقاف استيراد السيارات المستعملة.. و إيقاف.. وإيقاف.. كل هذا لن يفيد في شئ.. نحن أمام أزمة حقيقية، فالتعب بدأ يدب في أجساد المواطنين الغلابى الكادحين - ونحن ضمنهم - تراهم في المحطات تعابى... وقد أصابهم الجزع من طول «الوقفة».. بينهم أطفال صغار، وكبار سن، وفتية وفتيات.. ! * وقد لعبت شركة المواصلات دوراً سالباً في الإسهام في حل تلك الأزمة.. إذ أنها انتهجت نهج »الشماعة«.. بل تعمد - بعض - سائقي »بصات الوالي« تحميل الباص شماعة تصل إلى حد ال «150» راكب للبص الواحد... رغم أن البصات تقف في المحطة بالكوم... ولكنها سياسة التجارة والاستثمار... أكثر منها سياسة خدمية لتقديم المريح...