كل أول أبريل كنا نسمع إشاعة سمجة غالباً ما تكون موت فنان مشهور ثم يتضح انها كذبة أبريل تلك العادة السخيفة المستوردة.. هذا العام لاحظنا اختفاءها .. لم نسمع بما يسمى كذبة أبريل فلماذا ياترى؟ ربما إن الرحيل الفاجع لعدد من رموز الفن والذين تعرضوا لكذبة أبريل التى قتلتهم أو شائعات بموتهم.. فقد استهدفت زيدان عليه الرحمه في أبريل وغيره.. كذلك وردى.. وقبل أن يموت حميد بأشهر انتشرت الشائعه.. ربما أمام رهبة الموت عاد إلى الناس صوابهم وعرفوا إن الموت هو الحقيقة الوحيده فهو حق علينا جميعاً فلا ينبغى ابتذاله في كذبة أبريل أو أي كذبة أخرى.. ربما بسبب هذا الرحيل المر للرموز تلك واحداً أثر الأخر انضبط الناس واحسوا بتفاهة كذبة أبريل وبسخف(الهظار) بالموت ربما لأن الناس أصبحوا يكذبون كل أيام السنة.. ولأن الكذب أصبح هو الأساس ومن ثم تلاشى الصدق،لم يعد الكذب يستهوي الناس لأنه أصبح « حاجة عادية» . ومما درجنا على توصيف الكذب به «اللون الأبيض» فنقول كذبة بيضاء، أي ان المقصود بها هدف خير.. ثم ان الاكاذيب انتشرت ولعل الموبايل_ ولأنه يحاصر الناس جغرافياً وتاريخياً_ يضطر الناس إلى الكذب.. وذلك يتمثل في قراءة رقم المتصل فان كنت تتحاشاه ليس أمامك سوى الكذب. والكذب كله أسود وليس فيه أبيض على الاطلاق،لأن فكرة الكذب ذاتها سوداء. وقد انتشر الكذب.. وقد يصل الكذاب إلى المحكمة ويحضر شهوداً لكذبته. وقد سمعت امرأة توصى اخرى بأن(تنكر) ماقالته أي تدعوها إلى الكذب بغرض «المخارجة» . ومن التربية الكذوب أننا درجنا على الكذب على الاطفال تهويناً لمشاعرهم وعرفت أن آثار ذلك وخيمة على الاطفال.. ذلك بجانب تعويدهم على الكذب كأن تقول لطفلك «أمشي قول ليهم أبوي مافي» ان كنت تتحاشى مقابلة شخص ما. وبهذا السلوك نعلم اطفالنا الكذب، فها هو الأب يكذب فما الذي يعصم الطفل. ومن الأكاذيب الضارة ما يسمى(الاشاعة) وهي أداة من أدوات الحرب النفسية بين الدول والمؤسسات والاحزاب.ويعتبر البعض الكذب تجملاً. وفي مرحلة المراهقة عندما كنا في المرحلة الثانوية كان أحد رفاقنا يدعي كذباًأنه مريض حتى يستدر عطف الناس وشفقتهم ولا أدري أي عاهة نفسية هذه! وعلى الرغم من ان ديننا الحنيف بنهى عن الكذب نهياً قاطعاً الا أننا ندثر الكذب بتبريرات واهية حتى يصبح حلالاً لنا والسياسيون يعرفون الكذب كثيراً ربما لأن السياسة لعبة قذرة. والحس الشعبى يردد : حبل الكضب قصير.. ويقول وصل الكضاب لخشم الباب ويحفظ مقولة الشيخ فرح كان الصدق مانجاك الكذب مابنجيك..وكلنا نكذب بكل سهوله وقد قالت الأم لأبنها موبخة: كيف تكذب بهذه السهوله ياولد فقد كنت في مثل سنك لا أكذب أبداً.. فقال في براءه: ومتى بدأت تكذبين !!